الزوج المراهق .. خائن أم حائر؟
تعد المراهقة المتأخرة من الأمور التي تعكر صفو الحياة الزوجية وتدق ناقوس الخطر فيها، و هي حالة شائعة ومنشرة تحدث في كثير من الزيجات، وتتطلب معاملة خاصة وحكمة زائدة من النساء، فقد نجد زوجة متحملة وصابرة تتعامل مع الأمر بمنتهى الحكمة، بل أنه كثيرا ما تلجأ الزوجة إلى طبيب نفسي طالبة الإستشارة في حالة زوجها لتعرف أكثر عن مرحلة المراهقة المتأخرة، في حين لا تطيق زوجة أخرى ذلك، ولا تقبل أن تستمر في هذا الكابوس فتهرب منه بالإنفصال، والنتيجة مؤلمة إنهيار الحياة الزوجية وضياع الأطفال.
الرجل وقطار العمر
ليست المرأة وحدها من تخشى أن يمر بها العمر سريعا، وليست وحدها من تفكر في عمرها وسنوات شبابها الأولى وذكرياتها، فالرجل أيضا يفكر في ذلك وربما كان الحزن أعمق في نفسه فتجده عندما تظهر عليه أول علامات الكبر كظهور الشعر الأبيض، وغيرها من الأمور التي تصاحب التغير الحادث في الهرمون الذكري، يحن إلى غرامياته في أول شبابه، ويتتوق للشعور بأنه مازال مقبولا ومحط إعجاب النساء كما كان بالأمس البعيد، فتقتله الحيرة في أمره، فهو مهزوز الآن يعتريه شيء ما قد يقوده إلى علاقة عاطفية مع إمرأة أخرى غير زوجته، والتي قد تصل في حالات كثيرة إلى علاقات غير لائقة أخلاقيا خاصة إذا وصل الرجل إلى مرحلة التشويش، فلا يستطيع أن يتحكم في المشاعر التي تقوده لذلك، فيصبح أسيرا للمراهقة المتأخرة وينغمس فيها بكل ما فيه، ليجد نفسه منقادا وبشدة إلى أمور كثيرة وهذه هي أزمة منتصف العمر.
رأي علم النفس
أجمع المتخصصون على أن أغلب الرجال قد يمرون بهذه الحالة بين عمر 40 الى 50 إذا يجد الرجل نفسه رافضا لحياته الحالية معترضا على وضعه الإجتماعي، باحثا عن كل ما يجدد شبابه وطاقته بل ومشاعره، وذلك بسبب شعوره بالملل ورغبته الملحة في عيش حالة عاطفية جديدة، فيبدأ في البحث عن علاقات، وصداقات تحقق له ما يريد، ويبالغ في الإهتمام بمظهره، وتغيير نمط حياته ككل بدءا من صبغ الشعر إلى إهتمامه بأناقته، فيظهر بملابس شبابية أكثر يرتديها من هم في عمر أولاده.
هل كل رجل معرض للمراهقة المتأخرة؟
بحسب رأي المختصين يتعرض لها كل رجل أصيب بإضطرابا سيكولوجيا منذ الطفولة كأن يكون الرجل قد عانى من الإضطراب النفسي للأب مثلا، وإنعدام الإستقرار الأسري، وكذلك إندفاعية الآباء وعدم تحملهم المسؤولية وهربهم منها، فلم يجد من يحتويه في الصغر، ولم يشعر بدفء الأسرة فينشأ محروما عاطفيا.
هل يعتبر الزوج المراهق بطبعه خائناً؟
يأخذ الحكم على الزوج المراهق بعدا نفسيا حتى وإن تشابهت بعض الظروف وردود الأفعال مع الزوج الخائن بطبعه، فالرجل المراهق هنا مرتبط بعمر ما وظروف نفسية معينه جعلته يمر بتلك المرحلة أم الزوج الخائن فقد تكون الخيانة طبع من طباعه، ولا يرتبط حدوثها بأمر ما، فكثيرا ما نجد زوجاً خائناً في يده كل شيء الزوجة الجميلة المعنية بمظهرها، والمهتمة به، والمحبة له، والبيت السعيد إلا أنه ومع ذلك كله يخون فقط حبا في الخيانة، فالمراهقة المتأخرة هي حالة نفسية بالدرجة الأولى ولكنها لا تحتاج إلى أدوية علاجية بل تحتاج إلى دعم ومساندة الزوجة لتمر بسلام.
يسعدنا أن تشاركونا الرأي .. كيف ترون الزوج المراهق .. خائن أم حائر؟
إنتظروا المقال التالي عن كيفية تعامل الزوجة مع الزوج المراهق؟