الشارقة صديقة للطفل" يطلق معايير المدارس والحضانات الصديقة للطفل في إكسبو 2020 دبي
في إطار تحقيق رؤيته لتعزيز مستقبل التعليم في الإمارة، كشف "مكتب الشارقة صديقة للطفل"، خلال فعاليات "قمة ريوايرد العالمية للتعليم" التي أقيمت يوم الإثنين، الموافق 13 ديسمبر الجاري في إكسبو 2020 دبي، عن المعايير التي تلبي أفضل الممارسات وأعلى المعايير العالمية لتحويل مدارس وحضانات الشارقة إلى مراكز صديقة للطفل تعزز تعليمهم ونموهم.
وجاء إطلاق المعايير بحضور كلاً من سعادة الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا، الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وسعادة الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وسعادة الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، والطيب آدم، ممثل مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في منطقة الخليج، والدكتورة حصة خلفان الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل،.
وتوفر المعايير التي أطلقها المكتب إطار عمل لمدارس وحضانات الشارقة لتبني معايير عالمية ذات جودة عالية، من خلال مناقشة كافة العناصر المؤثرة في حياة الطفل وحقوقه وتسعى لحماية نموه على الصعيد الجسدي والفكري والنفسي، حيث تتضمن المعايير أربعة محاور رئيسة، هي حق الطفل في التعليم، ومشاركة الطفل، وحماية الطفل، وإدماج الأطفال ذوي الإعاقة.
وعمل المكتب على تطوير هذه المعايير بالتعاون مع هيئة الشارقة للتعليم الخاص، ومجلس الشارقة للتعليم، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في منطقة الخليج، بناءً على اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة مع الاستفادة من التجربة العالمية لمنظمة اليونيسف، وتجسد هذه المعايير المصممة وفقاً للتشريعات والسياسات التي سنتها الهيئات الاتحادية والمؤسسات الحكومية المحلية، مثل "قانون وديمة"، و"الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة"، و"الخطة الاستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال ذوي الإعاقة"، وغيرها.
وأطلق مكتب الشارقة صديقة للطفل مشروع "مدارس وحضانات صديقة للطفل" في العام 2019، وعمل على تطوير معايير "المدارس الصديقة للطفل" بعد التشاور مع 2000 طفل ويافع من 114 مدرسة و15 حضانة، وتضمن المشروع دورات تدريبية وتثقيفية حول حقوق الطفل شارك فيها 2500 معلم وخبير تربوي وأخصائي اجتماعي وطالب، ونجحت 13 مدرسة خاصة و13 حضانة حكومية في الشارقة باستكمال متطلبات المرحلة التجريبية للمشروع.
من جانبها، قالت الدكتورة خولة عبدالرحمن الملا، الأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة: "تأتي هذه المعايير ثمرة للتعاون البناء بين مجموعة من الهيئات والمؤسسات المحلية والعالمية، وستمهد الطريق لتوفير بيئة تعليمية صحية في جميع مدارس الإمارة، تماشياً مع رؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتحويل المدارس إلى فضاءات لاكتساب العلوم والمعارف وضمان تزويد الأجيال القادمة بمقومات تحقيق تطلعات دولة الإمارات".
بدورها، قالت الدكتورة حصة خلفان الغزال، المدير التنفيذي لمكتب الشارقة صديقة للطفل: "لتطوير قطاع التعليم وتمكينه من مواكبة التغيرات المتسارعة في المشهد التعليمي العالمي، يتوجب العمل على تلبية الاحتياجات الشخصية وتعزيز جودة العملية التعليمية وتمكين الطلاب من اكتساب المهارات الأساسية المتنوعة التي يحتاجونها في حياتهم المهنية والشخصية في المستقبل، ويعد تفاعل الأطفال ومشاركتهم في جميع الأنشطة التعليمية وإتاحة الحرية لهم لتطوير قدراتهم ومهاراتهم القيادية والإبداعية من أبرز الركائز الأساسية للمنهج القائم على حماية حقوق الطفل في التعليم".
