سعادة الأم تؤثر في درجة انسجامها مع طفلها ودرجة تعلمه .. كيف
يُخلق الترابط العاطفي بين الأم وطفلها منذ وجوده في الرحم، وبعد الولادة من بين جميع الأصوات يألف صوت أمه الذي كان يسمعه وهو في أحشائها، ويكتمل هذا الترابط بعد الولادة بنظرات الأم العطوفة إلى وليدها، وبحنانها عليه الذي يلمسه بمجرد غمره بعطف ليشعره بالأمان بعد خروجه إلى هذا العالم الجديد عليه.
لا شك أن للعلاقة بين الأم وطفلها دور كبير في نشأته، حيث يحقق الترابط العاطفي بينهما سلامة الطفل النفسية والجسدية أيضاً، ومن هنا تظهر أهمية التناغم بين الأم وطفلها.
والأم السعيدة دائماً ما تكون أكثر قدرة من الأم غير السعيدة على التواصل العاطفي المتناغم مع طفلها، وذلك بحسب دراسة علمية أجريت في هذا الصدد.
عينة الدراسة
تم أخذ عينة من الأمهات وتم سؤالهن بالتعبير عن مشاعرهن الإيجابية والسلبية حول عدة أشياء في أثناء التفاعل مع أطفالهن، وذلك مع قياس النشاط العصبي للأمهات والرضع على نحوٍ متزامن تواصل الأمهات مع أطفالهن الرضع باستخدام تقنية تخطيط أمواج الدماغ" NeuroImage "
وقد خلصت هذه الدراسة بنتائج مهمة، وهي أن حالة الأم المزاجية تلعب دورًا كبيرًا في وصوله إلى مستويات قياسية، إذ أنه وجد أن موجات المخ لدى الأمهات وأطفالهن الرضع تميل إلى أن تعمل معاً، كشبكة ضخمة 'mega-network' عبر مزامنة موجات أدمغتهما عند تفاعلهما، بحيث يكون هذا التناعم والتفاعل في أعلى مستوياته عندما تكون الأم سعيدة
وللوصول إلى نتائج الدراسة، طُلب من 15 من الأمهات التعبير عن مشاعرهن الإيجابية والسلبية حول أمور معينة أثناء التفاعل مع أطفالهن الرضع ممن هم في عمر متوسط 10.3 أشهر، بحيث يتم أثناء التفاعل قياس النشاط العصبي لكل من الأمهات والرضع باستخدام تقنية تخطيط أمواج الدماغ (EEG)
حسب ما ذكره موقع مايوكلينك عن تقنية (EEG) ، هي اختبار يكشف النشاط الكهربي في الدماغ باستخدام أقراص معدنية صغيرة مثبتة على فروة الرأس، ليُظهر التغيرات في حالة النشاط الدماغي في صورة خطوط موجية يجري تسجيلها عبر هذه التقنية، إذ تكون خلايا الدماغ تكون نشطةً في جميع الأوقات حتى عند النوم، وتتصل فيما بينها عن طريق نبضات كهربائية، وهو ما يمكن رصده وتسجيله. ويمكن لهذا الاختبار تشخيص العديد من الأمراض والاضطرابات الدماغية.
وقد جد الباحثون تزامناً في موجات الدماغ بين الأمهات والرضع، وبخاصة عند تردد "6 - 9 هيرتز"، و باسم " وهو ما يعرف بـ "التواصل صل العصبي مع الآخرين"، عندما تكون الأم في حالة عاطفية إيجابية، ما يعزز قدرة دماغ كل من الأم والرضيع على العمل بنظام واحد، هو التناغم بينهما.
وقد خلصت الدراسة أيضاً، إلى أن التفاعل الإيجابي بين الأمهات وأطفالهن الرضع يتحقق عبر التواصل بالعين، الأم الذي يحقق بينهما تناغماً كبيراً يقرب بينهما ويجعل مسألة تعلم الطفل مسألة سهلة.