مسبار الأمل.. 7 سنوات من التحديات تتحول إلى دروس إماراتية ملهمة للبشرية
أيام قليلة تفصل دولة الإمارات العربية المتحدة عن صناعة التاريخ ووصول إلى مسبار الأمل إلى وجهته المتمثلة في مدار المريخ من أجل استكشاف الكوكب الأحمر.
تلك المهمة تعد هي المهمة الفضائية العربية الأولى من أكل استكشاف الكواكب لتحلق دولة الإمارات في عالم الفضاء وتصبح خامس دول العالم في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي.
البداية.. فكرة ملهمة
جاءت الفكرة الأولى لمشروع مسبار الأمل في الخلوة الحكومية التي عقدتها حكومة دولة الإمارات نهاية عام 2013 في جزيرة صير بني ياس، ضمن أفكار أخرى للاحتفال بطريقة مميزة باليوم الوطني الخمسين في 2021
حيث مر مشروع مسبار الأمل بالعديد من المحطات الحاسمة والهامة في مشوارها تصميمه وحتى انطلاقه نحو الفضاء الواسع بأيدي مجموعة من الشباب الإماراتي المبدع.
مسيرة تصميم وانشاء مسبار الأمل استغرقت 7 سنوات من العمل الدؤوب والمتواصل من أجل تحويل الحلم إلى حقيقة والوصول بأحلام العرب إلى عالم الفضاء.
بعد نحو 7 أشهر من إطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ، يستعد المسبار للدخول إلى مدار الكوكب الأحمر في 9 فيراير 2021. إليكم بعض الحقائق عن هذه المرحلة من المهمة.#مشروع_الإمارات_لاستكشاف_المريخ #العرب_إلى_المريخ pic.twitter.com/B5Oiw40pfd
— MBR Space Centre (@MBRSpaceCentre) February 3, 2021
7 سنوات من العمل المتواصل
ومن المقرر ان يواجه مسبار الأمل تحديات أخرى في مرحلة الوصول إلى مدار المريخ حيث يسير المسبار الآن في الفضاء بسرعة تتجاوز 121 ألف كيلومتر في الساعة على بعد أيام معدودة من الوصول إلى هدفه حول مدار الكوكب الأحمر.
ومن أجل الوصول إلى مداره حول المريخ سيواجه مسبار الأمل تحدي صعب وهو عملية إبطاء سرعته بشكل ذاتي ومن دون تدخل بشري مباشر إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة، تمهيداً لدخوله إلى مدار الالتقاط حول المريخ.
وبعد نجاح تلك العملية من المقرر ان يسعى مسبار الأمل إلى الانتقال إلى المدار العلمي حول الكوكب الأحمر من أجل جمع البيانات والمعلومات.
إنجاز عربي إماراتي
المعلومات العلمية والأرقام الدقيقة التي سيقوم مسبار الأمل بجمعها ستكون هي المرة الأولى التي تستطيع فيها دولة عربية بالوصول إليها.
ومن المقرر أن تتواصل رحلة مسبار الأمل في مدار الكوكب الأحمر "سنة مريخية" وهي السنة التي تبلغ وفق حسابات الأرض 687 يوم.
تلك الرحلة التاريخية لمسبار الأمل من المقرر أن يجمع فيها أكثر من 1000 غيغابيت من البيانات التي سيتم مشاركتها بشكل مجاني مع المجتمع العلمي والمهتمين بالفضاء من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم.
رؤية حكيمة للقيادة الإماراتية
مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" يعكس الرؤية الحكيمة والقيادة الرشيدة لدولة الإمارات للمستقبل الذي ستكون فيه المعرفة أساس الاستثمار في بناء القدرات البشرية، وبناء اقتصاد معرفي مستدام، وتعزيز المسيرة التنموية في الدولة، والتصدي للتحديات من خلال إيجاد حلول مبتكرة، واستكشاف فرص للغد، وتطوير قطاعات جديدة لرفد الثروة الوطنية.
