قصة و تاريخ اللون الوردي للبنت و الأزرق للولد
قصة و تاريخ اللون الوردي للبنت و الأزرق للولد لها جذور تصل إلى القرن التاسع عشر في أوربا ، و قد انتشرت بالتدريج حول العالم لتجهيزات الأطفال المواليد و تصنيفات ملابسهم و غرفهم و ديكورات الإحتفالات بقدومهم إلى عالمنا هذا ، فبعد أن كان الطفل يجهز ، سواء كان ولدا أو بنتا بالملابس و الحضائن البيضاء، لما توفرها من سهولة بالإستخدام و التعقيم ، صارت مظاهر موضة الألوان الزاهية للأطفال بحسب جنسهم .
نظرية الوردي للبنات و الأزرق للأولاد
بدأت هذه الظاهرة إجتماعيا عام 1800 ، ومن قبلها كان الأطفال يرتدون الفساتين البيضاء سواء كان للأولاد أو البنات ، وبحسب موقع Smithsonian.com ، أن التحول نحو الوردي و الأزرق حدث تدريجيا ، و قبلها كان الأبيض هو الأسهل لغرض تغيير الحفاضات و الملابس الداخلية بسهولة و غسلها و تعقيمها و التخلص من البقع ، حتى بدأ بإنتاج الألوان الباستيل في بدايات القرن العشرين في الغرب ، وهذا بحسب كتاب " الوردي و الأزرق: يميز الفتاة عن الأولاد في أمريكا "Pink and Blue: Telling the Girls From the Boys in America للكاتب البروفيسور Jo B. Paoletti من جامعة ميريلاند للتاريخ في أمريكا . ففي العام 1927 ، بدأت المصانع بتحديث موديلات ملابس الأطفال بتحديد اللون الوردي للبنات و الأزرق للأولاد كنوع من التطور بالميل إلى التنوع بالموضة و الحياة المترفة لدى المجتمع و تشجيعا على زيادة الإستهلاك و التشيع على التسوق بطرق مختلفة للأم ، لتكون حاجيات الطفل من يوم مولده سواء كانت بالملابس او الألعاب أو الأثاث او التجهيزات الخاصة بالطفل بشكل عام مصنفة بحسب وليدها الجديد .
هل يميز الطفل بين هذين اللونين؟
بحسب دراسة أجريت في بريطانيا عام 2011 ، فإن الطفل من عمر سنة إلى سنتين لا يبدي أي ميلان لإختيار اللون المفضل لديه، وهذا بحسب الدراسة التي عرضت أشياء للأطفال مثل المكعبات و الأساور و الصور من الجنسين بلونين مختلفين فأبدى الجنسين رغبتهما بإختيار اللون الوردي على حساب الألوان الأخرى ، لكن من بعد عمر السنتين ، بدأت البنات بإختيار اللون الوردي ، وبعمر الرابعة للأولاد اظهروا رفضهم تماما للون الوردي ، وهذا هو العمر الذي يبدأ به الأطفال إدراكهم لجنسهم و استكشافهم للمحيط و تفرقة ما يناسب الصبيان و يفرقهم عن الفتيات . لكن مع إحاطة الأطفال بهذه الالوان منذ الصغر يتكون لديهم تفضيل لما الفوه من الوان .
بالماضي كانت الألوان معكوسة
في بداية القرن العشرين بدا أن يكون اللون الوردي أكثر قبولا على الأولاد ، و ذلك بسبب كونه لونا قويا و أكثر ملاءمة للأولاد ، بينما الأزرق كان لونا راكزا و رقيقا أكثر تفضيلا للبنات في المجتمعات المحافظة . حتى أنه نشرت مجلة Time الأمريكية بالعام 1972 تقريرا بجدول دراسة على محلات بيع الملابس للأطفال في مجموعة من الولايات الأمريكية ، ومنها نيويورك ، تفضي إلى أن الأباء كانوا يفضلون اللون الوردي لأولادهم ، و السبب ببساطة أنهم لا يرغبون بتبديل خزائن أولادهم بألوان متغيرة مع الأطفال الجدد ، و الاعتماد على اللون الأكثر تفضيلا وهو الوردي . و بحسب وكالة BBC فإن دراسة أجريت على خمسة ملايين كتاب طبعت باللغة الإنجليزية بين بريطانيا و أمريكا بين الاعوام 1800- 2000، أنه لم يكن هنالك تنويه أو تشديد للونين الوردي و الأزرق ، لكن كانت هنالك إشارات متزايدة إلى ان اللون الوردي للبنات منذ العام 1890 فصاعدا.
هل يفضل الناس الوردي أم الازرق ؟
قررت شركات إنتاج الملابس و التجهيزات الأمريكية مع العام 1940 بتحديد الصناعة للأطفال بأن يكون الأزرق للأولاد و الوردي للبنات ، ذلك على الرغم من أن الدراسات بينت أن اللون الأزرق ببساطة هو الأكثر تفضيلا للناس الكبار في اغلب المراحل العمرية ، مقارنة باللون الوردي، وهذا يختلف من ثقافة إلى أخرى ، ومن شعب إلى آخر بحسب مستوى التعليم و الذائقة الجمالية ، و يحتاج الأمر إلى تجميع الكثير من الدراسات و الإحصائيات التي تحدد بالضبط ما هو التفضيل النفسي و الجمالي لكل إنسان .
للمزيد:
لماذا يتغير لون عيون المولود ؟
للأم .. حقائق عن مولودك الجديد يجب أن تعرفيها
للأم .. إحذري تحميم المولود بعد الولادة مباشرة!