إكتئاب الزوج .. ما هي علاماته وكيف تتعامل الزوجة معه
يعد إكتئاب الزوج أحد أهم التحديات التي قد تواجهها الزوجة خلال مسيرة حياتها الزوجية، ولا شك أن قدسية وعمق العلاقة بين الزوجين تجعل الزوجة في حالة غير جيدة تأثراً بحالة زوجها الذي يقاسمها الحياة تحت سقف واحد، ويشاركها تفاصيل عديدة تجمع بينهما.
ويعد التأكد من إصابة الزوج بالإكتئاب أحد أهم الأمور التي تجعل ذهن الزوجة صافياً لتقبل الأمر، وأخذ خطوات فعلية حياله، فما هي العلامات التي تدل على إكتئاب الزوج، وكيف تتعامل الزوجة معه بشكل يحقق تعافيه منه، والعودة من جديد إلى حياته الزوجية وبقوة.
إكتئاب الزوج
- علامات تدل على إكتئاب الزوج
- كيف تتعامل الزوجة مع الزوج المكتئب
- أخطاء يجب على الزوجة الحذر من الوقوع فيها
علامات تدل على إكتئاب الزوج
حول إكتئاب الزوج، أوضح محمد حسام الدين أخصائى صحة نفسيه وعلاج نفسى كلينيكى، أن الإكتئاب مرض نفسي يختلف عن ما يعرف عند عامة الناس بالكآبة، لأن الثاني يكون نتيجة لخبر محزن أو لصدمة ما، أو بسبب مشكلة ما يواجهها الإنسان أي أنه يكون مقترناً بأسباب، أما الأول وهو الإكتئاب ليس له سبب محدد، وله أعراض عديدة.
كما أن الإكتئاب له علامات قوية تدل عليه، ولذلك يمكن للزوجة بحكم تواجدها مع الزوج بصفة مستمرة وفي حياة واحدة مشتركة، التأكد من إصابة زوجها بالإكتئاب من خلال ظهور العلامات التالية:
من العلامات التي تدل على إكتئاب الزوج حدوث تغيرات لم تكن موجودة من قبل مثل :
- شهية مفتوحة جداً للأكل أو فقدان الشهية شريطة أن يكون ذلك مقترناً بزيادة أو الوزن أو نقصانه.
- نوبات غضب وتهيج بدون مقدمات.
- فقدان الإهتمام بنفسه وبنشاطاته، وبهواياته، وكذلك فقدان الإهتمام بالزوجة وبكل ما يتعلق بها.
- الأرق وإضطرابات النوم لفترة طويلة تصل إلى 6 أشهر.
- إرهاق شديد حتى مع القيام بأبسط الأفعال.
- الشعور بالضيق والقلق بصفة مستمرة.
- يرى السلبيات فقط وكأن العالم كله أسود من حوله.
- بطء شديد في التفكير.
- قلة الكلام أو الصمت.
- شعور بالذنب حيال أبسط الأمور، مع تذكر ذكريات أليمة.
- إنعدام القيمة والشعور بالدونية والفشل.
- التركيز على إخفاقات الماضي والأسف عليها.
- فقدان القدرة على إتخاذ قرارات حاسمة، لذا دائماً ما يؤجل ويماطل.
- مشاكل جسدية غير مبررة وبدون أسباب
- فقدان الرغبة في ممارسة العلاقة الحميمة.
كيف تتعامل الزوجة مع الزوج المكتئب
بداية أكد حسام الدين على أنه لتتعامل الزوجة مع إكتئاب الزوج ولتتمكن من تقديم الدعم اللازم له حتى يتعافى بسلام منه، يجب عليها التأكد من أن الإكتئاب الذي يعاني منه الزوج إكتئاباً نفسيا،ً وليس ذهانياً أي أنه لا يكون بسبب خلل في المخ لأنها في هذه الحالة لن تستطيع التعامل معه، ويجب أن يتعامل معه مباشرة متخصص نفسي وبضوابط شديدة.
كما أشار حسام الدين إلى نقطة هامة جداً، وهي أن دور الزوجة هنا ليس أن تتحمل حالة الزوج، ولكن أن تتفهم حالته، موضحاً الفرق بين التحمل والتفهم، في أن الأول قد ينفذ مع الوقت، ولكن الثاني وهو التفهم يتجدد مع الوقت.
