لكل أم .. جمعية أصدقاء مرضى السرطان تنشر الوعي عن الأسباب الرئيسية للمرض وأساليب الوقاية
السرطان مرض شرس لا تتوقف آلامه عند الشخص المصاب به فقط، بل تصل إلى أحبائه لأنه يتألمون لألمه ويتعذبون لعذابه، ويشعرون به وبإنقلاب حاله وتدهور صحته، وبما يطرأ عليه من تغييرات قاسية بعد الخضوع للعلاج.
وعلى الرغم من إنتشار مرض السرطان وخصوصاً بين صفوف الأطفال، إلا أنه يمكن تحقيق الوقاية منه لتقليل إحتمالات الإصابة به، كما أنه يظل هناك إحتمالات كبيرة للنجاة منه في بعض الحالات.
كيفية الوقاية من السرطان
لا يصنّف (السرطان) على أنه مرضٌ معدٍ، وإنما يعد نتاج عدّة مسببات وأمراض متراكمة، وهو لا يتعلّق بشخص واحد وحسب، بل هو مسألة مجتمعية بالدرجة الأولى، لهذا تبذل جمعية أصدقاء مرضى السرطان، الكثير من الجهود من أجل تعزيز وعي المجتمع بالمرض، والتأكيد على ضرورة اتباع أفضل الأساليب والممارسات الصحيّة اليومية التي تسهم في الوقاية من الإصابة بأي نوع من أنواع السرطان.
وحرصاً منها على تفعيل أعلى معدلات الوعي لدى المجتمع سلّطت الجمعية الضوء على مجموعة من العادات اليومية الخاطئة التي تسهم في زيادة فرص الإصابة، إذ أن تلك الممارسات ترتبط ارتباطاً وثيقاً بنمط الحياة الخاطئ، سواء على صعيد الأنظمة الغذائية غير الصحية، أو الروتين اليومي من انعدام حركة وخمول، وعدم ممارسة الأنشطة البدنية، إلى جانب العديد من العوامل المؤدية إلى تكوّن الخلايا السرطانية داخل جسم الإنسان وتضاعف من معدلات فاعليتها وانتشارها.
وتتمثل نصائح جمعية أصدقاء مرضى السرطان فيما يلي:
ساعات نوم غير كافية
يعتقد الكثير أن الإخلال بساعات النوم أمراً عاديّاً، لكن جمعية أصدقاء مرضى السرطان شددت على أهمية تنظيم أوقات النوم حيث أكد عدد من الخبراء أن قلّة النوم وزيادة ساعات السهر تقلّل من إفراز هرمون الميلاتونين أو ما يطلق عليه علمياً "هرمون النوم"، العنصر المسؤول بشكل مباشر عن ضبط الساعة البيولوجية في جسم الإنسان.
وهذا الهرمون الذي يُفرز عن طريق الغدّة الصنوبرية له دور مهم في ضبط إيقاع النوم، إذ تزيد معدلات إفرازه عند الليل وتقلّ في النهار، لهذا يربط الكثير من العلماء نقصه في الجسم بزيادة خطر ظهور الأورام السرطانية في الجسم وبالاخص التي ترتبط بالإصابة بسرطان الثدي.
الأنظمة الغذائية الغير صحية
توصلت العديد من الدراسات حول العالم إلى أن الأنظمة الغذائية الغير صحية وخاصة المشبعة بالدهون تؤدي إلى إيجاد سلسلة من الأحداث والتفاعلات في جسد الإنسان والتي تقود إلى الإصابة بأنواع مختلفة من السرطانات مثل سرطان الأمعاء والقولون بالإضافة إلى الإصابة بأمراض مثل ضغط الدم والسكري، لهذا دعت الجمعية إلى ضرورة الالتزام بالأنظمة الغذائية الصحية والمتوازنة والمليئة بالعناصر الأساسية ومن أهمها الخضار والفاكهة التي تحتوي المعادن والفيتامينات المهمة لصحة الجسم . وقد وفرت جمعية أصدقاء مرضي السرطان عبر منصتها اليوتيوب عدداً من الفيديوات التي تحتوي العديد من الوصفات الغذائية الصحية واللذيذة في الوقت نفسه ولا تتطلب الكثير من الوقت للاعداد.
الرياضة دواء
وفي سلسلة من الجهود والبرامج والفعاليات التي تقودها حرصت الجمعية على توعية مختلف شرائح المجتمع بأهمية ممارسة الرياضة باعتبارها الدواء الفاعل ضدّ السرطان، فهي لديها القدرة على تعزيز مقاومة الأمراض في الجسم وتحفيز الجهاز المناعي الذي له القدرة الكبيرة والتأثير الواضح على مكافحة المرض، لهذا تدعو وبشكل متواصل لضرورة اتباع الأنظمة الرياضية البدنية وجعلها واحدة من العادات المرتبطة بحياة الفرد اليومية. وقد وفرت جمعية أصدقاء مرضي السرطان عبر منصتها اليوتيوب عدداً من الفيديوات التي تحتوي تدريبات رياضية بسيطة يمكن لاي شخص ممارستها في أي وقت واي مكان والتي تم إنتاجها من قبل الجمعية مع عدد من الرياضيين ومدربين اليوغا وخبراء التغذية المعروفين.
الإجهاد المفرط
وباعتبارها عوامل تسهم في زيادة نسب الإصابة أشارت الجمعية وبالاستناد إلى تقارير وأبحاث علمية إلى وجود الكثير من الارتباطات المتعلقة بالإجهاد المفرط الناتج عن العمل الذي يواجها الفرد باستمرار، ويسهم في الضغط على الرئة ويسبب في حدوث مضاعفات في الجهاز التنفّسي مع مرور الوقت، لهذا حرصت الجمعية على توعية المجتمع من خلال نشر مواد تشجع على ممارسة الرياضة وتمارين (اليوغا) وغيرها عبر صفحتها على موقع الفيديو يوتيوب ) Friends Of Cancer Patients).
التدخين
يلعب التدخين يلعب دوراً في مفاقمة هذه الأزمة فهو ذو تأثير سلبيّ وخطير على الرئة باحتواء السيجارة على نحو 7 آلاف مادة كيميائية منها 69 معروف أنها تسبب السرطان. ولا يشمل أثر التدخين فقط المدخن نفسه ولكنه يمتد للمحيط القرين منه بما يسمي بالتدخين " السلبي" حيث يتعرض جميع الموجودين في محيط المدخن لنفس المخاطر الناجمة عن التدخين.
حقائق مرعبة
تشير الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن السرطان يتسبب في وفاة 17 شخصاً كلّ دقيقة حول العالم، ويذهب ضحيته 8.8 مليون شخص معظمهم من البلدان منخفضة الدخل وأخرى متوسطة، في الوقت ذاته أوضحت الدراسات أن ثلث الوفيات ذهبوا ضحية الأنماط الغذائية والسلوكيات الخاطئة مثل عدم المحافظة على الوزن الصحي والافراض في تناول الكحول والتبغ وعدم ممارسة الرياضة، وفي الوقت ذاته يعدّ التدخين أكثر مسببات المرض فهو مسؤول عن 22% من الوفيات.
ولفتت الاحصائيات إلى أن الوقاية من المرض عبر اتباع أنظمة صحية غذائية والوصول إلى وزن مناسب وممارسة الرياضة والابتعاد عن السلوكيات الخاطئة مثل شرب الكحول وتدخين السجائر يسهم بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50% من حالات الإصابة، ما يجعل الوعي والابتعاد عن مسببات المرض والتقيّد بالتوصيات والارشادات الصحيحة عوامل ضرورية تقي من السرطان.