طرق لمساعدة طفلك على تكوين صداقات
تعد طرق مساعدة الطفل على تكوين صداقات من الأمور المعقدة للآباء ، فبين التدخل المباشر أو المراقبة عن بعد ، يحرص الآباء على أن يكوّن اطفالهم علاقات صداقة سليمة مع أقرانهم لغرض إكتمال حياتهم الإجتماعية بشكل صحي ، مما يمنحهم شخصية قوية و تفاعلا إيجابيا مع المحيطين بهم .
ولعل الأطفال يمرون بلا شك في فترات جميلة و جيدة في علاقاتهم مع أصدقائهم ، كما تصاب هذه العلاقات بالأوقات الزعل و الخسارة و عدم التوافق ، و هنا يأتي دور الأباء الذي قد يكون إيجابيا لتحقيق صداقات ممتازة أو أنه يزيد الأمر سوءًا. و لتحفيز طفلك و مساعدته على تكوين صداقات جديدة و مفيدة ، إليك بهذه النصائح المعتمدة من قبل مختصين في علم التربية للطفل ، مثل الدكتورة ماري دوبنز ، الدكتورة الأستاذة في جامعة إلينوي الطبية المختصة بالعلوم النفسية .
تعليم الطفل مهارات الصداقة
يمتلك الأطفال بالفطرة مهارات تكوين الصداقات و الإستمتاع بالتخاطب و اللعب مع بعض من دون الحاجة إلى إشراف من الكبار ، مع ذلك فإن مراقبة طفلك لك و أنت تكونين صداقات جديدة يكون هو الدرس الأول له ليقوم بذلك بدوره ، خصوصاً و أن الآباء هم القدوة للأبناء بشكل عام ، و هذه طبيعة العلاقة بين الأهل و الأطفال ، كما تخبرنا الدكتورة النفسية سوزان نيومان ، كأن تعلمي طفلك مبادرة التعاطف بزيارة الصديق او الجار المريض مع هدية بسيطة ، فالتجربة البسيطة في البيت تنعكس على تصرف الطفل بالخارج .
رتبي للقاءات اللعب بين أطفالك و أصحاب جيدين
إعملي على تنظيم مواعيد للقاء و اللعب بين أطفالك و صديق أو إثنين تجدينهم مناسبين لهم من حيث العمر و الثقافة و الطاقة الإيجابية ، و يمكن أن يكون اللقاء داخل المنزل أو خارجه بحسب ما يناسبك و يناسب عائلة الأطفالة ، و أسألي طفلك إن كان يستمتع بوقته مع صديق معين في المدرسة لتمتد صداقتهما خارجها ، و يمكن طلب المساعدة من معلم الطفل لتسهيل التعارف بينك و بين أهل الطفل الصديق .
تعرفي على طبيعة طفلك الإجتماعية
هنالك فرق بين أن تحفزي طفلك على تكوين صداقات و بين أن تجبريها عليه ، فليس بالضرورة أن يحب الطفل الإختلاط مع الآخرين بجميع الأوقات ، و هنا عليك أيضا أن تعلمي إن كان يهتم باللعب مع مجاميع ، فهذا امر رائع ، و إن كان يصاب بالتوتر منها و عدم الإنسجام ، فيفضل أن ينفرد بصديق او صديقين كحد أقصى ليقضي وقتا ممتعا معهم .
علمي طفلك على كيفية تجاوز مشكلات الصداقات
من الطبيعي أن يحصل سوء تفاهم في علاقات الصداقة ، لذا فأعملي على تعليم طفلك كيفية تجاوز المشكلات و السيطرة على مشاعره بين الفرح الشديد و الغضب و الزعل الشديد من وقت لآخر أثناء علاقته مع أصدقاءه . فبحسب دراسة أجريت على أطفال بعمر بين 9 – 11 عاما، شملت 267 طفلاً في أمريكا ، فإن معضم الأطفال يتقبلون فكرة أن يكون شريك اللعب حزينا أن غاضبا أو سعيدا و يتجاوبون مع هذه الحالات ، أما باقي الأطفال فكانوا ينهون الصداقات من بعد عدة مواقف. لذا عليك إفهامه أن على الطفل العمل على ديمومة العلاقة الطيبة بينه و بين صديقه ، و إن الصداقة آخذ و عطاء . كأن تخبرينه بعد أن يحدث خلاف بينهما : " لماذا لا تمهل صديقك يوماً أو إثنين ، قبل أن تعودا إلى صداقتكما المعهودة؟"
إسمحي لطفلك بإختيار أصدقائه
إن الصداقة تفتح على طفلك أبوابا من المعرفة و الإختلاط مع أشخاص من ثقافات مختلفة و أعراق مختلفة ، وهذا سيكون للطفل عالمه الخاص ، و الحصول على فرص جديدة بالتعلم . و لكن إن شعرت بأن هذا الصديق يشكل خطرا على طفلك أحرصي على التدخل ، و أن تشعري طفلك بأنك متواجدة في كل الحالات للمساعدة أو لتجنب المشاكل .
أحرصي على توفير البيئة المناسبة لللعب
لضمان نجاح علاقة أطفالك مع اصدقائهم أثناء لقاءاتهم ، أحرصي على تجهيز بعض الألعاب و الأنشطة التي تستهويهم و تضعهم في أجواء ممتعة و مفيدة و مريحة بذات الوقت ، مثلاً أن يختار أطفالك النشاطات الرياضية التي يودون مشاركتها مع أصدقائهم أو أن يتشاركو بألعاب معينة من دون إثارة الحساسيات بينهم ، مع الحرص على سؤال الطفل إن كان يقبل أن يتشارك ألعابه مع أصدقائه ، كما يفضل أن لا تطول فترة اللقاء و اللعب أكثر من ساعتين كل مرة كي لا يشعروا بالملل و التعب ، و لكي يتحمسوا للقاءات الأخرى .
إقتدي بتجارب الآخرين للتعرف على أسس تربوية
أحرصي على الإطلاع على تجارب الأخرين مع أطفالهم ، (بالطبع الجيدة منها) ، و أعملي بمثلها ، كما أن هنالك الكثير من الكتب مثل كتاب مشاكل الطفولة و علاجها و الفيديوهات التربوية التي تعرف الآباء على طبيعة أطفالهم النفسية بحسب أعمارهم و الطرق المثلى لجعلهم ناجحين في مجتمعاتهم .
5 نصائح تربوية لتغيير السلوك السلبي عند الأطفال