مشكلة الشجار بين الاخوة وكيفية حلها
يمام سامي
مشكلة الشجار بين الاخوة وكيفية حلها ، مشكلة يواجها معضم الآباء بلا استثناء مع اطفالهم في كل مكان ، و هي مشكلة تؤرق الأمهات و تدفعهن إلى التوتر و الجنون احياناً بسبب الجدالات و العراكات التي تنشب بين أبنائهم بمختلف الأعمار ، لذا تلجأ احياناً إلى فصلهم و يعودوا هم ليتوسلوا لها لليعودوا للعب معاً ثانية بسبب رغبتهم بالمشاركة و الرفقة و إن كانوا اعداءً قبل قليل .
هذه المشكلات لها حلول تربوية و أمور يمكن مراعاتها لتجنب الصراعات بين الأطفال على الأشياء التافهة و كذلك للصراعات بين الأطفال الكبار على المسائل و الإختلافات الطبيعية بينهم ، ومنها ما يمكن اتباعه عبر بعض النقاط التي نبه ليها الموقع التربوي المتخصص .Aha Parenting لمنع الشجار بين الأطفال :
- لا تقارني طفلك مع أخيه أو مع أي طفل آخر .
- اعملي على تخصيص الإنتباه و الإهتمام لكل طفل على حدى ليشعر بالحب الذي يعزز ثقته بنفسه و بذلك ستقل رغبته بالعراك و الشجار مع غيره ، فمع التجربة أثبت أن الآباء الذين يقضون " وقتاً مميزاً و مجدياً " مع أطفالهم ، ينشأ أطفالهم ذوي شخصيات أكثر توازناً مع بعضهم و مع الآخرين .
- تدخلي لتحلي المشكلة قبل ان تبدأ ، حيث يميل الأطفال إلى النزاع و الشجار عند شعورهم بالملل أو الضجر ، لذا تدخلي قبل أن ينشب الخلاف بينهم .
- احرصي على أن ينال كل طفل وقته الخاص و مكانه الخاص ، لا أن يتشاركوا دائماً بجميع الإهتمامات و الأشياء و الألعاب معاً . فإن كان الأطفال يسكنون غرفة واحدة ، احرصي على أن يكون لكل طفل مكانه الخاص بأن ترتبي غرفته بطريقة تحفظ له بعض الخصوصية ليلتجأ لها حين يود أن يكون وحيداً يمارس هواياته أو إهتماماته الفردية بدون تدخل أو ازعاج من الآخرين .
- حاولي فصل الأطفال المتعبين أو الجائعين أو الذين يشعرون بالنعاس عن بعضهم ، لأنهم يكونون في هذه الحالات متعكري المزاج و ميالين لدخول جدالات متعبة لهم و لمن حولهم .
- لا تمنحي الطفل الأكبر أهمية و شخصية مضاعفة عن اخوته الأصغر ، و لا تطلبي منه أن يرعى أو يراقب أخيه الأصغر أو اللعب معه ، و إن طلبوا ذلك اشكريهم و قولي لهم بأنها مهمة الآباء ، و مع ذلك بإمكانك الإهتمام بشؤونك و العمل على اهتماماتك.
- دربي أطفالك على المهارات الاساسية بالحوار و حل المشكلات على مبدأ المبادلة بالنقاشات و سماع الآخر ، على مبدأ الفوز بعد كل كلمة أو البكاء بعد الإحباط ، مثلما يقود أحد السيارة والثاني يجلس في المقعد الأمامي ، ثم تبادل الأدوار ، أي بطريقة لعبة أنت تلعب أولاً ثم يأتي دوري للعب .
- ارساء دعائم احترام الآخر في البيت ، فيجب ان لا ينادي أحد الآخر بكلمات جارحة أو صفات ذميمة مطلقة ، مثل : (بخيل ، أناني ، سخيف ، متعجرف ) و غيرها ، لأنها صفات تؤذي و تكرس الشخصية السيئة التي ينعت بها الطفل بدلاً من أن تصلح سلوكه . كما أن الحوار المحترم بين افراد الاسرة يؤدي إلى جو مسالم داخل البيت ، حتى في حالات الغضب و التوتر .
