طبيبة أطفال تحدد عبر "هي" 4 لقاحات مهمة يجب أن يحصل عليها الأطفال مع بداية مرحلة المراهقة
التطعيم والتحصين ضد أمراض معينة أمر دائم منذ ولادة الطفل وطوال العمر بحسب كل مرحلة عمرية، لأنه يتم من خلاله تحصين الأطفال من الإصابة من الأمراض الشرسة، وهي خطوة مهمة للغاية، يجب أن تلقى مزيداً من الرعاية والإهتمام من الآباء والأمهات، تحقيقاً لسلامة أطفالهم.
لأهمية هذا الموضوع إلتقت هي بالدكتورة وفاء فيصل إستشارية طب الأطفال ورئيس القسم بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب، وكانت إجاباتها على الأسئلة المتعلقة باللقاحات التي يجب أن يحصل عليها الأطفال مع بداية مرحلة المراهقة كالتالي:
ما هي اللقاحات التي يجب أن يحصل عليها الأطفال ما بين عمر 11 و15؟
بحسب فيصل، تشمل التطعيمات التي يجب إعطاؤها للأطفال في هذه الفئة العمرية السعال الديكي اللاخلوي مع لقاح الدفتيريا والتيتانوس أو اللقاح الثلاثي البكتيري، لقاح فيروس الورم الحليمي البشري، ولقاح المكورات السحائية.
اللقاح الثلاثي البكتيري
يمنع هذا اللقاح الالتهابات البكتيرية الخطيرة، والتيتانوس، والدفتيريا، والسعال الديكي. يسبب الكزاز شد مؤلم للعضلات في جميع أنحاء الجسم ويمكن أن يؤدي إلى "قفل" الفك. عادة ما يؤثر الدفتيريا على الأنف والحلق، بينما يسبب السعال الديكي سعالًا لا يمكن السيطرة عليه.
في دولة الإمارات العربية المتحدة، كان السعال الديكي والتيتانوس من بين الحالات التسعة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات والتي تم تحديدها بمعدلات انتشار مصلي عالية نسبيًا إلى عالية جدًا (تكرار التعرض للعدوى) بين الأطفال - 39.2٪ للسعال الديكي و89.9٪ للكزاز. وقد فرضت الدولة إعطاء اللقاح الثلاثي البكتيري للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا.5
من خلال حماية المراهقين من السعال الديكي، يمكننا حماية صغارنا الذين يمكن أن يكون المرض شديدًا عليهم. وبذلك، فإننا نقوم أيضًا بتخفيف العبء الإكلينيكي والاقتصادي للمرض عندما يتعلق الأمر بأيام العمل الضائعة للآباء والأمهات وأيام المدرسة الضائعة للطلاب.
يمكن للقاحات أن تحمي الأطفال من هذه الأمراض ذلك أن مناعة لقاح الطفولة تضعف بمرور الوقت، ويمكن للبالغين والمراهقين الذين لم يتم تحصينهم أبداً أن يكونوا بمثابة مستودعات للسعال الديكي ويمكنهم نقله إلى الرضع.
لقاح فيروس الورم الحليمي البشري
يمكن للقاح فيروس الورم الحليمي البشري الوقاية من سرطان عنق الرحم، وهو نوع خطير من السرطان يحتل المرتبة الثالثة في معدل الإصابة بالسرطان بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و44 عامًا.
يعد سرطان عنق الرحم، الناجم عن عدوى هذا الفيروس، السبب الرئيسي السابع لوفيات السرطان لدى النساء في دولة الإمارات، حيث يتسبب في 56 حالة وفاة على الأقل سنويًا بين سكان يبلغ عددهم 1.9 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 عامًا وما فوق معرضات لخطر الإصابة بهذا المرض. وفي الإمارات، يعد لقاح فيروس الورم الحليمي البشري إلزامياً للأطفال دون سن الثالثة عشرة.
