الأميرة لولوة الفيصل: ثروتنا ليست البترول بل شبابنا فهم ثروة لا تقدر بثمن
استضاف برنامج من الصفر في موسمه الثالثة الأميرة لولوة الفيصل التي روت في حلقتها تفاصيل لا يعرفها الكثير عن حياة جدها الأمير محمد بن عبد الله بن عبد الله بن ثنيان ووالدها الملك فيصل رحمهم الله و التي يملؤها الكفاح والتعب في تركيا وكيف تزوج كلاهما سيدات شركسيات كانت منهم والدة لولوة الفيصل الملكة عفت والتي تربت في بيت عمتها جوهران في اسطنبول و التي كانت تعمل في الخياطة لتوفير لقمة العيش لهم وكيف تأثرت في حياتها بوالديها وجدها الملك عبدالعزيز رحمهم الله .
لم يكن الشبه القوي وحدة ما يجمع بين الأميرة لولوة الفيصل ووالدها الملك فيصل بل كانت كذلك الإبنه الحريصة على التعلم من مجلسه ومعرفة الكثير من رواد هذا المجلس ، حتى استطاعت أن تحول المدرسة الصغيرة التي كانت والدتها تحلم بتحويلها لصرح تعليمي كبير إلى جامعة أخرجت الكثير من الفتيات بشهادات عالية في كثير من التخصصات المطلوبة في سوق العمل السعودي .
عودة الملك عفت للجزيرة العربية وزواجها من الملك فيصل
كانت والدة لولوة الفيصل تدرس في مدارس تركيا لتصبح معلمة في المدارس المهنية وفي ذات الفترة كان الملك عبدالعزيز رحمه قد أنهى توحيد المملكة ، لتقرأ عمتها جوهران ذلك في الصحف وتسمع أخبار توحيد المملكة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ، لتخبرها انهم اقارب له وطلبت حينها الذهاب للحج للقائه وكان حينها الملك عبدالعزيز يبحث كذلك عن أقاربه الذين تفرقوا بسبب الحروب في تلك الفترة .
حينما وصلت والدة لولوة الفيصل وعمتها لجدة لم يكن الملك فيصل هناك في ذلك الحين وعند عودته ذهب للسلام عليهم في مكة وبعدها بأشهر تزوج الملك فيصل بالملكة عفت ورغم اختلاف اللغة إلا أنهم تجاوزوا ذلك بسبب وجود المترجمين .
هكذا تعلمت الملكة عفت اللغة العربية
على الرغم من أن الملكة عفت لم تكن تتحدث إلا اللغة التركية إلا أنها أصرت على تعلم اللغة العربية بطريقتها فكانت تستمع للكلمات وتحفظها بسرعة ، وحينما كانت تسمع منادي الماء ينادى ( سقى سقى موية ) وهي عادة حجازية لبيع الماء تعلمت هذه الكلمة من استماعها لها ، وحينما كان الشعراء يجتمعون في مجلس والدها و يتناقلون الشعر فيما بينهم بطريقة ( السامري ) كون الملك فيصل كان يجمعهم لديه ، كانت الملكة عفت تقف خلف الباب و تتعلم اللغة بالاستماع لهم وكانت تفهم وتعي الكلمات جيدا لذلك تعلمت الشعر العربي الكلاسيكي والنبطي ، ورغم ذلك كانت أحيانا لا تفرق بين الكلمات المذكرة والمؤنثة بسبب عدم وجودها أساسا في اللغة التركية .
ولادة الأميرة لولوة وذكرى الملك عبدالعزيز
ولدت الأميرة لولوة في مدينة مكة المكرمة إلا أنها لم تتذكر طفولتها فيها بسبب انتقالها للطائف في البيت الكبير وهي بعمر السنتين وكانت الذكرى الوحيدة التي تتذكرها للملك عبدالعزيز أنها كانت محمولة من شخص من العائلة لا تتذكره وكل ما كانت تذكره هو يدين ورأس الملك عبدالعزيز رحمه الله وصفتهم باليد والرأس الكبيرة كونها مازالت طفلة وتذكرت صوته الجهوري الذي لم يفارق خيالها ، كذلك تذكرت يوم وفاته و بكاء الجميع عليه وبكائه كذلك بسبب حزن الجميع عليه .
