10 مواقف في الاسرة تسبب الخلل في شخصية الطفل
يمام سامي
شخصية الطفل مثل الإسفنجة ، تمتص التأثيرات المحيطة بها لتنعكس على سلوك الطفل و مدى إدراكه و تغير طباعه خاصة في محيط الأسرة الأقرب إليه في حياته اليومية ، و لتجنب التأثير السيء لبعض ممارسات الاسرة على شخصية الطفل ، إليك بمجموعة من 10 مواقف في الأسرة تسبب الخلل بتكوين شخصيته هذا إلى جوار الملامح الشخصية المتوارثة في طباعه ، و هي بحسب رأي الكاتبة و مؤلفة كتب التربية الأختصاصية كاري كابيسنز كامباسكيس .
- عدم تقدير شخصية الطفل الخاصة به ، أو التقليل من قدرات الطفل و إمكانياته بحسب تصورات الأهل . فإن أردنا بناء شخصية واثقة و قوية و يعتمد عليها للطفل عندما يكبر و تتبلور شخصيته في عشرينياته أو ثلاثينياته، علينا ان ندفعه لتجربة و مواجهة العديد من المواقف بثقة و فخر ، و إتباع ما ينبع منه من قوة أو من ضعف يظهر حين الإحتكاك بالتجربة .
- إطلاق الأحكام على الآباء الآخرين و أطفالهم ، و بغض النظر عن مدى توافقنا أو تعارضنا مع طرق تربية الآباء الأخرين ، فلا يحق لنا إطلاق الأحكام عليهم ، فلا احد في هذا العالم " كامل " أو "سيء" بشكل مطلق. فلا نعلم ما الظروف التي مر بها الأخرون لخوض تجاربهم المختلفة ، و بالتالي فإن شخصية الطفل يجب ان تكون مستقلة و غير منتقدة للآخرين بالتبعية .
- نسيان أن أفعال افراد الأسرة لها تأثير أقوى من الكلمات. فمهما وضعنا الكثير من المواعظ التربوية و القيم الأخلاقية في دروس كلامية للأطفال ، فإنها لا تأتي بثمارها إلا أن رأوها مطبقة في عالم الأسرة الحقيقي . فالاطفال يلاحظون طرق التعامل مع الآباء و فيما بين الأباء وآبائهم ، و كذلك كيفية التعامل مع الأصدقاء و الغرباء ، و مدى إلتزام الأسرة بالقوانين و الأفعال الجيدة و السيئة .
- تنشئة شخصية الطفل الذي نريد ، لا شخصية الطفل الذي لدينا ، فنحن كآباء لدينا أحلام كبيرة في أطفالنا ، و بشكل أو بآخر نحلم بأن يكون مثلنا ، أو ربما أفضل منا . و هي احلام تراودنا قبل حتى أن نعرف جنس الجنين في رحم الأم . لكن بالحقيقة فإن كل طفل يولد و له إمكانياته و مواهبه و شخصيته الخاصة ، ينجح التأثير الجيد أو السيء عليه بالتعديل على بعض السلوك و التطلعات ، لكن يصاب الكثير من الأهل بخيبة أمل من الطموحات العالية التي وضعوها لأطفالهم بالمقابل .
- محاسبة الأطفال على التصرفات الطفولية بقسوة ، حيث يأتي الطفل بعفويته لإستكشاف العالم و لا يرتبط بضوابط الكبار للتصرف المرسوم بحدود ثابتة. بينما تعود بعض الآباء على نمط معيشة مستقلة لا تقبل وجود الكائنات الصغيرة التي تحتاج للعب و الصراخ و تتطلب الكثير من العناية و الرعاية المستمرة . لذا يقع الأهل نتيجة ذلك بصراع بين الطفل و حياة الحرية التي اعتادوا عليها .
- الدخول في صراع منافسة مع الآباء الأخرين، حيث يميل بعض الآباء إلى مقارنة حالهم بغيرهم بشكل مبالغ به ، فالكثير من العلاقات الأسرية تنهار من كثر التوتر و الضغط عند المقارنة بالنواحي العلمية أو الإقتصادية أو الأخلاقية مع أسر أخرى، و السبب الأساسي في ذلك ينبع من الخوف و عدم الثقة .
- الرغبة في أن يكون الأباء هم الأصدقاء الوحيدين و الأكثر قرباً من أطفالهم، حيث تأخذ بعضهم مشاعر من الأنانية و التملك و الخوف و الحرص على أبنائهم ليكونوا لهم هالة من الصداقة المختلفة التي تمنع عنهم صداقات العالم الخارجي ، و هذا أمر غير صحي لنشأة شخصية الطفل السليمة في مجتمع أكثر توسعاً بالمستقبل .
- العيش من خلال اطفالنا ، حيث يولي الكثير من الآباء الفخر الأكبر بإنجازات أطفالهم، أكثر من أنفسهم ، و تجعلهم يعيشون الفرح أكثر من لو أنجزوا هذه النجاحات بأنفسهم . لكن إن زاد الإهتمام بعالم الأطفال ، يصبح من الصعب العيش للأطفال أو الآباء العيش في عالم كل منهما بشكل منفصل . و على أي حال ، فإن للأطفال حياتهم الخاصة حين يكبرون، و حينها لن يكون للأباء الدور الكبير فيها كما تعودوا سابقاً .
- الإعتقاد بأن أطفالنا هم كاملون و مثاليون ، فطالما أراد الأهل الأفضل لأبنائهم ، و أولوهم العناية و الرعاية و التربية الجيدة ، فإنهم بالتالي يتوقعون منهم الأفضل و أن يكبروا بشكل مثالي خال من العيوب . و هذا بالتالي يؤدي بصدمات كبيرة للأهل و الأطفال مع أقرب مطب يختبر شخصية الطفل غير الكاملة بالطبيعة .
- العناية المبالغ بها بأطفانا ، حيث أن تكريس الجهد الكامل و الوقت الطويل جداً لتربية الطفل بعيداً عن كل مشاغل الحياة الأخرى ، يعد مرضاً نفسياً صعباً على الأهل و الأطفال. أتركوا لهم الحرية لإستكشاف الحياة و الإعتماد على النفس و بالتالي عيش حياتهم ، التي لا تقتصر على معيشتهم معكم أيها الأباء . فبحسب مقولة الكاتبة الأمريكية الشهيرة آن لاندرز : " ليس ما نفعله لأطفالنا، بل ما نعلمهم إياه ليعملوه لأنفسهم، هذا هو الشيء الاساسي الذي يجعلهم أناساً ناجحين."