"منتدى سلامة الطفل 2021 “ يوصي بإنشاء لجنة وطنية دائمة لرصد ومتابعة الممارسات المسيئة للأطفال
وجه "منتدى سلامة الطفل 2021”، الذي تنظمه إدارة سلامة الطفل التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، تحت شعار "نصون براءتهم"، دعوة محلية وإقليمية وعالمية لكافة الجهات المعنية بالطفل والطفولة، أكد فيها على ضرورة تنسيق الجهود الجماعية لرسم آلية عمل موحدة تشكل منظومة متكاملة للتوعية بأهمية حماية الأطفال ورعايتهم، معلناً عن سلسلة توصيات لحماية الأطفال من التعرض للإساءات الجنسية في العالم الواقعي والافتراضي.
جاء ذلك في ختام فعاليات المنتدى، الذي عقد أمس (الأربعاء)، في "مركز الجواهر للمناسبات والمؤتمرات"، بحضور ومشاركة أكثر من 100 من ممثلي الإدارات والدوائر الحكومية الاتحادية والمحلية المعنية بشؤون الطفل والأسرة والعمل التربوي والثقافي والمجتمعي.
توصيات هامة
تضمنت التوصيات التي خرج بها المنتدى:
- إنشاء لجنة وطنية دائمة لمتابعة ورصد الممارسات المباشرة وغير المباشرة والمسيئة للأطفال في العالمين الواقعي والافتراضي، مهمتها الإعلان عن المخاطر وتحذير المجتمع منها عبر وسائل الإعلام الرسمية، سواء كانت ممارسات جسدية أو محتوى إلكتروني أو ألعاب رقمية مسيئة.
- استحداث مؤشر وطني لقياس مدى تحقق الأهداف الموضوعة لتعزيز أمن وسلامة الأطفال ومدى تحصينهم من الإساءات الجنسية بكافة أشكالها وعلى اختلاف مصادرها.
- تنظيم دورات تدريب وورش عمل لتمكين الأهالي والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية بشكل دوري من التعرف على أنواع الإساءات الجنسية المباشرة وغير المباشرة.
- تنظيم فعاليات تجمع الأهالي بالمختصين للتعرف على أفضل أساليب توعية للأطفال التي تتناسب مع قدراتهم الاستيعابية ولا تمس بثقتهم بالمجتمع والناس، إلى جانب الحديث حول أساليب الحوار والمكاشفة بينهم وبين أهاليهم.
- تعزيز التنسيق بين الأهالي والمؤسسات الأكاديمية والمجتمعية من أجل توحيد الجهود لحماية الأطفال والحفاظ على نشأتهم السليمة.
- التنسيق مع جهات ومنظمات خارج الدولة للاطلاع على تجاربهم في رصد ومعالجة حالات الإساءة للأطفال والحد منها.
- تخصيص دورة من دورات المنتدى لأولياء الأمور لتعريفهم بأساسيات حماية الأطفال من الإساءات المختلفة.
- التوعية بمنظومة القوانين والتشريعات الإماراتية وما هي العقوبات الرادعة التي تنص عليها لضمان حماية الأطفال من الأشكال المختلفة للإساءات.
- وضع العامل والعلاج النفسي على قائمة الأولويات التي ينبغي الاهتمام بها في حماية الأطفال من الإساءات والعنف.
- التركيز على تنظيم عملية سير القضايا المرتبطة بالإساءة للأطفال، بالتنسيق بين جميع الجهات، الصحية والنفسية والجنائية، خلال مختلف المراحل التي تمر بها عملية رعاية الأطفال الذين يتعرضون للعنف.
طرق وقاية الأطفال من الإساءات
وكان المنتدى قد ناقش خلال جلسته الثانية تحت عنوان "طرق وقاية وحماية الأطفال من الإساءات – بحث آليات الحماية وتحديد مسؤوليات الأسرة والمجتمع" آليات الحماية وتحديد المسؤوليات ودور الأسرة والمجتمع والمؤسسات المعنية في منع وقوع الإساءات ضد الأطفال، وأهمية وعي أولياء الأمور والمتخصصين بضرورة التبليغ عن حوادث الإساءة الجنسية ضد الأطفال، إضافة إلى طريقة معالجة الآثار النفسيّة المترتبة على الإساءات الجنسية ووسائل دعم الأطفال نفسياً في حال وقوع مثل تلك الحالات.
وتحدّث خلال الجلسة التي أدارها الإعلامي يوسف الحمادي، كلّ من سعادة فيصل الشمري العضو المؤسس ورئيس جمعية الإمارات لحماية الطفل، و المقدم عبدالرحمن التميمي مدير مركز حماية الطفل بوزارة الداخلية، وإيمان حارب، مديرة إدارة الحماية الاجتماعية في وزارة تنمية المجتمع، وغنيمة البحري مديرة إدارة الرعاية والتأهيل في مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال، كما يشارك في الجلسة كريس نولين، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدفاع عن الأطفال، عبر مقطع صوتي مسجل، ويديرها الإعلامي يوسف الحمادي.
