مع الحب وقبل الزواج .. لا تهملوا هذه الخطوة
يجب أن لا يتعارض الحب مع القرارات الحياتية السليمة التي تحتاج إلى استجابة سريعة من طرفيه، والتي يأتي على رأسها كل قرار له علاقة بالصحة وبمستقبل الزوجين وبثمرة علاقتهما بعد الزواج، لذا يجب على المقبلين على الزواج الاهتمام بعمل كل إجراءات الفحص الطبي قبل الزواج، واتخاذ الخطوات الفعلية حيال ذلك.
السطور التالية كفيلة باقناع المقبلين على الزواج بالاهتمام بعمل الفحص الطبي قبل اتمامه، نقدمها لكم بإفادة طبية من الدكتورة انعام مجيد حسون، استشارية الأمراض النسائية والولادة مستشفى الشرق بالفجيرة.
الفحص الطبي قبل الزواج
بحسب د. حسون، الفحص الطبي قبل الزواج هو إجراء الفحص للمقبلين على الزواج للكشف المبكر عن وجود الإصابة ببعض أمراض الدم الوراثية (كفقر الدم المنجلي والثلاسيميا)، وبعض الأمراض المعدية (كالتهاب الكبدي الفيروسي ب، الالتهاب الكبدي الفيروسي ج، نقص المناعة المكتسب (الإيدز) )، وذلك بغرض إعطاء المشورة الطبية حول احتمالية انتقال تلك الأمراض للطرف الأخر أو للأبناء في المستقبل وتقديم الخيارات والبدائل أمام الخطيبين من أجل مساعدتهما على التخطيط لأسرة سليمة صحيًّا.
أهمية تحليل الزواج
لتحليل الزواج العديد من المنافع التي يلمسها كل من يتمتع بحياة أُسرية صحية وسليمة، والتي من أهمها، الكشف عن الأمراض الوراثية في الدم والعضلات والطول وغيرها، وبناء عليه تحديد إمكانية الزواج من عدمه، لمنع حدوث التوارث للمرض.
كما يساهم تحيل الزواج في الكشف عن الأمراض المُعدية التي تكون في حالة الكمون، والتي لا تظهر على حاملها أي أعراض وتنتقل للطَرف الآخر بالاتصال الجنسي، كالتهاب الكبد الوبائي، والزهري، والسيلان، والإيدز.
وبعض الأمراض التي ذكرت أعلاه تمنع الزواج، وبعضها الآخر من الممكن اتمام الزواج ولكن بعد أنْ يأخذ الطرف السليم جرعات الوقاية من الإصابة. و يفضل منع الزواج في بعض الحالات التي يؤكد فيها الطب والتحاليل المخبرية بأن التوارث أو العدوى كائنة لا محال، مما يحمي الأفراد من الأمراض المستعصية والتي تُثقل كاهل الأسرة بتكاليف العلاج والرِّعاية والخدمة الطِبية.
ويوفر تحليل الزواج الوقاية من الإصابة بأمراض الدم التي تتطلب العلاج المكلف مادياً و تقليل الضغط على المؤسسات الصحية وبنوك الدم . فضلاً عن أنه يجنب إنجاب أطفال يعانون من أمراضٍ وراثيةٍ لا علاج لها؛ ممّا يسبب الضَّغط النَّفسيّ والاجتماعيّ للعائلة.
وعليه يجب اتخاذ كافّة التَّدابير ومعرفة إذا كان هناك خللٌ ما في صحة أيّ طرفٍ وإمكانية العلاج قبل إتمام الزَّواج؛ لتجنب المشاكل المستقبليّة المتعلقة بالعلاقة الزَّوجيّة بين الزَّوجيّن كمشكلة العُقم، والبرود الجنسيّ، ومشاكل الجهاز التناسلي لدى الطرفين
ولذلك تنصح د.حسون المقبلين على الزواج بإجراء الفحص الطبي قبل موعد الزواج بمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ليتسنى للزوجين التخطيط لحياتهم بشكل أفضل، ويمكن إعادة فحص الأمراض المعدية عند الحاجة مرة آخرى.
القرار للزوجين
أي كانت نتيجة تحليل الزواج على الطرفين التعامل مع الموقف بشجاعة، ولهما القرار في بعض الحالات، مثل منع الإنجاب فهو أمر قد يكون صعباً على البعض، وقد يقرره البعض الآخر بدافع الحب والرغبة في استمرارية العلاقة واتمام الزواج، وما يهم هنا معرفة كل من الطرفين بالعديد من الأمور المخفية عن الأمراض الوراثية وغيرها، واكتشافها لتضح الصورة أمامهم ليسهل عليهم اتخاذ القرار المناسب لهما وتحمل نتائجه.