ما في اليد تزهده العين .. هل ينطبق ذلك على الزواج؟

ما في اليد تزهده العين .. هل ينطبق ذلك على الزواج؟

ريهام كامل
11 يناير 2016
جميعنا يسمع هذه المقولة كثيرا "ما في اليد تزهده العين" وعندما نتعمق فيها نربط بينها وبين كثير من الأمور والمواقف الحياتية التي تحدث لنا، والتغيرات التي تطرأ علينا، ربما لنريح قلوبنا التي تلوج بأوجاع الصدمات المختلفة، وهي كثيرة ودائما ما تحدث لنا طالما بقينا أحياء وطالما ظللنا أبطال على مسرح الحياة، فقد نقولها عند ضربات الأصدقاء، وعند نشوب الخلافات بين الأخوة وبين الأقارب ولكن هل يمكن أن تنطبق هذه المقولة على الزواج أيضا؟
 
وفقا لحالات كثيرة جدا وبالنظر إلى المشكلات الزوجية يمكن التسليم بهذه المقولة في الزواج أيضا.
 
تغير الأزواج والزوجات
لننتحدث بموضوعية يجب أن نعترف بأن التغير الذي يطرأ على الحياة الزوجية بعد فترة من الزواج لا يمكن أبدا أن يقترن بالرجل فقط، فالتغير يحدث للرجل والمرأة، ولكن للرجل النصيب الأكبر منه!
 
إهمال الزوج لزوجته
بعد أن كان مهتما بها وبكل أمورها وبعد أن كانت أول من يحرص على سماع صوته يوميا، وبعد أن كان يقضي معها وقتا طويلا ليستمع إليها ويبادلها أطراف الحديث، أصبح آخر من يسأل عنها خلال يومه وبات منعزلا عنها غارقا في عمله ولربما كان السبب شيئا آخر، فما السبب؟ هل هو الإمتلاك والإطمئنان هل السبب أنها الآن أصبحت تحت إمرته وفي بيته؟ أيا كان السبب فالعواقب وخيمة جدا.
 
إنعدام التواصل والخرس الزوجي
يعد إنعدام التواصل والخرس الزوجي من أهم وأخطر العوامل التي تهدد الحياة الزوجية والتي تخلق حولها الكثير من الظنون التي قد تكون مجرد ظنون لا ترتقي إلى الحقيقة، فقد تكون لأسباب أخرى يحرص عليها أحد الأطراف ويبقيها سرا في نفسه حتى لا يزعج به شريكه، وهذا هو أخطر ما في الأمر، فما إن يصمت الزوج ويعتاد ذلك، تبدأ الزوجة في التفكير وتخاطب نفسها، تسأل وتجيب في نفس الوقت بناء على شكوكها وتعجبها من ما صار الحال عليه..
 
وقد يكون إنعدام التواصل والخرس الزوجي بسبب الملل والتعود، فالروتين من أهم الصعوبات التي تواجه الأزواج والزوجات، وقد يعتقد الطرفان أن الحب قد مات وأنه لا يوجد ما يبقيهما معا في هذه المزحة فلا شغف ولا حب فلم يعد هناك جديد في حياتهما.
 
والآن كيف يعرف الزوج والزوجة أن مشاعر الحب والود والألفة قد ذابت في هذا الجو البارد وهذه الحياة الخالية من التواصل والنقاش ؟ 
 
عندما يتعرض الزوج والزوجة إلى هجمات شرسة من الملل والروتين وإنعدام التواصل عليهما أن يحسما الموقف بسرعة ولكن كيف يتأكدان من أن السبب هو  الملل وليس عدم ضياع الحب؟
 
بسهولة يمكنهم معرفة ذلك، فعلى كل طرف أن يتخيل حياته بدون الآخر فإذا راقت له وشعر أنه سيكون سعيدا ببعده عن شريك حياته، هنا يمكن القول بأن الحب قد ضاع ومات.
 
أما إذا شعرا بأن هناك شيئا ما سيفقدانه، وأن القلب ما زال معلقا بهذا الرباط المقدس وهو الزواج، فعليهما أن يسعدا بذلك لأن الحب لازال موجودا والألفة لازلت حية ولكنهما يحتاجان إلى غرفة الإنعاش تحت عناية وإشراف الزوج والزوجة، والأدوية معروفة فليكن الإهتمام بمثابة جهاز التنفس الذي يبقي المريض "الحب" على قيد الحياة، والتواصل هو المحلول الذي يتغذى عليه المريض ولتكون الكلمات الطيبة الدافئة بمثابة مسكن قوي لكل جرح سببه كل طرف للطرف الآخر وهو بعيدا عنه بسب الملل أو التعود فكثيرا ما نعجز عن معرفة قيمة من نحب ونشاركه الحياة إلا بعد البعد عنه أو حدوث مكروه له، فما في اليد تزهده النفس والعين.