دور التوعية
واستهل عبد الرحمن التميمي حديثه بالإشارة إلى أن حماية الطفل ورعايته هي مسؤولية كافة المجتمع، مؤكداً أن نمط الحياة العصري يفرض علينا التعاون والتكاتف من أجل سلامة مستقبل أبنائنا وحمايتهم من أي إساءة يمكن أن يتعرضوا لها.
وقال التميمي: التوعية لها دور كبير في الوقاية من أي اعتداء أو عنف يتعرض له الطفل، ولا بد لنجاح التوعية من تنسيق الجهود الجماعية لرسم آلية عمل موحدة من خلال إعداد حملات توعوية تشكل منظومة متكاملة تستهدف توعيّة الأطفال والآباء والمجتمع ككل".
من جانبه قال فيصل الشمري: "تسعى جمعية الإمارات لحماية حقوق الطفل، إلى توسيع نطاق حماية الطفل من خلال آلية تضمن توفير كافة الرعاية والحماية للأطفال على مستوى الدوائر، من الطفل والأسرة والمجتمع، بحيث تكون رعاية الطفل مسألة نفع عام".
القيم الإماراتية
بدورها قالت إيمان حارب: "إن القيم الإماراتية الراسخة والتقاليد الأصيلة التي يتمتع بها مجتمع الإمارات هي حصانة كبيرة في مجال حماية الطفل، وهي منظومة متكاملة عملت على ترسيخ عناصر الرعاية والاهتمام والمحبة في المجتمع، ومن شأنها أن تعزز المسؤولية المجتمعية في حماية الأطفال من أي إساءة يتعرضون لها".
أهمية العلاج النفسي
فيما أشارت غنيمة البحري إلى أهمية وضع العلاج النفسي على قائمة الأولويات التي ينبغي الاهتمام بها في حماية الأطفال من الإساءات والعنف، وذلك بسبب الآثار النفسية الخطيرة التي ترافق الاعتداءات النفسيّة، كالاكتئاب واليأس ومحاولات الانتحار، وارتفاع مستويات القلق لديهم. وقالت: "إن هذه العناية تستلزم إيجاد ثلاث مراحل في غاية الأهمية: تبدأ الأولى من تأهيل غير المتخصصين بالإسعافات الأولية النفسية، وهم خط المواجهة الأول الذين يتلقون بلاغات الإساءة للأطفال، ثم ترسيخ أهمية عدم الخوف من الأطباء والنفسيين، وإزالة حاجز الرهبة من زيارتهم، وأخيراً إيجاد الأساليب والطرق الحديثة في تأهيل الأطفال المتعرضين للإساءة الجنسية".
وأضافت: "لا بد من ملء الفراغ العاطفي عند الأطفال والتواصل الفعال معهم من قبل أسرهم، بحيث لا يكون الطفل مؤهلاً لأي استغلال من قبل أشخاص يسعون إلى إشباع الحاجات العاطفية التي يفتقدها الطفل". مؤكدة أن المتابعة المستمرة للحالات التي تتعرض للإساءة الجنسية تلعب دوراً بالغاُ في نجاح العلاج، كما لا بد من وضع خطة لكل حالة وتقييمها منذ البداية كي نصل إلى حلول مناسبة لها تعزز من العلاج وتوفر سرعة التعافي والانخراط في المجتمع بشكل آمن وطبيعي.
تطوير المركز
وخلال مشاركته عبر تسجيل صوتي، أوضح كريس نولين، المدير التنفيذي للمركز الوطني للدفاع عن الأطفال من الولايات المتحدة، أنه تم تطوير المركز ليجمع تحت مظلته أنواع الحماية والدعم لأولئك الأطفال الذين يتعرضون للأذى، صحياً ونفسياً في مختلف المراحل التي تمر بها عملية رعاية الأطفال، لافتاً إلى أن كل ذلك يحتاج لتكاتف الجهود المؤسساتية لتحقيق الغاية المنشودة.
ولفت كريس إلى حرصهم في المركز على أن يتعاملوا مع حوادث العنف ضد الأطفال بطريقة فورية، وذلك عن طريق اختيار أشخاص خبراء للحديث مع الطفل، وتفعيل البحث الأمني الدقيق لجمع الأدلة الكافية في تلك القضايا. وفي الوقت ذاته يتم تحويل الطفل إلى مركز العلاج النفسي لتلقي الرعاية الكافية أثناء مدة التحقيق وجمع الأدلة.
وأشاد المدير التنفيذي للمركز الوطني للدفاع عن الأطفال بتطبيق هذه الإجراءات الدقيقة في حماية الأطفال ورعايتهم في دولة الإمارات، والجهود التي تبذلها إدارة سلامة الطفل بتوجيهات ودعم الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، في سبيل توحيد الجهود وتنسيق العمل المشترك لرعاية الأطفال وحمايتهم.
تكريم الجهات المشاركة
وفي الختام، كرّمت هنادي اليافعي مدير إدارة سلامة الطفل، المشاركين في منتدى سلامة الطفل، وقدمت لهم هدايا تذكارية وشهادات شكر على إثراء المنتدى بالأفكار الخلاقة التي تعين صنّاع السياسات والمعنيين بحماية الطفل على السير قدماً نحو مجتمع ينعم أطفاله بالسعادة، والصحة، والأمان النفسي، والأسري.