الاب المسافر وتأثير ذلك على نفسية الاطفال
الاب المسافر و تأثير ذلك على نفسية الاطفال أمر يستحق المراجعة و التدبر من قبل الأم أولاً ، مع عدم اغفال دور الأب حتى و إن كان بعيداً عنهم ، فمع ظروف الحياة المختلفة ، و سفر الأب سواء كان بشكل طوعي أو إجباري ، على الأهل أن يراعو الحاجة النفسية و الإجتماعية للأطفال بغياب الأب ، و و لتسهيل مهارات الأم التربوية لأطفالها خلال غياب الأب و سفره بعيداً عنهم ، إليها هذه النصائح من الكاتبة كيري بونداركوك ، صاحبة مدونة (boston globe) ، الأم العاملة التي ترعى طفليها بعيداً عن والدهم المسافر ، و التي تهيء الطفل لهذه الحالة الإجتماعية المعقدة ، حرصا على ان لا ينشأ الطفل بنقص عاطفي او بدون رعاية أبوية تغني لديه الحاجة الفطرية لوجود الأب الراعي الأساسي لمثلث الأسرة من ( الطفل ، الأم ، الأب).
الإعلان عن سفر الأب بالوقت المناسب
يعتمد هذا الوقت على عمر الطفل و حالته النفسية لإبلاغه برحلة الوالد و مدتها و طريقة التعامل معها أثناء غيابه ، فتراعا الحالة النفسية للطفل بأن لا يكون بحالة إجهاد أو مرض أو زعل لتقليل كمية التوتر و الزعل الذي عادة ما يطرأ على الطفل و هو يشعر بفقدان والده و ابتعاده عنه و لو لفترة بسيطة . و قد يغيب الوالد طويلاً لذا يجب التشديد على أن الأب لن يكون بيعداً إلى الأبد بل سيكون متوافرا متى ما احتاج له الطفل ، لكن بطريقة مختلفة .
ذكر فوائد سفر الأب
يسافر الآباء لعدة اسباب ، منها العمل أو الدراسة او العلاج أو بسبب إنفصال الآباء أو الإلتحاق بالواجب الوطني و غيرها ، و البعض من هذه الأسباب يكون لأهداف جيدة للعائلة ، لذا من الضروري ذكر الجوانب الإيجابية لهذا السفر للأطفال لتحفيزهم على تقبل الواقع و النظر إلى ما بعد هذه المرحلة ، مع حقيقة عدم تخلي الأب عن طفله مهما ابتعد ، كما أن اعتماد الأطفال على انفسهم يمنحهم قوة شخصية و جرأة للعيش بالمجتمع بغياب الأب .
تجنب اوقات الوداع
تلك الأوقات تصعب علينا نحن الكبار ، مع طيف من المشاعر المختلطة بالشوق و الفقدان و الإبتعاد ، لذا تنصح الكاتبة بأن يشغل الآباء ابنائهم بشيء مسلٍ خلال هذه الأوقات ، مثل إلهائهم بأنواع الرياضة او الرسم أو مشاهدة الكرتون ، مع ضرورة أن يكون الوداع قصيراً و سريعاً لكي لا يترك أثراً سيئاً على نفسيتهم بمرور الزمن ، و أن لا يترك الطفل من دون وداع لابيه قبل سفره ، و تذكيره بأنه سيعود له .
ترك هدايا و تذكارات و فعاليات للطفل قبل السفر
هذه الطريقة تذكر الطفل بأبيه بطريقة لطيفة و جميلة ، مثل ترك هدايا صغيرة للطفل مع والدته تعطيها أياه بعد سفره ، أو ترك قصة تقرأها له قبل النوم ، أو ترك دمية أو لعبة ينشغل بها الطفل إن كان الأطفال بأعمار مبكرة .
التأكيد على بقاء روتين المنزل كما هو
مع سفر الأب قد تختلف الأمور داخل المنزل و تزداد مهام الأم ، لذا من الضروري أن يتم ترتيب ظروف المنزل بدون تغيير دراماتيكي على الطفل لكي لا يشعر بالفرق الكبير في حياته ، مما يزعزع شعوره بالأمان .
استخدام تقنيات الإتصال الحديثة للتواصل
اصبح العالم الحديث محظوظاً أكثر مع ثورة الإتصالات الحالية ، حيث يمكن التواصل مع الأب بأي وقت بالصوت و الصورة لإختصال المسافات و الزمن بكبسة زر . لذا احرصي على توفير هذه الإمكانيات لتواصل الأب مع أطفاله متى ما سمحت له الظروف ، و متى ما احتاج له أطفاله أو اشتاقوا له . مع وضع ضوابط لأوقات الإتصال مع الأطفال بما يوافق ظروف الأب .
كما لا ننسى دور الأم التي تتحمل مسؤولية مضاعفة خلال فترة غياب الأب ، و لذا نذكر بعض النقاط التي ينبغي ان تراعيها بحق نفسهاكما يشير إليها الكاتب توم روتلدج ، مؤلف كتاب " إحتضان الخوف" Embracing Fear، و كتاب "التحلي بالشجاعة لعيش حياتك" Finding the Courage to Live Your Life :
- استغلي الفرص لتهتمي بنفسك و إن كان الأمر صعباً عليك ، ذلك لأن الإجهاد يمنعك من مواصلة مهامك الأساسية و الدور الجليل الذي تقومين به لرعاية طفلك ، و هو بلا شك عمل عظيم ، لذا احرصي على الإبقاء على شخصيتك المستقلة بالإضافة إلى كونك زوجة و أم .
- لا ترومي الكمال بما تفعلين ، أو بالحياة التي تتمنينها لك و لطفلك ، لذا لا تجهدين نفسك كثيرا و أفعلي المستطاع .
- اعملي على طلب المساعدة ، أو توفير التسهيلات التي تساعدك في حياتك ، سواء كان بتعيين أحد المساعدين بحسب القدرة المعيشية أو تدبر أمر المأكل و تعليم الأطفال أو رعايتهم مع عائلتك أو الأصدقاء أو شراء التجهيزات الجاهزة .