رؤية معمّقة حول الفوائد الصحية لحمية البحر المتوسط في مؤتمر التغذية في دبي

بحث مؤتمر التغذية الذي نظّم في دبي بمناسبة انطلاق النسخة 44 لمعرض ومؤتمر الصحة العربي في مدى توسع انتشار المعلومات المضلّة عن أساليب التغذية الصحية والسليمة، حيث قدم رؤية معمّقة أكثر حول الفوائد الصحية المكتسبة عند اتباع نموذج حمية البحر المتوسط. كما سلّطت الضوء على مدى أهمية دور النظام الغذائي المتوازن في الوقاية المضمونة من الأمراض غير السارية (الأمراض غير المعدية) مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري وأمراض السمنة. ويعد هذا الموضوع مهم جداً بشكل خاص بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث تشير دراسات حديثة أن الأمراض القلبية الوعائية هي السبب الرئيسي للوفاة؛ وهناك حوالي 1 من أصل 10 مقيمين في الإمارات العربية المتحدة مصابين بداء السكري، كما تظهر الدراسة أن 47.5 في المائة من السكان يعانون من زيادة في الوزن، ولذلك يعد تخفيض هذه المعدلات أمراً أساسياً وذو أولوية عالية.

بالتعاون مع السفارة الإيطالية في الإمارات العربية المتحدة ورابطة اتحاد الصناعات الزراعية الغذائية الإيطالية (Federalimentare)، حضر المؤتمر نخبة من المتحدثين الرسميين من بينهم سعادة السفير الإيطالي لدى دولة الإمارات السيد ليبوريو ستيلينو الذي افتتح المؤتمر صباح هذا اليوم وعبّر عن أهمية دور الوعي والمعرفة في تحقيق الصحة الغذائية والتغذية السليمة، حيث صرّح قائلاً: "لطالما اعتبرت إيطاليا بأن رفع مستوى الوعي العالمي حول الصحة الغذائية والتغذية الصحية أمراً هاماً للغاية، حيث لطالما وقفنا ضد أي خلل أو نقص في القوانين التجارية التي من المحتمل أن تشكل آثاراً سلبية ومضللة للمستهلكين في خياراتهم. ليس من المصادفة أن يكون لدى حمية البحر المتوسط أهمية عالمية حيث تم الموافقة عليها واعتمادها من قبل منظمة اليونسكو الدولية حتى أنها أدرجتها ضمن قائمة التراث الثقافي للبشرية وذلك بسبب القيم الملموسة التي يجسدها هذا النظام الغذائي. ويقدّر مصنّعو الأغذية الزراعية الإيطالية هذا الإرث على مدار يومي بتقديم مكونات طبيعية وعالية الجودة.

اليوم نحن هنا لنشدّد على أهمية الرعاية الصحية للأجيال القادمة التي ستركز على الوقاية المتواصلة، وذلك من خلال نشر كافة وسائل الوعي والتعليم حول المكونات والمواد الغذائية وأفضل الوسائل التي يجب اتباعها من أجل العيش في نمط حياة صحي متكامل. ولهذا السبب، تمت استضافة هذا المؤتمر الخاص اليوم في دبي من قبل السفارة الإيطالية بالتعاون مع رابطة اتحاد الصناعات الزراعية الغذائية الإيطالية Federalimentare، من أجل البحث في هذا الموضوع على مستوى عالٍ من الشفافية والمناقشة العلمية الفعلية".

كما حضر المؤتمر سعادة سفير الاتحاد الأوروبي لدى الإمارات العربية المتحدة السيد باتريزيو فوندي وانضم إليه أربعة من الخبراء المحليين والدوليين المختصين في هذا الموضوع من المملكة العربية السعودية وإيطاليا وألمانيا. وشهد الحدث حضور قوي من ممثلّي الحكومة الإماراتية والدبلوماسيين والمسؤولين التنظيميين وأخصائيي التغذية والمتخصّصين في هذا القطاع.

تم عقد حلقة نقاش تفاعلية بين أصحاب المصلحة الرئيسيين بمن فيهم الدكتورة لطيفة راشد من وزارة الصحة الإماراتية والدكتور يوسف السعدي، مدير إدارة التشريعات الفنية في هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس، حيث ركز الحوار حول أهمية تبنّي الاستراتيجيات الأكثر فعالية في سبيل الحد من انتشار الأمراض غير المعدية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد تم طرح العديد من المواضيع الهامة خلال الجلسة الخاصة بإدارة الآنسة رولا عرب، المؤسسة والمديرة التنفيذية لشركة "آر.أي للاستشارات"، حيث تراوحت نقاط الحلقة بين التدخلات الصحية العامة والمفاهيم الغذائية المغلوطة إلى نماذج التغذية الوطنية الموصى بها والمبادئ التوجيهية الغذائية لحمية البحر المتوسط.

يتكون النظام الغذائي المتوسطي من مجموعة غنية تتضمن الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة والبقوليات وكذلك الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون البكر الممتاز والمكسرات والبذور) والأسماك الطازجة. وتستثني هذه الحمية الزبدة أو الحبوب المكررة، وعادة ما تحتوي على كميات أقل من اللحوم أومنتجات مشتقات الألبان مقارنة بالنظام الغذائي الغربي أو الشرق أوسطي.

كما حضر المؤتمر الدكتور خالد علي المدني، استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية، ووضّح قائلاً "تعد الوجبات السريعة والعادات غير الصحية وأسلوب الحياة غير المستقر من ضمن الأساسيات المعتمدة لدى العديد من الأشخاص المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي، ويشكل هذا الأمر أثراً سلبياً كبيراً على الصحة العامة في المنطقة. هناك حقائق مثبتة تؤكد الصلة الوثيقة بين تناول وجبة الغداء بأسلوب البحر المتوسط وانخفاض معدلات الأمراض وآثار العمر الطويل، ونحن على أمل دائم أن يدرك الأشخاص المقيمين في دول مجلس التعاون الخليجي الآثار الصحية التي تنتج عن خياراتهم اليومية على المدى الطويل من خلال زيادة الوعي والتعليم والسياسات العامة."

وانضم للدكتور المدني كل من الدكتور لوكا بيريتا، أخصائي في أمراض الجهاز الهضمي والمناظير الهضمية وعلوم التغذية البشرية في قسم العلوم السريرية بجامعة Campus Bio-Medico في روما. والبروفيسور دانييل ديل ريو، رئيس قسم الدراسات المتقدمة في الغذاء والتغذية في جامعة بارما Parma  في إيطاليا؛ وأخيراً الدكتور ديفتل بريندل من ألمانيا، متدرب في الأزمات ومتخصص في حلول الاتصالات في إجراءات مكافحة الاحتكار.