رؤية 2030 تصنع فرص المستقبل
عقد رؤساء لجان برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، في الرياض جلسةً حواريةً بعنوان "رؤية 2030 تصنع فرص المستقبل"، لمناقشة رحلة الرؤية خلال الخمسة أعوام الماضية وما هو قادم من إنجازات وتحديات وملامح المرحلة القادمة.
وشارك في الجلسة الحوارية وزير الصحة رئيس برنامج تحول القطاع الصحي الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، ووزير السياحة رئيس برنامج جودة الحياة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، ووزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف رئيس برنامج تطوير القطاع المالي وبرنامج التخصيص وبرنامج الاستدامة المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، والمستشار في الديوان الملكي رئيس برنامج التحول الوطني الأستاذ محمد بن مزيد التويجري، وأدارها الكاتب الصحفي خالد السليمان.
وجرى عرض فيلم وثائقي يستعرض خطط رؤية المملكة 2030م وأهدافها خلال 5 أعوام التي تستهدف جميع المجالات الاقتصادية، وجودة الحياة، وتطوير قطاع السياحة، وغيرها.
وأكد الدكتور توفيق الربيعة أن الإنجازات التي تحققت خلال الخمسة أعوام الماضية ضمن رؤية المملكة 2030 بدعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وبمتابعة دقيقة من سمو ولي عهده الأمين، ونحن نرى الواقع ونرى الإنجازات التي تحققت خلال فترة قياسية، خمس سنوات إنجازات مذهلة كانت تأخذ سنوات طويلة لكي تتحقق، الجهود مستمرة والإنجازات مستمرة .
وبين أن ما حدث من تطورات في القطاع الصحي أسهمت بشكل كبير في التعامل مع جائحة كورونا بفعالية عالية ومتميزة في جميع مناحي الحياة، مؤكداً أن التناغم بين القطاعات الحكومية التي تعمل كمنظومة متكاملة بقيادة سمو ولي العهد لتحقيق التكامل والهدف الذي تصبو إليه وهو رفعة المملكة .
إنجازات وزارة الصحة في 5 سنوات
وفي ما يخص الإنجازات التي تحققت في القطاع الصحي قال الوزير " الناس كانت تعاني سابقاً في العام 2015 م للحصول على موعد، أما الآن فأي مواطن يمكنه الحصول على موعد من خلال تطبيق (موعد) أو تطبيق (صحتي)، والذهاب لموعده خلال ثلاثة أو أربعة أيام، وأطلقنا هذه الخدمة منذ سنتين ونصف، عُمل حتى الآن أكثر من 76 مليون موعد، وتصل المواعيد يومياً قرابة 150 ألف موعد، وكان هؤلاء الأشخاص سابقاً إما يذهبون إلى الطوارئ أو يذهبون لطلب موعد ليحصلوا عليه في يوم آخر .. وهذا كان تحدياً هائلاً .
وأشار معالي وزير الصحة إلى أن عدد من الخدمات المقدمة "عن بعد"، ومنها خدمة "مركز الاتصال 937" التي يصل عدد الاتصالات يومياً فيها إلى أكثر من140 ألف شخص، مشيرا إلى أن الخدمة تقدم العديد من الخدمات، منها الاستشارات الطبية عن بعد، التي تغني عن الذهاب للمستشفى من خلال تقديم المشورة الطبية من الطبيب المختص مباشرة إلى جانب الحصول على وصفة طبية .
وأوضح أن تطبيق "صحة" يتيح للجميع التواصل مع الطبيب عن بعد وجها لوجه لأخذ المشورة الطبية مباشرة، مبيناً أن التطبيق متاح لجميع المواطنين حتى المتواجدين خارج المملكة لتسهيل تقديم المشورة الطبية لهم.
وقال فيما يخص الجائحة " رأينا كيف يأخذ الناس مواعيد الفحص إلكترونيا عن طريق مراكز الفحص وأنت في سيارتك، ويومياً نعمل على أكثر من 30 ألف موعد عبر تطبيق صحتي، وتُرسل النتائج إلكترونيا لأكثر من 60 ألف نتيجة يومياً تُرسل للأشخاص.
برنامج جودة الحياة
بدوره أكد وزير السياحة رئيس برنامج جودة الحياة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب، أن سمو ولي العهد أشار إلى أهمية وجود برنامج يهتم بمدن المملكة لتكون من أفضل المدن للعيش في العالم، لذلك جرى دراسة عدة جوانب تخص الاهتمام بالحياة بين المدن العالمية الأفضل في العيش وبين مدن المملكة المختلفة, كما جرى دراسة البنية التحتية لتكون جيدة والخدمات المختلفة من الاتصالات والقطاع الصحي والتعليمي ونمط الحياة, فسُمي البرنامج باسم "جودة الحياة".
