طفل من بين كل خمسة أطفال في البلدان النامية لا يزال غير قادر على الوصول إلى اللقاحات الأساسية المنقذة للحياة
أعلنت ماستركارد و"جافي"، منظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين، مؤخرا عن عقد شراكة جديدة من شأنها أن تحدث تحولاً نوعياً لضمان أمكانية استفادة المزيد من الأطفال من البلدان الأكثر فقراً في العالم من برامج التطعيم المنقذة للحياة، وذلك خلال مؤتمر "جافي" رفيع المستوى لاستعراض نتائج النصف الأول من عام 2018.
على الرغم من إحراز تقدم كبير في زيادة معدلات التحصين، فإن واحداً من بين كل خمسة أطفال في البلدان التي يدعمها تحالف "جافي" لا يزال غير قادر على الوصول إلى اللقاحات الأساسية المنقذة للحياة. وفي العديد من البلدان النامية، قد تشمل العوائق الأكثر شيوعاً لذلك نقص المعلومات حول سجل تطعيم الطفل وشح الوسائل اللازمة لتذكير مقدمي الرعاية حول مواعيد المتابعة.
وتسخّر هذه الشراكة خبرة ماستركارد والتكنولوجيا التي تقدمها بشكل يمكن وزارات الصحة والعاملين الصحيين المعتمدين من تقديم بطاقة مع سجل تحصين رقمي لكل مقدم رعاية للأطفال المدرجين في البرنامج. ومن خلال تمكينهم من البقاء على المسار الصحيح لمواعيد تلقي الأطفال التطعيمات الحيوية اللازمة، فإن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز الخدمات الصحية وإمكانية الوصول إليها في البلدان النامية، والتي يكون الأطفال فيها أكثر عرضة لخطر تفويت التحصين. كما أن الحكومات ستستفيد هي الأخرى من تكوين فهم أفضل لاحتياجات التطعيم لمجتمعاتها.
وتعليقاً على ذلك، قال مايكل فرومان، نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس النمو الاستراتيجي في ماستركارد: "إن الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم يعد أمراً حيوياً لمساعدة الأسر على بناء مستقبل واعد لها. سيكون بإمكاننا من خلال تطبيق تقنيتنا على التحديات الإنسانية والإنمائية المساعدة على تحسين وتوسيع نطاق البرامج المنقذة للحياة في المجتمعات المحرومة في جميع أنحاء العالم".
ومن جانبه، قال الدكتور سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي لمنظمة التحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي": "يفتقر الأطفال، وخاصة أولئك الذين يعيشون في أكثر المجتمعات الفقيرة والنائية، إلى سجلات التطعيم، وهو ما يمثل عائقاً هائلاً لمهمة ’جافي‘ المتمثلة في ضمان حصول كل طفل في أنحاء العالم على اللقاحات الأساسية التي يحتاجها للبقاء والنمو. نحن على ثقة بأن هذه الشراكة مع ماستركارد كفيلة بالتغلب على هذا التحدي على الوجه الأمثل".
تهدف هذه الشراكة إلى تنفيذ برنامجها في خمسة بلدان خلال العامين القادمين ، على أن يتم توسيع نطاق تقديم هذا الحل المبتكر لجميع البلدان الأخرى التي تدعمها "جافي"، والتي تشاركنا نفس الأهداف التي نسعى لتحقيقها.
يعد استعراض النتائج النصف سنوي الذي عقدته "جافي" في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراُ ، بمثابة مؤتمر رفيع المستوى يقف على التقدم الذي تحرزه هذه المنظمة المرموقة وتأثيره على بلدان العالم الأكثر فقراً. وبحلول نهاية عام 2018، فقد ساهمت "جافي" في تطعيم 700 مليون شخص والمساعدة في الحيلولة دون حدوث أكثر من 10 ملايين حالة وفاة محتملة. الأمر الذي ساهم في تسارع وتيرة انخفاض معدلات وفيات الأطفال دون الخامسة في العالم، وأحدث تأثيراً أوسع يتجاوز التطعيم.
وإلى جانب استعراض النتائج التي تم تحقيقها منذ أخر حملة لجمع التبرعات، والتي أقيمت في برلين عام 2015، فإن هذا المؤتمر يمثل فرصة لصياغة مستقبل "جافي" والمساعدة في التغلب على التحديات التي تحول دون تلقي الأطفال للجرعات الكاملة من اللقاحات الموصى بها. إن التدخل الفعال من حيث التكلفة والتأثير الواسع هو جوهر الرعاية الصحية الأولية، وهو ما يبني منصة قوية لتوفير صحة أفضل للجميع.