علمي طفلكِ احترام ممتلكاته و ممتلكات الاخرين
على الاهل ان يعلموا اطفالهم القيم و العادات الجيدة، و الاهتمام بذلك قدر الامكان، لان نشوء الطفل في جو يتسم بالاخلاق و القيم الحميدة يؤدي الى تبني الطفل لهذه المعايير، و من ذلك تعليم الاطفال حقوق الملكية لانفسهم و للاخرين، و حثهم على المحافظة على ممتلكاتهم و ممتلكات الاخرين.
حب التملك عند الطفل
ان حب التملك موجود عند الاطفال، و هم بطبيعتهم غير مبالين في تصرفاتهم و لا يهتمون في التفاصيل، و من الطبيعي ان ياخذ الطفل الصغير الشيء الذي يشد انتباهه، كسلوك فطري ليس له اي عمق اخر، و ينبغي الا يؤخذ هذا السلوك على انه سرقة حتى يكبر الطفل الصغير، و حتى يفهم ان اخذ شيء ما مملوك للغير امر خطا.. و من هنا ياتي دور الوالدين و الام تحديدا في توجيه الطفل و ارشاده الى عدم اخذ اغراض الاخرين، و تعليمه كيفية احترام ممتلكاته و ممتلكات الاخرين.
الام و تعليم الطفل احترام ممتلكاته و ممتلكات الاخرين
يقع على عاتق الام اساسيات تعليم الطفل احترام ممتلكاته و ممتلكات الاخرين، و يفيدها في ذلك النقاط التالية:
- يجب ان يكون الوالدين قدوة امام اطفالهما، حيث ان الطفل يولد و هو يتمتع بنفس طاهرة و نقية لا تعرف اي شيء عن الكذب و السرقة، بينما هاتان الصفتان مكتسبتان من البيئة المحيطة بالطفل، فاذا اتسم سلوك احد الوالدين بهاتين الصفتين فلا بد ان يتأثر الطفل بهذا السلوك، و قد يكون احضار احد الوالدين اي ادوات مكتبية او اقلام او اي شيء يخص المكتب او العمل هو السبب الرئيسي وراء اتجاه الطفل لاخذ ممتلكات الغير.
الى اي مدى تؤثر انماط التربية على سلوك الابناء
- من المهم مراقبة الطفل خصوصا في الايام الاولى من الدراسة، حيث يقوم العديد من الطلبة باخذ قرطاسية او بعض الاشياء التي يملكها غيرهم ليس بقصد السرقة، و انما يعتقدون بهذا التصرف انهم سعيدون لانهم يمتلكون اكثر من قلم او ممحاة او مبراة، خصوصا و انه غالبا ما تكون هذه الادوات ملقاة على الارض او ينساها الطالب على مقعده، و يعود ذلك بشكل اساسي الى جهلهم بكيفية احترام ملكية الاخرين، بينما تزداد خطورة هذا الامر عندما يكبر الطفل على ممارسة هذ السلوك، معتقدا ان ما يقوم به امر عادي و بسيط بدون ان يجد من يوعيه و يرشده الى خطا او صحة سلوكه هذا.
- يجب على الام تنمية فكرة الطفل عن حقوق الملكية، و ان تعلم ان من حقوق الطفل ان توفر له ما يشبع دوافعه النفسية و الاستكشافية بعيدا عن ممتلكات الغير، و ان تشبع رغبة التملك لديه، و عليها ان تبدا بذلك من المنزل، فمثلا لا بد من تخصيص ادوات خاصة بالطفل وحده ليتناول بها الطعام.
- الاهتمام بتكوين الاتجاهات السلوكية نحو الصدق و الامانة بالنسبة للطفل، لعدم حدوث اعتداءات من الطفل على ملكية الاخرين، خصوصا اذا كان بالمنزل اخوة متقاربين في السن، حيث لابد من حدوث المنازعات على ملكية الاشياء رغم تخصيص الاهل لاشياء معينة لكل طفل فيهم، و هذا امر طبيعي يجب ان تقابله الام بالمرونة الى ان يتعلم كل طفل اساليب الاخذ و العطاء و التعاون.
- ان قيام الاطفال باخذ ممتلكات غيرهم لاسيما في المراحل المبكرة من المدرسة ربما يكون انطلاقا من حبهم للشيء الذي يمتلكه زميله، فربما يعجبه شكل القلم او تجليدة الكتاب، و ربما تكون تعبيرا عن الكراهية او نوعا من الاستفزاز و لا تحمل اكثر من ذلك، و مهما اختلفت الدوافع يجب ان توضح الام للطفل بصورة بسيطة ان ما يقوم به خاطئ و انه يجب اعادته الى صاحبه بكل هدوء و بعيدا عن اشعار الطفل ان هناك امرا غير طبيعي.
اخطاء ترتكبها الام تسبب كره طفلها للمدرسة
- يجب تدريب الطفل على ممارسة خصوصياته و احترام خصوصيات الاخرين و ملكياتهم بطريقة يسودها التفاهم و الاقناع، الى جانب ضرورة احترام ملكية الطفل، ثم تعويده على احترام ملكية الاخرين، و ذلك من خلال تعويد الطفل على ان يكون له ادواته الخاصة و عدم التعرض لادوات زملائه.
- لا شك ان التربية الاسرية الخاطئة التي لم تعود الطفل على احترام ملكية الاخرين او التي غرست فيه الانانية الزائدة ستدفعه الى ان يستحوذ على كل شيء حتى و لو كانت ملكا لغيره، و كذلك لقسوة الوالدين على اطفالهم دورا في قيام البعض باخذ اغراض زملائهم، و ايضا حرمان الطفل من الحب و الحنان قد يجعله يلجا الى السرقة للحصول على بديل مادي عن الحب و الحنان المفقودين لديه.