المبتعثة السعودية هدى الظاهر

المبتعثة السعودية هدى الظاهر لـ "هي": خطوات المرأة السعودية في تسارع مستمر داخل الوطن وخارجه مع رؤية 2030

سڤانا البدري
22 سبتمبر 2020

هدى خالد الظاهر طالبة مبتعثه من المملكة السعودية الى المملكة المتحدة، لها حصيلة علمية ومهنية تفوق أعوامها التسعة والعشرين بكثير. حلمها أن تكون سفيرة لبلدها وأن تكون خير مثال للفتاة السعودية، وأن تنشر الوعي بالصحة العقلية والأمراض النفسية التي نمر بها بشكل مستمر متسلحة بقول صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان "همة السعوديين كجبل طويق، نضع الأهداف، ولا يوجد سقف لأحلامنا،  لكن لدينا شغف وطموح يبلغ عنان السماء" ولدينا بتوفيق من الله كل القدرات والمهارات لتحقيق هذا الطموح.

هدى الظاهر حاصلة على درجة البكالوريوس بقسم علم النفس،  دبلوم قسم إدراة الموارد البشرية  مع مرتبة شرف أولى من جامعة سانت ليو بالولايات المتحدة الأمريكية.  كما أنها حصلت على درجة الماجستير قسم علم النفس الإكلينيكي من جامعة كوين ميري لندن بالمملكة المتحدة. أما خبرتها المهنيه فلا تقل عن العلمية، وتضم  العديد من المحطات منها: منصب وكيلة في المدارس العالمية في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية. كما عملت في مجال الدعم النفسي للمرضى المنومين في مستشفى Charing cross إحدى كبرى مستشفيات لندن. كما أنها مدربة للدعم النفسي في منظمه Hear Women Foundation للمرضى المنومين للجاليةالعربية المهاجرة في مدينة لندن. ومتطوعة للتهيئة النفسية للسجناء بعد العفو بمنظمة Hestia الخيرية في مدينة لندن. بالإضافة إلى تطوعها لتقديم الدعم النفسي لكبار السن المصابين بالإضطرابات النفسية في المؤسسةالخيرية  BEfriend. شاركت كعضو في البرلمان البريطاني للحديث عن حقوق المرأة ودورها بالمجتمعالأوروبي وخصوصا المرأة العربية المهاجرة والدعم النفسي المقدم إليها من قبل المنظمات والمؤسسات الخيرية. كما عقدت دورات تدريبة برئاسة الملحقية الثقافية و الأندية السعودية الطلابية بمدينة لندنو جلاسكو لنشر التوعية عن الصحة النفسية بين الطلاب المبتعثين. وتعمل حاليا على إقامة دورات تدريبة للدعم النفسي و التمنية البشرية بمعهد أجيال الرؤية بالمملكة العربية السعودية. 

حدثينا عّن تجربتك الدراسية في لندن؟
التجربة كانت ممتعة وثرية وفيها بعض التحديات في الوقت نفسه. بدأت مرحلة الماجستير بتخصص الصحة العقلية والدراسات النفسية بجامعة كوين ميري لندنوكانت التجربة الدراسة مختلفة تماما عن مرحلة البكالوريوس التي كانت بالولايات المتحدة الأمريكية نظرا لاختلاف النظام الدراسي والثقافة المجتمعية. ولكن فرصة الدراسة والإقامة في لندن لها إيجابيات لا حد ولا حصر لها  منها إتاحه الفرصه للتعرف على الجاليات من مختلف أنحاء العالم من خلال الحرم الجامعي والتدريب في المؤسسات الخيرية والمستشفيات وأيضا من خلال المؤتمرات العلمية.

