أطفال الأنابيب.. متى يصبح اللجوء إليها أمراً ضرورياً

أطفال الأنابيب أو ما يعرف بالإخصاب في المختبر أحد أهم وسائل الحمل المساعدة التي يلجأ إليها كل زوجين تأخر الحمل لديهما لفترة طويلة، وفي ظل شروط معينة.

ويكون اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب وسيلة ضرورية للتغلب على كل أسباب العقم المعلومة وغير المعلومة في بعض الأحوال، تحقيقاً لحلم الانجاب.

ولأهمية هذا الموضوع، يخبرنا عن تفاصيله الدكتور سمير باباييف مدير عيادة أطفال الأنابيب بقسم أمراض الغدد الصماء التناسلية في مايو كلينك.

متى يجب على الزوجين لتجربة عملية أطفال الأنابيب

أطفال الأنابيب

  • ما المقصود بأطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر
  • متى يتم اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب
  • ما هي أسباب فشل أطفال الأنابيب
  • بعد فشل أطفال الأنابيب متى يجب على النساء محاولة الحمل مرةً أخرى

ما المقصود بأطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر؟

قال دكتور سمير باباييف، أن أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر (IVF) عملية يتم من خلالها علاج للعقم أو المشاكل الوراثية، وهي أحد وسائل الحمل المساعدة التي من الممكن أن يلجأ إليها الشريكين بعد فشل المحاولات الطبيعية لحدوث الحمل، وبعد تجربة خيارات علاج للعقم أقل تدخلاً مثل أدوية الخصوبة لزيادة إنتاج البويضات، أو التلقيح الصناعي داخل الرحم، وهو إجراء يتم فيه وضع الحيوانات المنوية مباشرةً في الرحم قرب وقت الإباضة.

متى يتم اللجوء إلى عملية أطفال الأنابيب؟

بحسب د. سمير باباييف، يتم اللجوء لعملية أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر كعلاج أولي للعقم عند النساء فوق سن 40. ويمكن أيضاً اللجوء لهذا الإجراء إذا كانت المرأة تعاني من حالات صحية معينة، وكذلك إذا كانت المرأة أو شريكها يعانون مما يلي:

تلف قناة فالوب أو انسدادها

حيث يؤدي تلف قناة فالوب أو انسدادها إلى صعوبة تخصيب البويضة أو انتقال كيس الجنين إلى الرحم.

اضطرابات التبويض

فإذا كانت الإباضة نادرة أو غائبة، فإن عدد البويضات المُتاحة للإخصاب يكون أقل من اللازم.

الانتباذ البطاني الرحمي

 والذي يحدث عندما يُزرع نسيج مشابه لبطانة الرحم وينمو خارج الرحم، وغالباً ما يؤثر على وظيفة المبيضين والرحم وعلى قناتي فالوب.

الأورام الليفية الرحمية

وهي أورام حميدة في الرحم وشائعة لدى النساء في الثلاثينيات والأربعينيات من العمر. ويمكن أن تتداخل الأورام الليفية وتُعيق انغراس البويضة المُلقحة.

تعقيم البوق أو إزالته سابقاً

إن ربط البوق هو نوع من التعقيم يتم فيه قطع أو سد قناتي فالوب لمنع الحمل بشكلٍ دائم. وإذا رغبت المرأة في الحمل بعد ربط البوق، فقد يكون الإخصاب في المختبر بديلاً لجراحة عكس ربط البوق.

ضعف إنتاج الحيوانات المنوية 

يمكن أن يؤدي تركيز الحيوانات المنوية الذي يكون أقل من المتوسط، أو ضعف حركتها، أو حدوث خلل في حجمها أو في شكلها، إلى صعوبة تخصيب الحيوانات المنوية للبويضة. وإذا تم العثور على تشوهات في السائل المنوي، فقد تكون هناك حاجة لزيارة أخصائي العقم لمعرفة ما إذا كانت هنالك مشاكل يمكن تصحيحها، أو أسباب صحية أساسية.

العقم غير المُبرر

بمعنى عدم وجود سبب واضح للعقم على الرغم من بحث الأسباب الشائعة.

وجود خلل وراثي

فإذا كانت المرأة أو شريكها معرضين لخطر نقل الخلل الوراثي للطفل، فقد يكونا بحاجة لعمل اختبار جيني قبل الزرع، وهو إجراء يتضمن الإخصاب في المختبر. وبعد حصاد البويضات وتخصيبها، يتم فحصها بحثاً عن مشاكل وراثية معينة على الرغم من أنه لا يمكن العثور على جميع المشاكل الوراثية في هذه العملية. بعد ذلك، يتم نقل الأجنة التي لا تحتوي على مشاكل محددة إلى الرحم.