لقاح المكورات السحائية
يحمي لقاح المكورات السحائية من واحدة من أخطر أنواع العدوى البكتيرية - التهاب السحايا بالمكورات السحائية الذي يؤدي إما إلى الوفاة (يموت شخص واحد من كل 10 أشخاص مصابين به) أو السكتة الدماغية طويلة الأمد الدائمة، وهي حالة تحدث نتيجة مرض أو إصابة سابقة مثل تلف الدماغ وتلف الكلى والصمم وفقدان الأطراف.
عند إعطاء اللقاح للمراهقين، يمنع انتشار هذه البكتيريا الخطيرة لأفراد الأسرة الآخرين، مثل الأطفال الصغار وكبار السن، الذين هم أكثر عرضة لمضاعفات مميتة. وإن طلاب الجامعات، خاصة في سنواتهم الأولى بعد المدرسة، هم أكثر عرضة للإصابة بمرض المكورات السحائية الغازية من غير الطلاب.
يصل معدل تغطية لقاحات المكورات السحائية لدى المراهقين إلى أكثر من 80٪ في الولايات المتحدة الأمريكية. هذا اللقاح إلزامي أيضًا من قبل حكومة دولة الإمارات للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا.
كيف تؤثر هذه اللقاحات في تعزيز المناعة عند الأطفال؟
لا يمكن الاستهانة بأهمية تطعيم المراهقين للحفاظ على صحتهم، إذ تعد هذه اللقاحات ضرورية لاحتواء العديد من الأمراض المعدية وغير المعدية، مما يؤثر بشكل كبير على الرعاية الصحية والأوساط الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد.
وعلى الرغم من اعتبار أن هذه الفئة تتمتع بصحة جيدة، فإن سلامتهم مهددة بالأمراض المعدية الشديدة. وكما هو الحال مع اللقاحات الأخرى، تعمل هذه اللقاحات الثلاثة على بناء المناعة عن طريق إنتاج الأجسام المضادة التي تقتل الجراثيم بمجرد دخولها إلى الجسم.
ومن ناحية أخرى، يجب أن يدرك المراهقون وأولياء أمورهم أن التطعيمات تقدم العديد من مزايا الرعاية الصحية للأسرة والمجتمع إلى جانب حماية أنفسهم. هذا المبدأ، المعروف باسم مناعة القطيع أو المناعة الجماعية، عرف بشكل واسع في فترة جائحة كوفيد 19. عندما يتم تحصين شخص بنجاح ضد مرض ما، لا يمكن أن ينتقل هذا المرض إلى أشخاص آخرين. تساعد معدلات الوقاية المرتفعة في حماية من حولنا ممن لا يمكن تطعيمهم لأسباب صحية مثل المرض أو تقدم السن أو الحساسية.
في عام 2022، تقوم المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها وكذلك البرنامج الوطني للتحصين بدولة الإمارات بتوصية استخدام لقاحات المراهقين.
متى يشعر الأبوين بالقلق جراء الأعراض التي تظهر على الأطفال بعد اللقاح؟
عادة، يشعر الآباء بالقلق عندما يكون لدى الأطفال رد فعل تجاه لقاح مثل الحمى الخفيفة أو الطفح الجلدي. لكن احتمال حدوث ردود فعل خطيرة ضئيل للغاية مقارنة بالمخاطر الصحية المرتبطة بالأمراض الخطيرة في كثير من الأحيان.
يتبع معظم الأطباء جدولًا للتحصين تم إنشاؤه من خلال الأبحاث والتجارب المكثفة، والتي أثبتت أنها آمنة مرارًا وتكرارًا. ومع ذلك، يختار بعض الآباء جداول بديلة (مما يعني توزيع اللقاحات أو التباعد بينها) لأنهم قلقون بشأن عدد الحقن التي يتلقاها أطفالهم في كل فحص.
في الواقع، من المرجح أن يكون لهذا تأثيراً سلبياً حيث تشير الدراسات إلى أن العديد من الأطفال في جداول التحصين البديلة نادراً ما يحصلون على جميع اللقاحات التي يحتاجونها. علاوة على ذلك، فإن المباعدة بين التطعيمات تعني زيادة زيارات الطبيب، الأمر الذي يتطلب المزيد من النفقات والوقت والجهد.