وأشار إلى أن البرنامج يتبع لـ 13 جهة حكومية, وميزانيته أكثر من 60 مليار ريال, ويحتوي على 130 مشروعاً يُعمل عليها، وجرى تنفيذ الكثير منها وبقية البرامج في طريقها للتنفيذ حتى انتهاء المرحلة الثانية، وهي الخمس سنوات القادمة, مبيناً أهمية العمل الذي جرى العمل عليه, منها قطاع الرياضة لأهميته الكبيرة, حيث جرى استضافة عدة فعاليات رياضية عالمية.
وأفاد الخطيب أنه جرى تأسيس 11 هيئة ثقافية تتبع لوزارة الثقافة, وأيضاً صندوق نمو للثقافة, وفي مجال السياحة عملت أربع جهات وهي وزارة السياحة, وهيئة السعودية للسياحة صندوق التنمية السياحي, ومجلس التنمية السياحي, أما في الترفيه جرى تنفيذ أكثر من 10 آلاف فعالية تضمنت أكثر من 100 ألف وظيفة, كما تأسست أكثر من 1000 شركة صغيرة ومتوسطة تعمل بقطاع الترفيه.
إصلاحات هيكلية أحدثتها الرؤية في الاقتصاد
من جانبه تطرق وزير المالية وزير الاقتصاد والتخطيط المكلف رئيس برنامج تطوير القطاع المالي وبرنامج التخصيص وبرنامج الاستدامة المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، إلى أبرز الإصلاحات الهيكلية التي أحدثتها الرؤية في الاقتصاد منها تطوير القطاع المالي الذي يشمل 3 محاور أساسية، المحور الأول وهو المالية العامة، متضمناً الميزانية العامة, حيث حدث فيها إعادة هيكلة كبيرة جداً, مشيراً إلى أن كفاءة الإنفاق استطاعت توفير خلال السنوات الأربع الماضية ما يزيد عن 400 مليار ريال من الإنفاق الحكومي الذي كان يهدر على مشروعات يمكن خفض الإنفاق عليها وزيادة الأثر منها.
وفيما يتعلق بالتخصيص, أوضح أنه جرى مراجعة آلية التخصيص المالي لجميع القطاعات المختلفة وتحقيق الرؤية, ودراسة جميع المشروعات والإنفاق التشغيلي بعناية أكبر للحد من الصرف غير الضروري.
دور برنامج التحوّل الوطني في رؤية 2030
من جانبه، أوضح رئيس لجنة برنامج التحوّل الوطني الأستاذ محمد التويجري أن البرنامج من أقدم البرامج وأكبرها ولديه حصة كبيرة من أهداف الرؤية بما يعادل تقريباً ثلث أهداف الروية في البرامج، مفيدًا أن هناك 10 وزارات تتناغم يومياً في أهداف معينة على رأسها كفاءة العمل الحكومي لخدمة المواطن وتمكين القطاع الخاص والبنية التحتية، كما أن هناك تشريعات وسياسات كثيرة تخرج من البرنامج.
وقال: "الخمس سنوات الماضية كان هناك تحديات كبيرة وفي المقابل كان هناك أيضاً نجاحات كثيرة، وعلى سبيل المثال مدة تسهيل ممارسة الأعمال والبدء في العمل التجاري، إذ كان يأخذ 15 يومًا، والآنبات إنجازه لا يحتاج أكثر من 30 دقيقة، فيما يحتاج السجل التجاري لـ 180 ثانية لإصداره، الأمر الذي يشجع ذلك الاستثمار.
وبين أن الخدمات العدلية تعد من منظومة التحول الوطني، وقال معاليه: "في السابق كان لابد من حضور المستفيد أو المراجع في الأوقات الرسمية خلال أيام الأسبوع، بينما أصبح اليوم 82% من الخدمات العدلية متممة، إذ أن هناك 120 خدمة يستخدمها 70 ألف مواطن يومياً، وذلك مكّنها من توفير 25 مليون مشوار سنوياً، وجرى توفير 100 مليون مشوار في السنة الواحدة، مبينًا أن الحكومة الإلكترونية في الخمس سنوات الأخيرة قفزت إلى ما يقارب 35%، و81% من الخدمات تقدم إلكترونية، وذلك ملحوظ خلال جائحة (كوفيد 19)، في منظومة التعليم حيث كان التعليم عن بعد، وفقا لوكالة أنباء السعودية الرسمية "واس".