تعليم الأميرة لولوة
افتتح الملك فيصل وزوجته الملكة عفت رحمهم الله المدرسة النموذجية للأولاد والبنات إلا أن عدد البنات لم يكن كافيا ، فقرر الملك فيصل أن تكون المدرسة للأولاد ، بينما الأميرة لولوة وأخواتها درسن الابتدائية في المنزل تحديدا في بستان المنزل ، وبعد الانتهاء من الدرس كان المزارعين يطردونهم حتى لا يعبثوا في المكان ، واستمر الحال على ذلك حتى قررت والدتها بناء مدرسة دار الحنان في عام 1954 لليتيمات إلا أن هناك بعض العوائل طلبت بتدريس بناتهن في المدرسة ذاتها .
كانت مديرة المدرسة في ذلك الوقت هي السيدة مفيدة الدباغ وهي من قامت بتعليمهم في المرحلة الابتدائية ، ولم تكتفي الأميرة لولوة الفيصل من التعلم في المدرسة فقط فكانت تحضر في مجلس والدها كونه كان مفتوح للجميع وتستمع للسياسين الكبار مثل عزام باشا والشعراء مثل كنعان الخطيب وأعمامها وعماتها الذين كانوا يناقشون فيه عن التاريخ و الشعر والسياسة والأخبار المتنوعة عن الدول المجاورة .
ثم أرسلت الأميرة لولوة لسويسرا في مدينة لوزان ودرست المتوسطة والثانوية لمدة 4 سنوات وحصلت على الشهادة لتتعلم حينها الانجليزية والفرنسية ، و أرادت استكمال دراستها الجامعية في لوزان إلا أن النظام في سويسرا يجبر الطلاب على دراسة اللغة الألمانية لإكمال الجامعة ، إلا أنها رفضت البقاء أكثر لتعلم اللغة لتعود لوطنها مرة أخرى ، لتعمل بسبب معرفتها لهذه اللغات كمترجمة لضيوف والدها في منزلها.
زواج الأميرة لولوة الفيصل و وفاة الملك فيصل
تزوجت الأميرة لولوة في عمر 19 عام وانتقلت إلى أمريكا مع زوجها لاستكمال تعليمه وأنجبت 3 من الأبناء ، إلا أنها انفصلت وعادة مرة أخرى لمنزلها ، وكانت مع والدتها و عبدالرحمن وبندر وتركي الفيصل واجتماعهم مع اخيها سعود وخالد الفيصل وحكت الأميرة لولوة لحظات وفاة والدها وقالت أنها كانت في منزلها تلك اللحظة وتلقت اتصال من اختها هيفاء وقالت لها أن هناك أمر ما غريب يخص والدهم فذهبت الأميرة لولوة إلى المستشفى ، وحينما رأت والدتها هناك علمت بمقتل والدها رحمة الله عليه
عمل الأميرة لولوة الفيصل ووفاة والدتها الملكة عفت
كانت الأميرة لولوة تدير أعمال والدتها و مرافقة لها وكانت تقوم بمتابعة عملها في مدرسة الحنان ، وقررت الأميرة لولوة تطوير كلية عفت وباتصالاتها للجامعات في أمريكا استطاعت تغيير مسار الكلية لتواكب التطور في تلك الفترة فبدأت بدراسة الكمبيوتر وكانت فيها 30 طالبة فقط ، وفي عام 1998 قابلت الأميرة لولوة السيدة هيفاء جمل الليل واتفقت معها لتطوير كلية عفت لتصبح منشأة جديدة للطالبات في المملكة .
كانت الأميرة لولوة حريصة على اطلاع والدتها بكل ماهو جديد في الكلية وكانت تعي جيدا كل التفاصيل ، وقالت الأميرة لولوة أن والدتها توفت بعد عملية اجرتها في قلبها وكان الجميع يتوقع شفائها إلا أنها توفت بعد يومين من العملية وكانوا جميعا في المستشفى حين وفاتها ، لتكمل الأميرة لولوة بعد وفاة والدتها مسيرتها في تطوير الجامعة بعد توكيل أسرتها بذلك .