هل حليب الأم يوجد به جينات وراثية تنتقل للطفل ؟
حليب الأم له أهمية قصوى لتغذية الطفل و وقايته من الأمراض في الطفولة و عند الكبر ، هذا بالإضافة إلى الكثير من الفوائد الصحية التي تنالها الأم بالمقابل من الرضاعة الطبيعية ، حيث توفر لها مناعة طبيعية لكثير من الأمراض بحسب الأبحاث الطبية الحديثة ، لكن هل لديك علم إن كان حليب الأم يحتوي على جينات وراثية تنتقل للطفل ؟
يمكن الإجابة عن هذا السؤال من خلال الإطلاع على تقارير المعهد الأمريكي الوطني الصحي و المكتبة الأمريكية الوطنية للطب ، حيث يعد حليب الأم مصدراً غنياً بالخلايا المكونة من الخلايا الجذعية في مراحل تطورها المبكرة ، إضافة إلى الخلايا المورثة الجينية و التي تحمل معها الفروقات المورثة . إلا أن فعالية هذه الخلايا و ارتباطها بالخصائص الجينية للأم المرضع و طفلها ، مازالت غير مفهومة بالشكل الكافي .
وبينت دراسة نشرت في المعهد المذكور في العام 2015 ، أن هنالك إرتباط بين الحركة الخلوية لحليب الأم و أنها تختلف من حليب لآخر عند النساء المرضعات . و من أبرز الفوائد الجينية التي تنتقل للطفل عن طريق حليب الأم التالي :
- تدعيم الجهاز المناعي عن طريق ، حيث يحتوي حليب الأم على مواد مناعية تدعى Exosomes ، و هي تعمل على تغيير سلوك الخلايا و تغيير تركيبها لتكون أكثر مناعة ضد الأمراض ، و أهما miRNAs ، و التي فقط عن طريق حليب الأم و التي تعمل على تطوير الجهاز المناعي لجسم الرضيع ، كما أنها توجد في حليب الأبقار ، لكنها تتعرض للتلف أثناء عملية البسترة .
- تعلم الخلايا الجذعية المنقولة عبر حليب الأم إلى الرضيع على نمو و ترميم أنسجة الجسم ، فبحسب دراسة أجريت عام 2007 ، أن هذه الخلايا الجذعية المكتسبة من حليب الأم تعمل على علاج و توفير المناعة ضد أصابات العمود الفقري و مرض السكري و مرض الباركنسون ، و كذلك يساهم في نمو أنسجة جسم الطفل الرضيع و تجديد و معالجة الأنسجة المتضررة .
- يمكن إنتقال جينات المرأة المرضعة لغير أطفالها عن طريق الرضاعة ، حيث أثبتت الدراسات أن الطفل الرضيع يكتسب بعض الصفات الوراثية عبر حليب المرأة المرضعة. حيث أن الحليب لا يوفر فقد مادة غذائية للطفل ، بل أيضاً معلومات وراثية لتركيب الحمض النووي مرة أخرى .