قصص الأطفال ضرورة هكذا تدخلينها إلى عالم طفلك
قصص الأطفال تقدم عالم واسع من المعرفة و التجارب الحياتية للطفل و قد ترسم له مستقبله و تشكل له شخصيته المبنية على المعرفة و الثقافة و تذوق الجمال ، لابد من زرع اسلوب القراءة بشكل يومي و مستمر في حياة الطفل ، حيث يصبح من روتينه الحياتي ، لكن هذا الأمر يحتاج لجهد يبدأ مع الطفل منذ مراحل حياته الأولى ! و في حوار مع الرسامة و المتخصصة بأدب الطفل والحائزة على جوائز عالمية بهذا المجال و صاحبة مبادرة " دفتري و القراءة" السنوي ، و موقع ، الرسامة إنطلاق محمد علي ، نتعرف أكثر على السبل لتحقيق هذا الجانب الأساسي بتربية الطفل .
كيف نشجع الأباء على تعويد اطفالهم على قراءة القصص؟
بالنسبة لي اعتقد انهم لو يقرأون له وهو جنين سيولد يحب القراءة ، حيث يستجيب لقراءة الأم و يتفاعل معها بحسب ما كشفت الدراسات الحديثة وبالامكان اي وقت يختاره الاهل ويكون قدر الامكان ثابة على انه وقت القصة اي مثلا صباحا ظهرا مساءا وقت قراءة القصة سيتعود الاطفال وينتظرونه بشوق ويتعلقوا بالكتب والقراءة وقد يبحثوا لوالديهم عن قصص يقرأونها لهم . ووجود مكتبة في غرفة الاطفال مهما كانت صغيرة حتى لو كانت صندوق سيكون لها الاثر .
ما هي القصص التي تهم الفئاة العمرية للأطفال كل بحسب عمره؟
لا املك دراسة بهذا الخصوص ولكني اميل الى ان يقرأ الطفل كل شيء ويطلع على كل شيء اي ان يتم اختيار كتب مختلفة فتكون مجموعة موسوعية متنوعة شاملة ، مثلا كتب أطفال بطابع القصة و القصيدة و الطبيعة وعلوم فضاء وهكذا ، كل شيء الطفل يحتاج ان يتعرف عليه وليس فقط القصص ، في دولنا العربية في نقص في موضوع كتب العلوم والشعر و الغالب عليها القصص وهي قصص اغلبها عامة في العادة الا ما قبل منها يحتاج الطفل للتنوع ليبني معرفته وشخصيته وقد تكون سببا لتحديد مساره في الحياة لاحقاً .
كيف يؤثر الرسم على تعلق الطفل بالقصة؟
الرسم فطرة الطفل و طريقة في التعبير عن دواخله ولا يوجد طفل لا يرسم فهو فنان بالفطرة و أصبح الباحثين يعرفون الكثير عن الطفل من خلال رسمه ، لذا يعد أمراً مهما جداً. و لعل من أجمل الافكار دعوة الطفل لرسم قصة قرأت له ، ليعبر عن دواخله وعن مدى تاثره بها و ما اعجبه و ما لم يرضيه . الرسم بالنسبة للطفل حياة ، وان ابتعد عنه فبالتأكيد بسبب تأثير الكبار ، وابتعاده عن الرسم فيه خطر عليه .
ما هي طبيعة الورش التي تنفع تطوير قراءة الطفل في العالم العربي؟ وما هي المبادرات التي قدمتها لدعم إهتمام الأهل بتعليم أطفالهم التعلق بالقراءة ؟
في الغالب أقدم ورش تكون للتعريف بثقافة الطفل عموماً ، وما يحتاجه المعني في هذا المجال ، و في الغالب تكون موجه للرسام بحكم الاختصاص كوني رسامة و أعمل في هذا المجال منذ 33 عاماً ، و في كل مرحلة اذكر المشاركين بالطفل الذي في داخلهم و بطفولتهم حتى لا يتعاملوا مع الطفل من خلال هذا الإحساس الصادق ، بكل براءته و فطرته الأولى .
ودائما ما الفت الإنتباه الى ضرورة ان يكون المعني بثقافة الاطفال واعي و مثقف في مجاله و متواصل مع العالم و مع كل جديد ، فلا يكون بينه وبين العالم فواصل وفجوات ، وان يستفيد من تجارب الاخرين الناجحة . و بالحديث عن المبادرات و المساهمات التي شاركت بها لتشجيع القراءة و الرسم و التفاعل بين الطفل و الكتاب ، الحمد الله هي كثير واهمها كانت مبادرة (2016 دفتري والقراءة ) ، وهي مبادرة و مسابقة للأهل و أبنائهم من عمر الجنين غلى عمر 16 سنة ، و هي تدعو الطفل لتكوين دفتر لقراءاته اليومية ، يسجل فيها يوميا ملخص عما قرأه بالرسم و الفكرة و المحتوى ، يشرح بها إنطباعاته عن الشخصيات و الأفكار ، و بالنسبة للاطفال الصغار أو حتى الأجنة ، تعمل الأم على مليء أفكار الطفل بنفسها في دفتره ، و بالنتيجة يشارك الأطفال بدفاترهم للفوز بعدة جوائز أغلبها كتب للأطفال. والتي سيعلن عن الفائزين بها خلال هذا الشهر . كما أنني أحرص على تنمية الثقافة البصرية بالأفكار الفنية من خلال صفحة illustration culture والتي يتابعها 33 الف مهتم بعالم كتب الأطفال وأدب الطفل .
هذا بالإضافة إلى ورشات الرسم للأطفال بصيغة تطلق مهاراته و خيالاته الفطرية ، لا تعليمه الرسم بصورة تلقينية ، مما يمسح شخصية الطفل و يضر به . و أقدم من خلال الورشات تقنيات الرسم مثل الرسم المائي و الرسم بالأقلام الخشبية و الطباعة و الكولاج و الطين الصناعي ، حيث يستكشف الطفل من خلالها أفكاره من خلال متعة الرسم ، و الهدف هو تحفيز جانب الخيال لدى الطفل ، فالاطفال في زماننا العالم جفف خيالهم وجمدهم بسبب جفاف العلاقات العائلية وترك الطفل وحيدا اغلب الوقت مع الاجهزة الاكترونية والتلفزيون وكلاهما يحتوي على برامج تجارية مخيفة ، لذلك احاول في الورش ان يستعيدونه.
مكتبة الأطفال المنزلية.. هكذا تعدين لها