المبتعثة السعودية وسميه بن العيد لـ "هي": رمزية الوطن حاضرة في قلوبنا وسلوكنا
طالبه الدكتوراه وسميه عبدالله بن العيد المبتعثة من وزارة التعليم السعودية الى المملكة المتحدة. تتحدث لموقع "هي" عن تجربتها الدراسية في لندن، وكيف أن تخصصها المميز في التوحد ومشاكل النوم عند الأطفال والمراهقين أضاف إليها الكثير وزاد من قوتها وعزيمتها. فقد وسعت تجربة الدراسة في لندن من مداركها وأفقها الفكري.
حدثينا عن تجربتكِ الدراسية في لندن ،والتخصص الذي تدرسينه؟
لاشك أن تجربة الدراسة ثرية وعميقة جدا، ووسعت من مداركي وآفاقي الفكرية ودرجه الوعي. حقيقة لا أعلم كيف يمكن أن أترجمها في سطور ولكنها متسع من الحظ الذي أشكر الله أن شاء ومنحني إياه والوطن الذي يسر طريقي في خوض هذه التجربة النوعية . شهد عام 2011 أولى خطواتي لتحقيق حلمي في إكمال دراساتي العليا وبدأت برنامج اللغة الانجليزية والماجستير في تخصص الإحتياجات الخاصة والدمج من جامعة روهامبتن في لندن University of Roehampton London ومالبثت أن أكملت مسيرتي الدراسيه والتحقت في برنامج الدكتوراه عام 2015 تخصص التوحد من كلية لندن الجامعية -UCL حيث انضممت لمختبر الأبحاث وتعليم النوم UCL Sleep Education and Research Lab SERL.وكانت لي عدة أنشطة أسبوعية سواء بإلقاء المحاضرات المتعلقة ببحثي والذي يهتم في نوم أطفال التوحد والصحة النفسية وكذلك نوم أمهات اطفال التوحد والصحة النفسية لهم.
مالنصيحة التي تقدميها للمقبلين على دراسة هذا التخصص؟
نصيحتي لهم أن لا يترددوا، فهو تخصص ممتع وجديد وله إحتياج عالي لندرة الأبحاث المتعلقه بإضطرابات النوم وتأثيرها على الإدراك والسلوك والمشاكل الحسيه والتوتر والرهاب عند الأطفال والمراهقين في السعودية سواء للأطفال بشكل عام وللتوحد بشكل خاص، وذلك تماشيا مع رؤية المملكه 2030 التي تدعم البحوث العلمية وتبوء المملكة مراكز متقدمة فيها.
هل لديك مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهاج الدراسي؟
لا أفوت فرصه المشاركة وحضور مناسبات وطنية أو معارض ثقافية فنية سعودية للتواجد أو المشاركة والإندماج بالزهو والفخر والحضور. حيث أن رمزية الوطن حاضرة في قلوبنا وسلوكنا.
كيف تصفين التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية وما تأثيره عليك؟
تميز هذا العهد بالتحول الكبير والسريع في كافة الأصعدة. وقد ترجم ذلك من خلال الإرادة السياسية الفذة ومسيرتها الفتيه في النهوض بالوطن عامة، وبالمرأة على وجة التحديد وكل ما فيه إكتمال لمسيرة البناء ولا يتأتى ذلك إلا بتكاتف سواعد أبناء الوطن رجالا ونساء . وهو ما يترجم مفاهيم ومتطلبات الرؤية الطموحة للمملكة 2030 .ومما لا شك فيه، أن هذا التحول الكبير له تأثير يصب في صالح المرأة السعودية ويسهم في تذليل كل مايعيق في مسيرة إسهامها في بناء المجتمع.
ما أبرز المعوقات التي صادفتك كطالبة وكيف تغلبت عليها؟
أبرز التحديات التي صادفتني في إبان إبتعاثي، تمثلت حينذاك بالعائق الإجتماعي التقليدي والمعتقدات المتعلقة حينها على فكرة الدراسة خصوصا للإناث في الخارج. والتي تحولت في الأونة الأخيرة لترحيب وثناء بل وفخر وتسابق على إنتهاز فرصة الإبتعاث لمن عارضها في السابق لأبناءهم وبناتهم على حد سواء والذين أدركوا مؤخرا أنها بالفعل فرص ثمينة يجب استثمارها.
كيف تصفين تجربتك في التعايش مع جائحة كورونا؟
في الواقع موضوع "الكورونا" هو قصة القصص في عصرنا الحديث! كأننا نعيش أحداث أحد أفلام الخيال العلمي، أو في حالة هيستيرية تعصف بالعالم وتضعه في حالة من الارتباك الأنساني العالمي إن صح التعبير، وكنت متفائله وأكثر من محتاطه ومتبعة للتعليمات بكل إيجابية. فقد كانت تجربة كورونا بالنسبة لي رغم قسوتها وما يتطلبه من احتياطات كبيرة ومكوث بالمنزل إلا أنها وجهت أبصارنا الى جوانب آخرى للتأمل في الحياة كنا نجهلها فأصبح هناك تغيير في مفاهيم كثيرة نحو ما نعتبره سابقا من المسلمات في حياتنا أصبح بامكاننا إيجاد شكل آخر للحياة العملية والتعليمية من بيئة المنزل بفضل التقدم التكنولوجي. وأيضا على مستوى الحكومات سوف تظهر تشكيلة إستراتيجيات حديثة للعمل فيها بسلاسة وأكثر فعالية على ما كان عليه من قبل. وأخيرا لاشك ان لـ COVID _19 تاثير ولكن عين وقلب الوطن ورعايته لنا منذ بداية الأزمة شكل شعور مستقر وأمن لا ننكر فضله.
مالذي تحلمين بتحقيقه؟
أحلم أن أكون عنصر مساهم في التنمية والبناء في بلدي خاصة في هذه المرحلة الدقيقة من التحديات الكبيرة التي تواجة منطقتنا العربية.