الامارات تدشن عهد التصنيع الفضائي الكامل بإطلاق "خليفة سات"
تستعد دولة الإمارات العربية المحدة لتجربة فضائية فريدة من نوعها عندما تعلن إطلاق القمر الصناعي "خليفة سات" إلى مداره يوم الاثنين المقبل مدشنة بذلك عهد التصنيع الفضائي الكامل.
9 أقمار إماراتية
وعند الإعلان عن وصول "خليفة سات" الى مداره يرتفع عدد الأقمار الصناعية الإماراتية إلى 9 أقمار، مما يعتبر خطوة متقدمة جدا نحو تحقيق هدفها المعلن بإطلاق 12 قمرا صناعيا بحلول 2020 وتحول قطاع الفضاء إلى أحد أهم القطاعات الاقتصادية والاستثمارية في الدولة.
مركز محمد بن راشد للفضاء ينقل احتفالات الامارات بـ #عام_زايد إلى الفضاء مع قرب إطلاق القمر الصناعي المصنع بعقول وأيدي إماراتية. #خليفة_سات_فخر_الإمارات ينطلق من اليابان في ٢٩ أكتوبر. #خليفة_سات pic.twitter.com/EsagkXMNJM
— MBR Space Centre (@MBRSpaceCentre) October 26, 2018
ملايين المتابعين حول العالم
ويكتسب الحدث الذي سيتابع تفاصيله على الهواء مباشرة الملايين حول العالم أهمية استثنائية ستدخل خلاله الإمارات التاريخ بتصنيعها أول قمر صناعي بخبرات وأيدي محلية بنسبة 100 بالمائة لتدشن بذلك مرحلة جديدة من مسيرة التطوير والتنمية التي تشهدها على كافة الصعد.
22 مليار درهم
ويشكل "خليفة سات" تحولاً هاما في طبيعة وشكل استثمارات الإمارات في قطاع الفضاء والتي وصلت قيمتها حتى منتصف العام الجاري قرابة 22 مليار درهم بما في ذلك بيانات أقمار الاتصالات والبث الفضائي وأقمار الخرائط الأرضية والمراقبة والاستطلاع.
خمس براءات اختراع
ويعتبر "خليفة سات" أيقونة تقنية متطورة للغاية، ويمتلك خمس براءات اختراع، وهو أول قمر صناعي يتم تطويره داخل الغرف النظيفة في مختبرات تقنيات الفضاء في مركز محمد بن راشد للفضاء، وعقب ارساله غدا سيصبح القمر الصناعي الثالث لأغراض الرصد الذي تمتلكه الإمارات في المدار.
طاقم تصنيع إماراتي
ومما لا شك فيه فإن نجاح تجربة "خليفة سات" سترفع سقف الطموحات في تحول الامارات إلى مركز إقليمي لمشاريع وأبحاث الفضاء خاصة وان فريق تصنيع القمر المكون من 70 مهندسا هم جميعا من مواطني الدولة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 27 و28 سنة مما يبشر بتحقيق المزيد من الإنجازات في هذا القطاع الفتي نوعا ما.
قدرات مبهرة
ويبلغ طول "خليفة سات" مترين ويصل وزنه إلى 330 كيلو جرام، ويتميز عن بقية الأقمار العالمية بأنه يحافظ على القدرات ذاتها في الصور الملتقطة عبر أقمار أخرى أكبر حجماً، وأكثر كلفة، وتعقيداً في التصميم، كما أنه مزود بنظام تصوير متطور جداً، يعمل مكبراً عالي الدقة يمكنه من الوصول إلى دقة تصوير تصل إلى 70 سم من على بعد 600 كيلومتر فوق سطح الكرة الأرضية.
وبمجرد دخول "خليفة سات" إلى مداره المنخفض حول الأرض "على ارتفاع 613 كم تقريبا" سيبدأ القمر الصناعي عمله لالتقاط صور فضائية للأرض وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية داخل مركز محمد بن راشد للفضاء ليلبي احتياجات المؤسسات الحكومية والتجارية حول العالم.
من الإمارات إلى الفضاء لخدمة الأرض! #خليفة_سات أول قمر صناعي يتم تطويره 100% في الدولة على أيدي مهندسين إماراتيين. شاهدوا البث المباشر لإطلاق خليفة سات في 29 أكتوبر 2018 على قناة دبي أو على الموقع https://t.co/cZL8szivFz pic.twitter.com/NqfcrShCDe
— MBR Space Centre (@MBRSpaceCentre) October 24, 2018
ومن المقرر أن يتيح قمر "خليفة سات" للدولة تقديم خدمات تنافسية في قطاع الصور الفضائية على مستوى العالم، وستستخدم صوره في مجموعة متنوعة من متطلبات التخطيط المدني، والتنظيم الحضري والعمراني مما يتيح استخدام أفضل للأراضي وتطوير البنية التحتية في الإمارات، ويساعد على تطوير الخرائط التفصيلية للمناطق المراد دراستها، ومتابعة المشاريع الهندسية والإنشائية الكبرى.
رصد التغيرات البيئية
وفي مجال الحفاظ على البيئة سيعمل القمر على رصد التغيرات البيئية على المستوى المحلي وعلى مستوى دعم الجهود العالمية في الحفاظ على البيئة، ومن المخطط أن يقدم صوراً مفصلة للقمم الجليدية في القطبين الشمالي والجنوبي، مما يساعد على اكتشاف التأثيرات الناجمة عن الاحتباس الحراري، كما يشكل التخطيط العمراني على المستوى الوطني واحداً من الاستخدامات الرئيسية للقمر الصناعي، وهذا يشمل ضمان الاستخدام الأمثل والفعال للأراضي، بالإضافة إلى تقديم مقترحات واقعية للبنية التحتية.
موعد الإطلاق
يشار إلى أن إطلاق "خليفة سات" سيتم يوم الإثنين المقبل في تمام الساعة الثامنة صباحا بتوقيت الإمارات من المحطة الأرضية في مركز "تانيغاشيما" الفضائي في اليابان على متن الصاروخ /H-IIA/.