خوف الطفل من الصوت العالي إليك الأسباب وكيفية التغلب على ذلك
لا شك أن الصوت العالي أوالصراخ المرتفع من السلوكيات المزعجة للجميع وليس الطفل فقط، فنادراً ما يوجد شخص يستمتع بصوت الضوضاء المرتفعة، لكن الأمر عند الأطفال الصغار أكثر حساسية.
بالإضافة إلى ذلك، الخوف شعور طبيعي لدى الأطفال الصغار ويُساعدهم على أخذ الاحتياطات التي تحافظ على سلامتهم، إلا أنه قد يتحول إلى خوف مرضي عند بعض الحالات، خصوصاً من الأصوات العالية.
لذا لابد أن نتعرف على أسباب خوف الطفل من الصوت العالي على وجه الخصوص وكيفية التغلب على ذلك، قبل أن تتفاقم المشكلة ويصعب علاجها خلال مراحل أعماره المتطورة.
من هذا المنطلق، سنتعرف على أسباب خوف الطفل من الصوت العالي وطرق العلاج، من خلال استشاري الطب النفسي الدكتور إيهاب محمد من القاهرة.
مشكلة خوف الطفل
- خوف الطفل من الصوت العالي
- أسباب خوف الطفل من الصوت العالي
- طرق لعلاج خوف الطفل من الصوت العالي
خوف الطفل من الصوت العالي
أوضح دكتور إيهاب، أن الصوت العالي يؤثرعلى الرضيع والأطفال بجميع فئاتهم، إذ أن الصوت العالي يسبب التوتر والإجهاد الصوتي وصعوبة في النوم، كما أنه يؤثر على سلوكهم خلال تطور نموهم، ويُسبب أذية سمعية لديهم، ويمكن أن يؤثرعلى الصحة العقلية للرضيع على وجه الخصوص.
وذلك بخلاف أن الصوت العالي يرفع مستويات الكورتيزول في جسم الأطفال وما ينجم عنه من سلوكيات غير طبيعية مثل الخوف الزائد والتوتر المستمر، كما أن تعرض الطفل للأصوات العالية بصفة مستمرة وحتى لو قبل الولادة، قد يؤثرعلى وزنه وحاسة السمع، إذ وجدت إحدى الدراسات انخفاضاً في وزن الولادة لمواليد الأمهات اللواتي تعرضن للضجيج بشكل متواتر خلال فترة الحمل، وكذلك نقصاً في تطور السمع لديهم.
من ناحية أخرى، سنجد أن تعبير الطفل عن خوفه من الصوت العالي مرتبط بأمور متشابكة مع بعضها البعض، فبعضها عضوي وجسدي، والبعض الآخري نفسي ومعنوي، لذا لن يمكن تحديدها من دون فحص الطفل وعرضه أولاً على الطبيب المختص سواء طبيب الأطفال أوإذا احتاج الأمر لعرضه على الطبيب النفسي.
أسباب خوف الطفل من الصوت العالي
أشار دكتور إيهاب، إلى أن أشهر اسباب خوف الطفل من الصوت العالي بصفة عامة، تنحصر في التالي:
- الخوف الطبيعي، إذ أن الأطفال حديث الولادة قد يظهرون ردود فعل عند التعرض تدل عن الخوف عند تعرضهم للاصوات المرتفعة، ولكنها غالباً ما تكون أمر طبيعياً ومؤقتاً يتلاشى من نفسه خلال فترة لا تزيد عن ستة أشهر.
- رهاب الأصوات العالية، إذا استمر خوق الطفل من الصوت العالي أكثر من ستة أشهر، وظهرت أعراض جسدية مثل " تسارع ضربات القلب، اضطراب النفس مع التعرق الغزير، الرعشة والقلق الشديد، عجز الطفل على التركيز في الأماكن شديدة الضوضاء، فقد يكون ذلك دليلاً على إصابة الطفل بفوبيا الأصوات العالية، وأحيانًا يكون هذا الأمر وراثيًا، يرثه الطفل من أحد الابوين، لذا ينصح بعرضه على طبيب نفسي متخصص لتحديد العلاج الملائم له.
- حساسية الضوضاء، وهذه مشكلة فسيولوجية لدى الطفل مختلفة عن رهاب الاصوات العالية، إذ يسمع الطفل اصوات مرتفعة عن حقيقتها، ما يجعله يشعر بإزعاج شديدي تجاه الأصوات العالية، وهناك أسباب عديدة وراء هذا الأمر مثل " الإصابات الدماغية، مرض لايم، مرض التوحد واضطراب ما بعد الصدمة.
- متلازمة " الميزوفوبيا"، وهي اضطراب عصبي يكون فيه الطفل لديه ردة فعل سلبية تجاه بعض الاصوات المنتقاه وليس الاصوات العالية أو المرتفعة.
طرق لعلاج خوف الطفل من الصوت العالي
أكدت دكتور إيهاب أن خوف الطفل من الصوت العالي له أسباب وأعراض عدة قد تختلف من طفل لآخر، ما يتطلب مراجعة الأم الطبيب المختص، لعلاج هذه المشكلة في سن مبكر وخلال مراحل نمو الطفل المتقدمة وخصوصاً قبل دخول المدرسة.
أما التغلب على مشكلة خوف الطفل من الصوت العالي بصفة عامة ولحين معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك، فعليك عزيزتي الأم التعامل مع طفلك بطريقة صحيحة حتى يتجاوز هذه المشكلة بسلام، وذلك من خلال الإرشادات التالية:
- قللي من تعرض طفلك لمثيرات الخوف لديه.
- احرصي على أن ينام طفلك في غرفة هادئة.
- اغلقي نوافذ المنزل جيداً إذا كنتم في مكان قريب من الشارع.
- اخفضي صوت التلفاز.
- تجنبي الصراخ والحديث بصوت مرتفع داخل المنزل.
- أخبري طفلك أنه لا مشكلة أن يشع بالخوف من الصوت العالي واحتضنيه باستمرار كي يشعر بالإطمئنان.
- شجعي طفلك على التعبير عن مشاعره بكلمات واضحة " إذا كان يستطيع الكلام"، كأن يقول أشعر بالخوف، أو القلق، أو الإنزعاج.
- لا تستغربي من تصرفاته عندما ينزعج من الأصوات العالية.
- أخبري مسؤولة الروضة عن مشكلة خوف طفلك من الأصوات العالية، كي تتفهم الموقف أثناء تعاملها معه، ولتجنب سخرية الأطفال الآخرين منه.
وأخيراً، أعراض وأسباب خوف الطفل من الصوت العالي قد تكون نابعة من تربيتك الصارمة وسلوكياتك غير السوية، لذا احرصي على التعامل مع طفلك بأسلوب حواري وهادف منذ الصغر، ولا تخجلي من طلب مساعدة الطبيب النفسي للتغلب على مشكلة خوف طفلك من الصوت العالي في أسرع وقت.