مالتخصص الذي تدرسينه حاليًا؟
ماجستير علم نفس  الاكلينيكي بالتخصص (Mental Health; Psychological Therapies) دراسة هذا التخصص  يتيح للطالب دراسة السلوكيات والعمليات العقلية (العاطفية والمعرفية) مثل الإدراك والتفكير والذاكرة والإنتباه وحل المشكلات والتعلم. Mental Health; Psychological Therapies  الدراسه بجامعة كوين ميرين لندن تتيح للأخصائي النفسي إتقان المهارات الأساسية للمعالج النفسي كمهارة معرفة النظريات و الممارسات النفسية المختلفة، والمعرفة التامةبكيفية تفكير الإنسان وسلوكياته وتحليل هذه السلوكيات، وإتقان المهارات البحثية،القدرة على التواصل والتعاطف مع مجموعة من الأشخاص، وإكتساب مهارات التواصلوالحوار و الإستماع والإستجواب. وأيضا تفيد الممارس والأخصائي النفسي على تعلم كيفية فهم مشاكل الحياة المختلفةوقضايا الصحة العقلية والتعامل معها باستخدام جلسات نفسية مختلفة. إضافة للكثيرمن الجلسات النفسية المتنوعة. 
Psychodynamic (psychoanalytic) psychotherapy و Cognitive behavioural therapy, Cognitive analytical therapy, Family Therapy, Group Therapy

مالنصيحة التي تقدميها للطلبه الذين يرغبون بدراسة هذا التخصص؟ 
النصيحة الأولى التي يمكن أن أقدمها لطلاب الماجستير بالتخصصات الطبية وبالأخصالصحة العقلية وعلم النفس الاكلينيكي، هي الإلمام بالتخصص قبل البدء بالدراسة عنطريق الإطلاع والقراءة المسبقة عن التخصص الدقيق ومعرفة المهارات التي يحتاجهاالطالب لاجتياز  المرحلة الأكاديمية. كالتدريب على الإلقاء والتحدث بطلاقة أمام الحضور, وتطوير مهارات الكتابة الأكاديمية كون مرحلة الماجستير تتطلب درجه عاليه من الإلمامبالتعبير سواء بالإختبارات أو  رسالة البحث وكتابة التقارير العلمية. أما النصيحة الثانية، البحث عن تدريب عملي بمجرد الحصول على قبول أكاديمي، كونمرحله البحث معقدة تتسم بالتعقيد نوعا ما، لما تتطلبه من شروط دقيقة وتتطلبالتوصيات الأكاديمية والخبرات العملية وشهادة من السجل الجنائي للتمكن من البدءبالتدريب العملي. والنصيحة الأخيرة، مشاركة الخبرات من خلال الاستفاده من خبرة الزملاء الذين لهم نفس التخصص.

كيف تصفين التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية.. وما تأثيره عليك؟
خطوات المرأة السعودية في تسارع ونمو متواصل داخل الوطن وخارجه بعد الإفصاح عن رؤية ٢٠٣٠ وعن تمكين المرأة، حيث أولت حكومة المملكة اهتمامًا كبيرًا بالمبتعثاتلكونها نصف المجتمع وشريك بالتنمية ولا يمكن الاستغناء عنها بالمراحل القادمة.
فخورة جدا بالفرص المتاحة لنا اليوم بالمشاركة في بناء الحاضر وتطوير المستقبل. اليومأنا أعمل على تطوير مهاراتي وقدراتي القيادية والإدارية للتوافق مع متطلبات بيئةالعمل الجديدة لأكون فرد فعال ومنتج ببلدي المملكة العربية السعودية. فنحن النساءالسعوديات بقدر هذه الثقة الممنوحة لنا من قبل قيادتنا الحكيمة وأن نعمل سويا يدا بيداعلى تحقيق أهداف المملكة السامية.

 

هل لديك مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهاج الدراسي تعكس هويتكم؟ 

من أهم الأنشطة بجانب الدراسة هي الأنشطة العائلية نهاية كل أسبوع. وأيضا مشاركة الزملاء و الزميلات مناسباتهم الاجتماعية والدينية، وكذالك دعوتهم للمشاركة باحتفالاتنا الدينية والوطنية كاحتفال الأعياد واليوم الوطني السعودي للتعرف أكثر على ثقافتنا وديننا الحنيف، فكانت الاستفادة بتعلم ثقافات مختلفة وخصوصا أن مدينة لندن تعتبرواحدة من أكثر دول العالم تنوعا بالثقافات. فهذه فرصة ثمنيه جدا لتعلم عن الكثير منالثقافات وتنوع المعرفة.

