University of reading جامعة ريدينق في لندن

نوف حسنين: القراءة مفتاح المعرفة ولكنها ليست كل المعرفة

6 يناير 2021

طالبه الدكتوراه نوف حسنين، هي أستاذ محاضر في دراسات الطفولة بكلية التربية جامعة أم القرى في المملكة العربية السعودية، وأيضا باحثة الدكتوراه بجامعة ريدينج في المملكة المتحدة، حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم والتربية تخصص رياضيات من جامعة أم القرى، ودرجة الماجستير في نمو طفل من جامعة لندن UCL- Institute of Education الطفولة والمواطنة الرقمية وحماية الطفل السعودي في العوالم الرقمية هو محور بحثها الحالي، محبة للعمل الجماعي وروح الفريق الواحد، ولها العديد من المشاركات العلمية والاجتماعية والأنشطة الثقافية في بلدها الأم  وبلد الابتعاث.

اهتمت نوف بتطوير ذاتها من خلال التدريب والمساقات العلمية والمهارات الأكاديمية بالإضافة الى العديد من الحملات والمبادرات الثقافية والاجتماعية في الحرم الجامعي وخارجه، حرصت على المشاركة في مجموعة من المبادرات التطوعية في بريطانيا بلد الابتعاث لتمثيل المرأة السعودية والتعاون من أجل خدمة المبتعثين والمبتعثات، تؤمن بأن جزءاً كبيراً من المعرفة موجود خارج الأوراق ويمكن اكتسابه من خلال تبادل الخبرات ومشاركة الأخرين، تهتم بالإبداع وتجويد المخرجات والتدريب على كيفية استقصاء المعلومات وموثوقيتها.

حدثينا عن تجربتكِ الدراسية في لندن.. وما لتخصص الذي تدرسينه؟

بداية رحلتي في لندن بدأت كمرافقة مبتعثه في مرحلة اللغة، وبرغم ما تحمله هذه الفترة من المتعة والتحدي، لكنها كانت إضافة لشخصي وخبراتي ومهدت الطريق لدراسة الماجستير في تخصص Child Development من كلية التربية بجامعة لندن UCL-Institute of Education وسجلت المركز الأول في علوم التربية على المستوى الدولي لثمان سنوات متتالية. وهذا يعكس نوعية التدريب والتعليم الذي حظيت به ولازال ينعكس على طريقة ادائي بشكل إيجابي ولله الحمد، لم يكن فعليا بالأمر السهل ولكني وضعت هدف أمامي وقررت بأنه ليس بالأمر المستحيل أيضاً.

وكان لوجودي في لندن المعروفة بمزيجها الحضاري ذو الذائقة المختلفة عن الهوية العربية الإسلامية أثر كبير في احتكاكي بمختلف الثقافات والأعراق.

حقيقة إقامتي في لندن ملئت حقائب أفكاري بمحتويات جديدة ونوعت مصادر المعرفة وفتحت آفاقي على اللغات الأمر الذي جعلني أدرس اللغة الفرنسية بعد عودتي من الابتعاث.

شتاء لندن القاسي وضبابها المرسوم في سمائها جعلني أسهب في إيجاد مناطق الوصل بين هويتي العربية والثقافة الغربية الجديدة عليً نوعا ما ذلك الوقت.

فلسفة جديدة وأسلوب حياة تحمل فيه هويتك وتتعايش مع ظروف حياتية مختلفة تماما من أبسط الأمور كالطقس المتقلب الى أصعبها كعقبات الدراسة واللغة.

عدت الى أرض الوطن وحظيت بفرصة العمل الأكاديمي بجامعة أم القرى كمحاضر دراسات الطفولة بكلية التربية والذي أضاف الكثير أيضاً لخبراتي على الصعيد المهني والشخصي وأتاح لي فرصة التعامل مع نخبة مميزة من الأكاديميات والطالبات وتبادل الأفكار والخبرات.

