العناد بين الزوجين .. إلى أين؟

العناد بين الزوجين مشكلة جادة وخطيرة يجب تدارك تأثيراتها السلبية التي من الممكن أن تلحق أذى كبيراً بالحياة الزوجية، كانعدام الاستقرار، وانعدام التفاهم، وزيادة الخلافات الزوجية، وقد تكون نهاية العناد بين الزوجين مؤلمة وغير متوقعة.

مع الأسف الشديد، فإن كثير من الأزواج والزوجات لا ينتبهون إلى مشكلة العناد، ويتهاونون فيها، الأمر الذي يجعل حياتهم الزوجية على حافة الهاوية.

ومع زيادة العناد بين الزوجين يزيد التوتر، وتزيد معه المشاحنات، وتزيد معهما أيضاً احتمالات انهيار الحياة الزوجية، وهذه هي النهاية الوحيدة التي ربما لم تخطر على بال كل من الزوجين، تُرى هل من أمل للإصلاح، وكيف يمكن التغلب على العناد بين الزوجين؟

كيف يمكن التغلب على العناد بين الزوجين؟

بداية يجب أن يعلم كل من الزوجين أن الحياة الزوجية ليست حلبة مصارعة يكون فيها البقاء للأقوى، إنما هي حياة يُكمل كل منهما الآخر، وهي لا تقوم على النزاع أبداً، لأن الهدف من تأسيسها، تحقيق الاستقرار والعيش في هدوء مع شريك يقاسمه أدق التفاصيل، والتفاهم معه، والاتفاق على نهج ناجح يتبعانه لتحقيق أهداف الزواج، وتكوين أسرة ناجحة تكون ثمارها طيبة وناجحة يستفيد منها المجتمع، ولذلك يجب التغلب على مشكلة العناد بين الزوجين.

وللتغلب على مشكلة العناد بين الزوجين يجب الالتزام بتطبيق ما يلي:

القضاء على أسباب العناد

القضاء على أسباب العناد تأتي على رأس الحلول الممكنة التي يمكن اتباعها للتغلب على مشكلة العناد بين الزوجين، ولذلك يجب أن يجتهد كل من الطرفين لمعرفة الأسباب التي تقف وراء عناد كل منهما مع الآخر، والاتحاد سوياً في مواجهة هذه الأسباب للتخلص منها، وبدء صفحة جديدة بينهما بلا عناد.

تعزيز التفاهم

للتغلب على العناد بين الزوجين، يجب عليهما تعزيز التفاهم في ما بينهما، وذلك من خلال :

  • إقامة حوار هادئ وبناء.
  • الإنصات بدقة.
  • تجنب قطع الحديث لأي سبب.
  • احترام الرأي الآخر.
  • اعتماد مبدأ المصلحة بمعنى أن تكون الغلبة في الرأي لصالح الحياة الزوجية، شريطة أن يتم ذلك بطريقة محترمة ولائقة، ومع احترام الطرف الآخر.

الموضوعية

للتغلب على مشكلة العناد بين الزوجين يجب عليهما اعتماد الموضوعية في حياتهما، لأنها ستسهل عليهما تجاوز أي عناد في ما بينهما، وستخلق فرص قوية لتحقيق التفاهم في كل صغيرة وكبيرة في الحياة الزوجية، لأنها ستجعل كل منهما مقتنعاً بما يسمعه من آراء، خصوصاً وأنها بعيدة عن التحيز.

الحب

التعامل بحب ومودة بين الزوجين يعزز من تفاهمهما، فالحب يقتل العناد، ويزيب أي جليد وقف حاجزاً بين الزوجين بسبب عنادهما، كما أنه كفيل بخلق بيئة دافئة يتحقق فيها التفاهم والانسجام، بيئة تسود فيها المصلحة العامة للحياة الزوجية.

الاحترام والتقدير

في كثير من الحالات يكون سبب العناد بين الزوجين، انعدام الاحترام وشعور الطرفين أو أحدهما بعدم الاحترام، وعدم الحصول على التقدير المناسب من الشريك، ولذلك يبدأ العناد بينهما كنوع من فرض الرأي لاثبات الذات، وتعويض الشعور بذلك.

وأخيراً، يجب العلم بأن العناد بين الزوجين أحد أقوى الأسباب التي تؤدي إلى الإنفصال والطلاق، لأنه يحول دون استقرار الحياة الزوجية، ويؤدي إلى استمرار الخلافات الزوجية التي يستحيل معها استمرار العلاقة بين الزوجين.