ما الفرق بين هذه اللقاحات وبين اللقاحات المخصصة في المراحل العمرية الأولى للطفل من حيث درجة أهميتها؟
عندما يعمل الباحثون على معرفة الجرعة الدقيقة للقاح لمختلف الفئات العمرية، فإنهم يأخذون في الاعتبار أجزاء الجهاز المناعي التي تعمل بشكل جيد والأجزاء التي لا تكون نشطة تمامًا لدى الأشخاص في كل مرحلة من مراحل النمو. لذلك، فإن بعض اللقاحات يتم اختبارها والموافقة عليها بشكل مختلف حسب كل فئة عمرية.
عادةً ما يتم إعطاء لقاحات الرضع بشكل متسلسل، حيث يتلقون نفس اللقاح عدة مرات لفترة معينة من الوقت. قد تكون المناعة التكيفية للأطفال في هذا العمر غير فعالة أو ضعيفة، كما يتعثرون أثناء محاولتهم الوقوف أو المشي. ويصبح جهاز المناعة أقوى وأفضل في درء الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية مع مرور الوقت.
في الواقع، يولد البشر ضعفاء ويطورون مناعتهم أثناء النمو. وكما نتعلم مهارات مثل المشي والجري، يتعلم نظام المناعة لدينا مقاومة العدوى، حيث ينضج عبر مراحل متميزة مع تقدمنا في العمر. ولهذا السبب يدرس العلماء الاستجابة المناعية للقاح في فئات عمرية متنوعة ويطورون لقاحات (أو جرعات) تناسب مختلف الأعمار.
خلاصة القول، تسهل اللقاحات الإعداد الأكثر أمانًا لجهاز المناعة لتعلم وتعديل الجرعات للفئات العمرية المتنوعة، مما يضمن حصول كل مريض على ما هو ضروري له.
كيف يمكن اقناع الأبوين بأهمية هذه اللقاحات لأبنائهم؟
غالبًا ما يطلب الآباء مثل أي شخص آخر إثباتًا أو معلومات إضافية لتصديق شيء ما. إذا كان هناك مزيد من المعلومات المتاحة حول كيف يمكن للتحصينات أن تنقذ حياة أطفالهم، فسيكون من الأسهل عليهم إقناعهم. يجب أن يدركوا أهمية مواكبة هذا التقدم الكبير في العلوم الطبية لحماية أطفالهم من الأمراض أكثر من أي وقت مضى. يجب عليهم أيضًا أن يعرفوا أن التطعيم آمن وفعال للغاية، ويمكنهم من حماية أنفسهم وكذلك الآخرين، وتوفير وقتهم ومالهم. لذلك، فإن الحملات المكثفة من قبل خبراء الرعاية الصحية وأفراد المجتمع ضرورية لإقناع الآباء والأمهات الذين يترددون في تلقيح أبنائهم.
تلعب شركات الأدوية العالمية مثل سانوفي، دورًا أساسيًا في زيادة الوعي بين الآباء وعامة الناس. يجب عليهم مواصلة وتكثيف هذه الجهود من خلال الوصول إلى المزيد من الناس ونشر الوعي في مختلف أنحاء العالم عبر أدوات ومنصات الاتصال التقليدية والرقمية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لشركات التأمين الصحي أيضًا أن يكون لها تأثير كبير بهذا الخصوص من خلال مراجعة سياسات الأفراد لتغطية اللقاحات المختلفة لمراحل مختلفة من حياة أطفالهم.
يجب أن يقتنع كل ولي أمر يعيش في دولة الإمارات بالإقدام على توفير هذه اللقاحات لأطفالهم ذلك أن جميعها إلزامية من قبل حكومة الدولة للمراهقين. من المهم أن يتخذ كل فرد في المجتمع يتلقى هذه المعلومات، إجراءات لنشر الوعي بحيث يمكن للتحصين المناسب أن يساعد في وقايتنا من العديد من الأمراض المزمنة نحن وأطفالنا.