كيفية السيطرة على عقدة التقصير عند الأم
تعالي معاً نتعلم كيف نقلل من شعور التقصير الذي يصيبنا كآباء و أمهات بشكل عام ، فلا يعد هذا الشعور غريباً على الأمهات قبل قدوم المخلوقات الصغيرة إلى العالم ، و كأنها غريزة تصاحب غريزة الأمومة ، فتبدأ مخاوفك بأن لا تتمي واجبك بالشكل الصحيح للإعتناء بهم ، أو أن يواجهوا صعوبات مع الحياة من الناحية الصحية و التربوية و النفسية ، فإن كنت من الأمهات اللواتي يلمن أنفسهن كثيرا ، خذي نفساً عميقاً ، و امنحي نفسك بعض السلام النفسي ، و اصغي إلى هذه النصائح المفيدة من الفريق التربوي لموقع "تعليم العائلة" Family Education.
أسلوب الحياة بالعصر الحديث تفرض الشعور بالتقصير
تعاني أمهات العصر الحديث بشكل عام من التوتر العصبي بسبب طول ساعات العامل ، سواء خارج البيت او داخله ، لذا تصاب الأم بشعور بالتقصير بالعناية بأطفالهن من الناحية الجسمانية و العاطفية ، فإن كنت ممن يفضلن تقليل فترة النوم ، فإن النتيجة تأتي عكسية ، فمع كل هذا الوقت المبذول على تحمل المسؤوليات في العمل و البيت ، يأتي الشعور بالذنب ليصيب الأم بعدم الراحة و التوتر . فإن كنت تعملين اقل ، تشعرين بالذنب لأنك لا توفرين المال الكاف الضروري لعائلتك ، و إن عملت أكثر فإن هذا يؤثر على فترة بقائك مع أطفالك.. وهكذا.
لذا، إن كنت تعانين من هذا الشعور مثل الكثير من الأمهات و كذلك الآباء ، و التي تسمى "عقدة الشعور بالإنشغال"، فهي بالتالي عقدة غير مجدية ، لأن عليك إيجاد اسلوب الحياة الذي يوازن بين الإثنين ، و ربما لن يكون هنالك حل سهل لهذه المسألة ، لكن أعلمي بأنك تقومين بالأفضل من أجل أطفالك و عائلتك .
متى يعمل الشعور بالتقصير على تدمير الذات ؟
إن مشاعر التقصير إنما هي مشاعر سلبية ، مثلها مثل الحسد ، الكره ، و غيرها ، فمتى ما تسللت إلى نفسك ، فإنها تتغلغل فيها و تصبح لها جذور عميقة في نفسك . و حينها لن يكون من السهل التخلص من هذا الشعور ، لأنه بالتالي لن يتركك .
بعض الآباء يلومون أنفسهم على أي شيء سيء يحدث لأطفالهم ، قد يصل الحل إلى درجة المبالغة ، مثلا إن أحتاج أطفالهم إلى جهاز تقويم الأسنان ، يلومون أنفسهم لأنهم أورثوهم جينات الأسنان غير المستوية ، و الأمر يكون أعقد مع آباء الأطفال ذوي الإحتياجات الخاصة . ربما يلومون أنفسهم لأنهم ليسوا أغنياء كفاية ليضعوهم في أفضل المدارس او يمنحوهم دورات في كافة المهارات و الهوايات ، يلومون أنفسهم لأنهم ليسوا آباء مثاليين بالدرجة الكافية !
دعونا هنا نعرف الأبوة المثالية ، أو كيف يريد الآباء المصابين بعقدة التقصير أن يكونوا؟ فعلى أي حال من الأحوال ، يعمل شعور التقصير على الضغط على الوالدين مما يولد لديهم شعور مضاد للسعادة ، و بالتالي ، فاقد الشيء لا يعطيه لأطفاله . لذا ينصح بأن تغلقي عينيك ، و تتصوري نفسك كأم أو أب ، الآن ، هل تشعرين بالتقصير لأنك لست أماً أو أباً كاملاً و مثالياً ؟
أتركي التقصير و عيشي الحياة!
لا يمكن ربط الشعور بالتقصير لدى الآباء بموضوع أو فعل معينين ، إنه مجرد ذلك الشعور المزعج الذي يحول أي فعل إلى أنه ناقصاً أو فيه بعض الخطأ ، أو أنك لست جديرة بإجادة هذه المسؤولية بشكل ما . لذا ، يجب أن تتركي هذا الشعور بأن تمنحي نفسك فرصة أو إستراحة من هذا الشعور البغيض ، و عيشي الحياة ، و لمساعدتك على تنظيم حياتك مع وظيفة شاقة جداً، ألا و هي الأمومة ، هنالك مجموعة من التطبيقات التي تساعدك على تجاوز هذه الأزمة بنجاح ، و منها Nearest Mom، و هو تطبيق يتيح النصائح بين مجموعة من الأمهات ، كما أحرصي على التعرف على طبيبة أطفال تكون صديقتك لإستشارتها هاتفيا في الحالات الطارئة لأطفالك ، و بذلك توفرين وقت زيارة الطبيب مع كل وعكة صحية لاطفالك .
أهدئي! لا تجعلي من نفسك ضحية!
حسناً، إن كنت ما تزالين تشعرين بهذا الظلام في حياتك ، أعلمي أن شعورك هذا يؤدي بك إلى شعورك بأنك الضحية ، و بذلك يقل إحترامك لنفسك ، من قبل نفسك ، و بالتالي من قبل أطفالكِ ، و من ثم العالم من حولك . تذكري بان الأطفال يأخذون معضم تجاربهم الأولى عن طريقك ، هل تودين بعد عمر طويل أن يقبل أطفالك و أحفادك الإنتقاص من مكانتك في حياتهم ؟ ربما بعد 60 عاماً من الآن سيكون الأمر عادي، ذلك لأنك أعتدت على التضحية و الشعور بالنقص ، فإن المزيد منه لن يؤذي مشاعرهم!
أشعري بالتقصير من شعورك بالتقصير!
الشعور بالتقصير أو الذنب هو عادة يمكن التخلي عنها ، فلا تشعري بالذنب لأنك مقصرة ، فقط لا تشعري بالتقصير! فالزمن يمضي ، و لا يمكن إستعادة الذي فات .. فقط ركزي على القادم و اعملي على إجادته مع الوقت بنفس مرتاحة .
كيف التعامل مع مشكلة تعلق الطفل بالخادمة؟