وجدت المتعة في التعامل مع زميلاتي الاكاديميات وطالبات الجامعة حينما كنت مسؤولة الأنشطة الطلابية، طاقة جميلة تعلمت منهن الكثير ومنحني التعامل معهن كمية سعادة لا تنسى، واغتنمت الفرصة وقتها لأحظى بفرص التدريب وتطوير مهاراتي الأكاديمية كعضو هيئة تدريس ومن ثم حصلت على فرصة الابتعاث مرة أخرى لنيل درجة الدكتوراه في تخصص التربية ودراسات الطفولة عام 2019وحاليا مهتمة بالطفولة والتربية للمواطنة الرقمية.

 ما لنصيحة التي تقدمونها للمقبلين على دراسة هذ التخصص؟

 القراءة مفتاح المعرفة ولكنها ليست كل المعرفة، فمشاركة الاخرين أفكارك خاصة أهل الاختصاص توسع مدارك الفرد، التدوين وكتابة الأفكار من الأمور الهامة التي لا يغفل عنها كل ذي لب خاصة في مرحلة الدراسات العليا. ولا بد أن نحرص دوما على تدوين ما لديك من أفكار مخافة نسيانها.

بالإضافة الى أهمية تطوير لغتك سواء كنت تدرس داخل أو خارج المملكة فهذه من المهارات التي باتت ضرورة في عصر الانفجار التكنولوجي الذي نعايشه الان ويخدم الباحثين والباحثات في شتى المهارات.

وأخر نصيحة أركز عليها دوما مع طلبتي لا خجل ولا حياء من محدودية المعرفة خاصة في البدايات فهذا قاموس الحياة ونحن في مرحلة تعلم حتى يوارينا الثرى، اسأل وبادر وتعلم وتحلى بالصبر حتى تصل الى أهدافك والتوفيق من الله.

هل لديكم مشاركات في الأنشطة الجانبية خارج المنهج الدراسي؟

نعم وانا أدرس الدكتوراه كانت لي مشاركة في مؤتمر الطلبة الخاص بكلية التربية بReading Universityكما حظيت بفرصة تدريس لطلبة البكالوريوس الدوليين بجامعة ريدينج وكانت تجربة نوعية بالنسبة لي كمعلمة وباحثة.

كما شاركت الطلبة والطالبات السعوديين في فعاليات وأنشطة اجتماعية وثقافية مختلفة معظمها كانت عن بعد بسبب الجائحة ولكنها كانت تسجل سطورا إضافية لامعة تحت قدرات الطلبة والطالبات السعوديين في الخارج.

كيف تصفين التمكين الذي تعيشه المرأة في السعودية وما تأثيره عليك؟

كفل الإسلام حق المرأة منذ 1400 عام ونحن شقائق الرجال في كل أمر، وجاءت الدولة برؤيتها الجديدة مؤيدة وداعمة ومعززة لمكانة المرأة وقدراتها في شتى المجالات كأم وابنة وأخت وزوجة وقائدة ومعلمة وباحثة وسفيرة ومستشارة.

والحمد الله على فضله حينما أستشعر ذلك أسعد بما وهبه الله لي من دعم في حياتي على الصعيد الأسري بصفة خاصة ومن حفظ للحقوق وتمكين من وطننا الغالي. المرأة تشعر

 بأهمية ذاتها ودورها منذ نعومة أظفارها في بيت العائلة ثم تكرم أيضا في بيتها مع زوجها وأسرتها وتكون لها مكانة مرموقة دوما في مجتمعها بحقوق كفلها لها الدين وتشريعاته ثم الدولة وقوانينها وهذا في حد ذاته تمكين.