وأضافت: "يأتي هدفنا لتعزيز تعليم الأطفال من خلال استراتيجيات ومبادرات هادفة تماشياً مع رؤية وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وتعد هذه المعايير إنجازاً جديداً على مستوى المنطقة لأنها ستوجه وتساعد مدارس وحضانات الشارقة على توفير بيئة آمنة وصحية ووقائية تضمن حقوق الطفل، وتخدم مصالحه في الوصول إلى تعليم عالي الجودة".
6 معايير للحضانات و9 للمدارس الصديقة للطفل
وتعد المعايير التي حددها المكتب للحضانات الصديقة للطفل في الشارقة الأولى من نوعها التي سيتم تعميمها على المستوى العالمي، وتتضمن توفير فرص اللعب والراحة لجميع الأطفال في بيئة آمنة وصحية، ويتوجب على الحضانات أن تلتزم بتعزيز حماية حقوق الطفل وصيانتها ودعمها من خلال توفير بيئة رعاية شاملة يتم تزويد الموظفين فيها بكافة الوسائل والأدوات اللازمة لتلبية الاحتياجات الفردية للطفل وضمان مصلحته.
ولتعزيز حقوق الأطفال في التعليم بوصفهم متعلمين ومستفيدين رئيسيين، حدد المكتب 9 معايير لدعم حقوق الطفل في المدارس، تتضمن تعزيز بيئة آمنة وصحية، وتوفير الفرص المتكافئة لجميع الأطفال، وتوفير المساحات الآمنة مع وتمكينهم من الاستمتاع باللعب، بالإضافة إلى حشد الجهود والعمل كوحدة متماسكة لفهم الأطفال ودعمهم دعماً كاملاً.
وعلى صعيد متصل، قال الطيب آدم، ممثل مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في منطقة الخليج: "يتزامن إطلاق المعايير الجديدة مع إعادة افتتاح المدارس وعودة الأطفال إلى الحضور الشخصي على أرض الواقع، وستسهم هذه المعايير بخلق بيئة صديقة للطفل تحمي الأطفال وتصون حقوقهم وتحفزهم على التعلم".
وأضاف: "مع التغيرات الجذرية التي يشهدها العالم اليوم، ينبغي لنظام التعليم الموجه للطفل أن يراعي الاحتياجات الفردية للأطفال، بالإضافة إلى جودة التعليم واكتساب المهارات ووترسيخ قيم التسامح والتعايش والسلام وحماية البيئة وضمان استدامتها في نفوسهم".
بدوره، أعرب الدكتور سعيد مصبح الكعبي، رئيس مجلس الشارقة للتعليم، عن سعادته بالتعاون مع مكتب الشارقة صديقة للطفل في هذا المشروع، وأضاف: "لتوفير نظام تعليمي مستدام ومتكامل يرتقي لرؤية حاكم الشارقة، أطلق المجلس عدداً من المبادرات النوعية لتعزيز نظام التعليم المخصص لمرحلة الطفولة المبكرة في الإمارة، حيث أطلق في وقت سابق من العام الجاري مبادرة (إطار الشارقة للطفولة المبكرة)، الأولى من نوعها في المنطقة لتوفير نظام شامل وموحد للقوانين والمعايير التنظيمية التي تحكم عمل الحضانات المخصصة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم ثلاثة أشهر".
وأوضحت الدكتورة محدثة الهاشمي، رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص، أن هيئة الشارقة للتعليم الخاص هي هيئة تنظيمية تأسست في نوفمبر 2018، لإدارة المدارس الخاصة والحضانات ومراكز التدريب في إمارة الشارقة ويشرفنا المشاركة في مشروع المدارس والحضانات الصديقة للطفل بالشارقة، والذي بدأ في عام 2019.
وأكدت الهاشمي مشاركة 114 مدرسة خاصة في الشارقة و15 حضانة حكومية في المبادرة خلال المرحلة التجريبية، لافتة إلى أن 21 مدرسة و13 حضانة منها حصلت على شهادة لامتثالها لمعايير "المدارس والحضانات الصديقة للطفل".
يشار إلى أن معايير المدارس والحضانات الصديقة للطفل تم إطلاقها تحت بند "الابتكار في التعليم" خلال "قمة ريوايرد العالمية للتعليم"، وهي منصة عالمية تتناول على مدى ثلاثة أيام أحدث الابتكارات والتوجهات والرؤى والأفكار في مجال التعليم.