الحفاظ على الخصوبة في حالة الإصابة بالسرطان أو في حالات صحية أُخرى

إذا كانت المرأة على وشك بدء علاج للسرطان، مثل العلاج الإشعاعي أو الكيميائي، الذي قد يضر بخصوبتها، فقد يكون الإخصاب في المختبر (IVF) للحفاظ على الخصوبة أحد الخيارات المُتاحة أمامها. ويمكن أن تحصل النساء على بويضات يتم حصادها من المبايض وتجميدها في حالة غير مخصبة لاستخدامها لاحقاً، أو يمكن تخصيب البويضات وتجميدها كأجنة لاستخدامها في المستقبل.

أطفال الأنابيب .. متى يصبح اللجوء إليها أمراً ضرورياً

ما هي أسباب فشل الإخصاب في المختبر؟

أكد د. سمير، على أن فرص ولادة طفل سليم بعد عملية الإخصاب في المختبر يعتمد على عوامل مختلفة من بينها:

عمر الأم

كلما كانت المرأة أصغر سناً، زادت احتمالية حدوث الحمل وولادة طفل سليم باستخدام بويضتها في أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر. غالباً ما تُنصح النساء اللواتي يبلغن من العمر 41 عاماً أو أكثر بالتفكير في استخدام بويضات مانحة أثناء الإخصاب في المختبر لزيادة فرص النجاح.

حالة الجنين

يرتبط نقل الأجنة الأكثر تطوراً بمعدلات حمل أعلى مقارنةً بالأجنة الأقل نمواً (اليوم الثاني أو الثالث). ومع ذلك، لا تنجو كل الأجنة من عملية التطور. ويجب التحدث مع الطبيب أو مقدم الرعاية عن حالتك الخاصة.

التاريخ الإنجابي

غالباً ما تكون النساء اللواتي سبق لهن الولادة باستخدام أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر أكثر قدرة على الحمل من النساء اللواتي لم يسبق لهن الإنجاب. وتكون معدلات النجاح أقل بالنسبة للنساء اللواتي سبق لهن استخدام الإخصاب في المختبر عدة مرات ولكنهن لم يحملن.

سبب العقم يزيد وجود إمداد طبيعي من البويضات من فرص الحمل باستخدام أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر. قد تكون فرص حمل النساء المُصابات بالانتباذ البطاني الرحمي الشديد أقل باستخدام الإخصاب في المختبر من النساء المُصابات بالعقم غير المُبرر.

أسلوب الحياة

عادةً ما يكون لدى النساء المدخنات عدد أقل من البويضات التي يتم استردادها أثناء أطفال الأنابيب أو الإخصاب في المختبر، وقد يتعرضن للإجهاض في كثيرٍ من الأحيان. يُمكن أن يقلل التدخين من فرص نجاح المرأة بالحمل بالإخصاب في المختبر بنسبة 50٪. كما يُمكن أن تقلل السمنة من فرص الحمل وإنجاب طفل، وقد يكون تناول الكحول والعقاقير الترويحية والإفراط في تناول الكافيين وبعض الأدوية الأخرى ضاراً أيضاً.

وقد أكد د. سمير على أنه يجب على المرأة التحدث مع طبيبها حول أية عوامل تنطبق عليها وكيف يمكن أن تؤثر على فرصها في الحمل الناجح.

بعد فشل أطفال الأنابيب متى يجب على النساء محاولة الحمل مرةً أخرى؟

بعد فشل أطفال الأنابيب، ولتقليل مخاطر حدوث مضاعفات الحمل والمشاكل الصحية الأخرى، تقترح الأبحاث الانتظار لمدة 18 إلى 24 شهراً، على أن لا تتجاوز المدة الخمس سنوات بعد الولادة الحية قبل محاولة الحمل التالي. ولموازنة المخاوف بشأن العقم، قد تفكر السيدات اللاتي تزيد أعمارهن عن 35 عاماً في الانتظار لمدة 12 شهراً قبل الحمل مرةً أخرى.

ولا تنطبق المخاطر والتوصيات على الأزواج الذين تعرضوا للإجهاض، وإذا كانت المرأة بصحة جيدة وتشعر بأنها مستعدة، فلا داعي للانتظار للحمل مرة أخرى.

وأخيراً، وبإن اختيار موعد إنجاب طفل آخر هو قرار شخصي. لذا، عند التخطيط للحمل التالي، قد تفكر المرأة وشريكها في عوامل مختلفة من ضمنها المخاطر والفوائد الصحية. حتى تتخذ المرأة القرار المناسب بشأن موعد إنجاب طفل آخر، عليها اتباع طريقة موثوقة لتحديد النسل.