 أبرز المعوقات التي صادفتك كطالبة وكيف تغلبت عليها؟

في مرحلتي اللغة والماجستير كان ضيق الوقت هو العقبة التي لا تنسى أبدا خاصة مع كثرة التكاليف والمتطلبات الدراسية في ظل سنة دراسية واحدة وفق النظام البريطاني. ولكن الحمد الله على فضله بالاستغفار والحوقلة أولا، ثم مع تنظيم الوقت ودعم أسرتي الصغيرة تمكنت من إدارة وقتي وتوزيع المهام المنزلية والالتزام بجدول زمني والذي كنت دائمة الحرص على تنفيذه ولا أقوم بترحيل المهام ليوم آخر إلا عند الضرورة فقط.

واستمريت على نفس الوتيرة في مرحلتي الحالية لدراسة الدكتوراه، خاصة وأن الغربة تضيف أعباء ومسؤوليات على المرأة لا تشعر بها داخل الوطن ولله الحمد، ولكن هذا لا يمنع من ضرورة الترفيه عن النفس واقحام فترات للاطلاع على ثقافة البلد وزيارة متاحفها والقرب من حضارتها بين الحين والأخر، أما البعد عن العائلة وعن مكة تحديدا مسقط رأسي فهو المحرك الفعلي لاستصغار أي عقبة، لا شيء أعظم من البعد عن العائلة لكل مغترب، ولربما ساعدت التقنية الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في التخفيف من صعوبة هذه المشاعر نوعا ما.

 ولكن كما قال الشاعر:

 بلادي وأن جارت علي عزيزة وأهلي وان ضنوا عليً كرامُ.

فكيف بنا ونحن ولله الحمد مكرمون منعمون في وطننا الغالي وتربينا في كنف أهل داعمين لولاهم ما أكملنا المسير ولكن أسأل الله أن يطوي عنا الأيام والليالي لنعود مجبورين.

 كيف تصفين تجربتك في التعايش مع جائحة كورونا؟

تجربة لا تنسى، فيها ازداد يقيني بأن الوطن احتواء وليس مجرد جواز نحمله، خاصة مع شح الأدوية في مدينتي بسبب قربها من لندن فتواصلت مع الملحقية الثقافية وقدمت لي الاستشارة الصحية ولزوجي وتم إيصال ما نحتاج من دواء لباب المنزل.

هنا شعرت أني مغمورة بفضل الله ثم باحتواء وطني الذي اهتم بي في أدق التفاصيل. في فترة الجائحة تعرفت على الطالبات السعوديات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لطالبات ريدينج وكنا ندعم بعضنا نفسيا واجتماعيا ودينيا خاصة في ظل تخبط التصريحات عن المرض وبادرنا بدعم بعضنا البعض بالنصح والإرشاد وخطوات آليه الانتقال الامن من بلد الابتعاث ضمن رحلات الاجلاء التي وفرتها الدولة السعودية.

كنا نتابع كل ما استجد من تعليمات وتوجيهات عن التباعد الاجتماعي وكنا نقف كل خميس نصفق لأبطال الصحة من شرفات المنازل وكنا حريصين على الالتزام بتوجيهات السفارة والملحقية من خلال ما يرسل لنا من ايميلات وهذا امر مهم بالنسبة لنا.

كانت السعادة الحقيقية ومصدر فخرنا هو ما حققته المملكة من إنجازات في فترة الجائحة وكنت بكل فخر اتناقش في ذلك مع مشرفي والزميلات في القسم في اللقاءات الدورية لمتابعة تقدمنا الأكاديمي، وكانوا يثنون على مبادرات المملكة ولله الحمد.

ما لذي تحلمين بتحقيقه؟

أحلم بأن تكون هذه المرحلة نقطة انطلاق لما بعدها على جميع الأصعدة الشخصية والمهنية، وأن أترك بصمة في مجال تخصصي بجوار أولئك المميزون أخدم بها وطني وأرد جزء من فضله، حلمي أن يبقى أثر ما تعلمته وما اعلمه حتى ألقى ربي فيكون لي خير شفيع.