وحول التعامل مع الزوج المكتئب، يجب على الزوجة الإلتزام بتطبيق ما يلي:
أولاً: اللجوء إلى مختص
يجب على الزوجة اللجوء إلى طبيب نفسي دون إخبار الزوج، لتستشيره ولتخبره بالأعراض التي يعاني منها الزوج، وليضع لها آلية سليمة وفعالة للتعامل مع الزوج المكتئب، لكي تكون داعماً له حتى تمام التعافي من أزمته النفسية.
ثانياً: وقاية نفسها من عدوى الإكتئاب
قال حسام الدين أنه يجب على الزوجة أثناء تعاملها مع الزوج المكتئب، ولتكون قادرة على مد يد العون له، أن تقي نفسها من الإصابة بالإكتئاب وذلك من خلال تطبيق ما يلي:
- الترويح عن نفسها، إذ يجب أن يكون لها منفذاً آخراً لها كمقابلة صديقاتها وقضاء بعض الوقت معهم.
- تعزيز تهوية المنزل يومياً لدخول الشمس.
- الحرص على بقاء المنزل منظم.
- عمل تغييرات مستمرة في المنزل.
كما أكد حسام الدين على أنه يجب على الزوجة وقاية الأطفال ( في حالة وجودهم) من العدوى من إكتئاب الزوج من خلال عدم إعطاء الفرصة للإحتكاك بينهم، وعدم شعور الأطفال بما يحدث من الأب ومعه.
ثالثا: التخفيف عن الزوج
يجب على الزوجة التخفيف عن الزوج والمساهمة في علاجه من خلال تطبيق ما يلي:
- الحديث معه وإخباره بأفكار حلوة وإيجابية طوال الوقت.
- إحتواء الزوج واللطف به وبحالته والتعامل معه بإهتمام بالغ ورفق شديد.
- تحفيزه بشكل دائم، وتذكيره بما كان يقوم به من أعمال جيدة وذات قيمة.
- تهيئة المنزل له في كل الأوقات.
- طهي الطعام له بطرق جديدة ولذيذة وتحفيزه على تناوله.
- تغيير الفرش الخاص بسرير الزوج يومياً.
- تشجيعه على الخروج معها في الهواء الطلق لرؤية الشمس.
- تشجيعه على ممارسة الرياضة.
- إسناد بعض المهام للزوج ثم زيادتها كلما قام بها لينشغل بها بعيد عن عزلته.
أخطاء يجب على الزوجة الحذر من الوقوع فيها
قال حسام الدين أنه يتعين على الزوجة تجنب الوقوع في الأخطاء التالية بعد التأكد من إصابة الزوج بالإكتئاب:
إخبار أهلها وأهل الزوج بحالته
حذر حسام الدين من تسرب أي خبر عن إكتئاب الزوج لأهل الزوجة أو أهل الزوج، طالما بقيت الأمور عادية، وكانت الزوجة تتابع نصائح المختص النفسي وتقوم بتطبيقها بعناية، ولذلك يعد إفشاء هذا الأمر للأهل والأقارب خطئاً جسيماً تقع فيه الزوجة.
وقد استثنى حسام الدين من ذلك، حالة تستدعي إخبار أهل الزوجة والزوج بمجريات الأمور، وهي الحالة التي تتعرض فيها الزوجة وأطفالها لعنف بدني مقصود، وذلك حفاظاً على سلامتهم، ولإتخاذ قرارات حاسمة بشأن الزوج مثل خضوعه لطبيب نفسي بشكل مباشر أو أي قرارات أخرى تتعلق بحالته.
معايرة الزوج بمرضه
معايرة الزوج بمرضه خطأ لا يجب أن يصدر من الزوجة المحبة لزوجها المقدرة له ولوجوده في حياتها، ولذلك يجب على الزوجة الحذر منه لأنه ينجم عنه العديد من الآثار السلبية الخطيرة، وقد يودي بحياة الزوج في بعض الحالات شديدة الخطورة.
وأخيراً، أكد حسام الدين على أن الزوجة سكن للزوج وسره وملاذه الآمن، ويجب أن تبقى هكذا خلال أزمته، حتى تحتفل معه بعد تعافيه من الإكتئاب، وليحتفل هو أيضاً بها على دعمها له وحسن تعاملها معه، وحرصها عليه، وإخلاصها له.