ما أبرز المعوقات التي صادفتك كطالبة وكيف تغلبتِ عليها؟
من أبرز المعوقات التي صادفتني كطالبة وأم،  هي عدم الإلمام الكافي بالقوانين في المملكة المتحدة سواء فيما يخص قوانين الإقامة والحصول على التأشيرة الدراسية وقوانين استئجار السكن، وتسجيل الأطفال بالمدارس بالفترة الأولى. كما أن خلق  التوازن بين الدراسة ومهام الأمومة من أبرز التحديات في هذه المرحلة. وكذلك تكوين الصداقات بسبب الانشغال بالدراسة والأمور العائلية الأخرى من متابعة دراسة أطفالي وغير ذلك.

كيف تصفون تجربتكم في التعايش مع جائحة كورونا؟ 
بحكم ابتعاثي للولايات المتحدة الأمريكية بسن صغير جدا (18 عاما) مررت بالعديد منالصعوبات الأزمات، ولكن جائحة  كورونا كانت بمثابة إختبار حقيقي لمعرفة قدراتنا النفسية والإدارية لمواجهة الأزمات. فتعلمت بفترة هذه الجائحة التخطيط وتحديد الأولويات، وأيضا تنظيم الوقت وتقسيمه بين أطفالي ودراستي وأموري العائلية. عملت على تدريب أطفالي على التأقلم على الوضع الجديد منذ بداية الجائحة التهيئة النفسية المناسبة من حيث الدراسة عن بعد عبر البرامج الدراسية على المواقع الالكترونية وعدم الخروج من المنزل، ومنع التجمعات عن طريق الحديث عن هذه الجائحة العالمية بطريقة قصصية وعمل جدولة يومية  أشبه بالجدول المدرسي، كل هذا شكل واحدا من أكبرالتحديات في حياتي. أما الناحية التعليمية والثقافية، كانت لنا فرصة عظيمة للمشاركة بدورات وورش عمل عن بعد،  مقدمة من قبل الطلاب المبتعثين تحت أشراف الأندية الطلابية أو حتى المؤسسات التعلمية. وبحس من المسؤولية الوطنية والمجتمعية، قمت بعمل العديد من الدورات خلال الجائحة لإدارة الأزمات النفسية والضغوطات خلال هذه الجائحة للطلاب السعوديين المتواجدين بالمملكة المتحدة والمتواجدين داخل السعودية.

مالذي تحلمين بتحقيقه؟ 
كما ذكر صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بأن همة السعوديين كجبل طويق، فنحن نضع الهدف وتخطط لها ونعمل يوميا لتحقيق هذه الأهداف، فلا يوجد لدينا أحلام لتحقيقها ولكن يوحد لدينا شغف وطموح يبلغ عنان السماء وبإذن الله لدينا من القدرات والمهارات لتحقيق هذا الطموح. إحدى أهم الطموحات بأن أكون سفيرة لبلدي وأن أكون خير مثال للفتاة السعودية. وأيضا لدي رسالة وطموح بنشر الوعي للصحة العقلية والأمراض النفسية التي نمر بها بشكل مستمر فقمت بعمل ورش عمل وجلسات نفسية للجاليات العربية بالمملكة المتحدة لنشر التوعية الفكرية عن الأزمات النفسية.

ختاما .. أحب أتقدم بخالص الشكر والامتنان لوطني وقيادتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان لإعطائنا هذه الفرصة العظيمة لرفعة ديننا ووطنناوأشكر مجلة هي لإتاحة الفرصة لنا كمبتعثين لمشاركة تجاربنا واستفادة منها للطلاب المقلبين على الابتعاث.