- ساعديهم لتكوين فريق لعب متعاون ، و ليكون مبدأ المكافأة و الإثناء على الطفل المحفز لهم لتشكيل هذا الفريق . لذا احرصي على جميع الفرص التي تجمع بين الطفلين ليتعاونوا على مشروع ما باللعب أو العمل يضعهم يكملون بعضهم ، و حفزي الأطفال على انجاز مشروع واحد لتحصيل مكافأة لكل منهم .
- كوني المثل الجيد لأطفالك بطريقة تعاملك مع الأب ، و هذا هو المثال الاساسي لتكوين عائلة مسالمة ، خالية من النزاعات و الجدالات و الشجار ، و إن اضطرك الأمر لمناقشة شيء مع الزوج بطريقة متوترة ، ليكن هذا بعيداً عن اعين و مسامع الأطفال .
- لا تلجأي ابداً الى العقاب بالعنف و الضرب ، حيث أضهرت البحوث أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف سواء في البيت أو المدرسة يميلون اكثر إلى العدوانية و الغضب و افتعال الشجار بينهم و بين الآخرين ، و يعمدون إلى تكرار سوء تصرفهم أكثر .
- عززي مع اطفالك مشاعر التعاطف مع الآخرين و الشعور بمشاعرهم ، لكن ضعي لهم حدوداً لأفعالهم ، فإن اوقعوا الأذى بالآخرين سيشعرون بذات الشعور إن كانوا مكانهم .
- علمي اطفالك تقنيات السيطرة على النفس ، قد تكون تمرينات صعبة للتنفيس عن الغضب و التوتر بالنسبة للطفل ، لكن جدي له طريقة ما من بين هذه النشاطات ليفرغ بها طاقته السلبية عند شعوره بالغضب ، مثلا أن يكتب شعوره الغاضب في دفتر مذكراته ، أو أن يمارس رياضة الركل و البوكسنغ على مخدة او مخدة مخصصة لهذه الرياضة ، أو أن يحفر حفرة في الحديقة ، أو ان يمارس لعبة كرة القدم ، أو أن يضع سماعات جهاز التسجيل و يرقص مع الموسيقى ، و ضعي هذه الخيارات امامه ليطبقها في حالة شعوره بالغضب على اي شي او اي شخص . هذا بعد أن يعي تماماً أن الضرب و الركل و القرص و الخربشة و غيرها من الأعمال العدائية هي ليست الطريقة المناسبة لمعاملة الناس .
- علقي على مشاعر اطفالك بصورة توضيحية من دون اطلاق احكام عليهم ، هذا سيساعدهم على فهم سبب تصرفاتهم العدائية ، مثل أن تقولي لطفلتك : أوه أنك تشعرين بالإحباط لأنه عملت بجهد على شيء ما ، فلا عجب أنك الآن غاضبة! ، أو مثلا : "كنت اتسائل إن كنت ستشعرين بالغيرة لو أن صديقتك في المدرسة ذهبت مع صديقة اخرى!" لتشرح هي ما تشعر به و تكون فرصة لك لحل مشكلتها . أو أن تقولي لطفلك : " سمعت بأنك كنت غاضباً جداً على صديقك و قد ضربته ، اتسائل كيف يشعر الآن ، هل تأذى ؟ هل المته كلمتك التي نعته به بالغباء؟ " و هكذا .
- افصلي بين الأخوة ليتعاقبوا بعدم الإختلاط و اللعب معاً ، فإن صرخت احدى الاخوات الأخرى بأنني اكرهها ، بعد ان ضربتها ، اعملي على حل الموقف بالتحدث معها على انفراد ، و أن تقولي لها :" إن الكره هو موقف نشعر به مع مشاعر الغضب ، حتى مع الأشخاص الذين نحبهم ، لابد أن اذهب لأختك الآن لاسألها كيف تشعر تجاهك بعد أن ضربتها ، و اتسائل إن كانت تود اللعب معك ثانية من بعد أن خبرتها بأنك تكرهينها!!"
- اعملي حوارات عصف ذهني و طاولة مستديرة مع أطفالك لمناقشتهم و استخلاص حلول لحل مشاكل شجاراتهم و عراكاتهم ، هذا سيساعد الاطفال على التفكير بإيجابية و الخروج بحلول لمشاكل هم اختلقوها و يجبرهم على وضع حلول لها .