التفكير الحكيم والتخطيط المتقن لإطلاق مسبار الأمل جاء بعد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" بدراسة الفكرة، وتحولت إلى خطة استراتيجية تم فيها التخطيط للمشروع من كافة جوانبه لتصميم وتصنيع المسبار وإطلاقه بحيث يتزامن وصوله إلى الكوكب الأحمر مع اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات
ومن المقرر أن يركز فريق المهمة على إدخال مسبار الأمل في مدار التقاط حول المريخ بشكل آمن، ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار من أجل العمل على إبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط
تطوير المسبار بأيدي أبناء الوطن
سعي الإمارات للاستعانة بسواعد أبنائها ظهر في توجيه القيادة الحكيمة بضرورة تطوير المسبار بأيدي أبناء الوطن من أجل تحويل ذلك الحلم إلى حقيقة من خلال عبر برنامج يدمج بين الخبرة المكتسبة من قبل مهندسين عملوا منذ عام 2006 في تطوير أقمار اصطناعية وبين نقل معرفة وخبرة إلى الباحثين والمهندسين الإماراتيين، بالتعاون مع شركاء معرفة دوليين
فريق مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ في مركز محمد بن راشد للفضاء عمل على تصميم المسبار وعلى تطويره مع شركاء نقل المعرفة في جامعة كولورادو في بولدر وجامعة ولاية أريزونا وجامعة كاليفورنيا بيركلي.
فريق عمل متكامل
يذكر أن شركاء المعرفة عملوا للمرة الأولى مع دولة الإمارات في تطوير مسبار كامل إلى الفضاء مما عزز من خبرة فريق العمل الإماراتي من الانخراط في جميع مراحل تطوير المشروع وقيادتهم تطوير الأنظمة في المسبار.
ومن أجل إنجاح المهمة الوطنية تم تقسيم فريق عمل المشروع إلى 6 فرق عمل فرعية هي: فريق إدارة المشروع والفريق العلمي وفريق تطوير المسبار والأجهزة العلمية وفريق التحكم بالمسبار وفريق البرامج التعليمية.
وتم البدء من قبل أبناء الوطن في بناء المسبار داخل مركز محمد بن راشد للفضاء ليتم إنجازه في فبراير 2020، وتزامن ذلك مع قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور عملية تركيب القطعة الأخيرة من المسبار، والتي تشكل الجزء الخارجي الأخير منه وتحمل أسماء أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حُكّام الإمارات، وتواقيع سموهم، وتواقيع سمو أولياء العهود.
الانتصار على كورونا
تحدي آخر نجح فيه أبناء الوطن من فريق العمل في مسبار الأمل وهو الانتصار على "كورونا" وإنجاز مشروع مسبار الأمل بكفاءة في وقت قياسي يقل عن نصف المعتاد في المشاريع الفضائية المثيلة.
ومن المقرر أن يركز فريق المهمة على إدخال مسبار الأمل في مدار التقاط حول المريخ بشكل آمن، ومن أجل إتمام هذه المهمة بنجاح سيتم حرق نصف كمية الوقود الموجودة في خزانات المسبار من أجل العمل على إبطائه إلى الحد الذي يسمح بإدخاله في مدار الالتقاط.
وتستمر عملية حرق الوقود باستخدام محركات الدفع العكسي "دلتا في" لمدة 30 دقيقة لتقليل سرعة المسبار من 121,000 كم/ساعة إلى 18,000 كم/ساعة، ونظراً لكونها عملية دقيقة، فقد تم تصميم المسبار لهذه المرحلة بحيث يتم تشغيله بشكل مستقل.
المرحلة العلمية لمسبار الأمل
وتشهد هذه المرحلة إعادة فحص واختبار جميع الأجهزة الفرعية الموجودة على متن المسبار قبل الانتقال إلى المرحلة العلمية كما تم في مرحلة العمليات المبكرة، وبمجرد اكتمال عمليات الدخول إلى مدار المريخ، سيكون أول اتصال للمسبار مع المحطة الأرضية عبر شبكة الاتصالات في إسبانيا.
وسيقوم مسبار الأمل، بالتقاط الصورة الأولى للمريخ عبر أجهزته العلمية، خلال وجوده في مدار الالتقاط، ويتم بعد ذلك جدولة الاتصال اليومي مع المحطة الأرضية حتى يتمكن فريق المهمة من إجراء عمليات تحميل سلسلة الأوامر وبيانات العمليات المختلفة
تعرّف إلى رحلة مسبار الأمل.. رحلةٌ عبرت التحديات وتخطّت المستحيل! وبعد قطع مسافة 493.5 مليون كيلومتر.. اقتربنا من الوصول. ترقبوا الحدث التاريخي لوصول العرب إلى المريخ، 9 فبراير 2021. #العرب_إلى_المريخ pic.twitter.com/DYvyTX4YoB
— Hope Mars Mission (@HopeMarsMission) February 2, 2021