مرآة لكل رجل والسبب
في الحياة الزوجية تتسلط الاضواء على المرأة بصفتها الزوجة وعلى نهجها المتبع فيها، وكأنها الطرف الوحيد الذي تقوم عليه الحياة الزوجية
ويبدأ التركيز مع المرأة من قبل الزواج، حيث نجد الجميع ممن يحيطون بها يلقون على مسامعها نصائح لا حدود لها وكلها تتعلق بالرجل ولصالحه هو فقط
ومن هنا تدخل المرأة عالما كبيرا عليها قل من يهبأ بِه وبمشاكلها في حياتها الجديدة، ومن يشعر بها وباحتياجاتها حتى ان شريك حياتها الرجل الذي يقاسمها الحياة لا يهتم الا بنفسه وبما ينقصها
مرآة لكل رجل
كثيرا ما نسمع عن زيجات استمرت لسنوات عديدة ثم فشلت وانتهت بالانفصال والطلاق، على الرغم من ان بدايتها كانت معطرة بأجمل مشاعر الحب والغرام
وفِي زيجات اخرى يحدث المكر والخداع والخيانة ويرجع ذلك الى تركيز الرجل على عيوب امرأته، وعلى ما يحتاج اليه هو فقط مهما كانت النتائج حتى لو كان الزواج من اخرى بطريقة مهينة للزوجة الاولى او خيانتها والغدر بها احد تلك النتائج ،فما يهم راحته هو والتصديق على افعاله اي كانت
وتجنبا لظلم المرأة في الحياة الزوجية، واستمرار طغيان الرجال على زوجاتهم كما هو الحال في زيجات كثيرة، يجب ان تتوافر في كل بيت زوجية مرآة كبيرة
نعم مرآة لكل رجل وزوج، لينظر الى نفسه فيها ويتأملها بعمق في كل مرة يثقل على زوجته بالنقد وكشف عيوبها واخفاء مزاياها ومحاسنها، وفِي كل مرة يخون ويغدر بمن رافقته الحياة بحلوها ومرها وفِي كل مرة يعطي لنفسه الحق البحث عن راحته هو فقط مهما كانت النتائج، سائلا نفسه هذه الأسئلة الهامة امام تلك المرآة
- هل زوجتي زوجة سعيدة ؟
- ماهي عيوبي التي تتحملها؟
- هل تشعر بالامان معي؟
- هل أقدرها حق تقديرها؟
- ماذا ينقصها؟
-ماهي احتياجاتها وهل استطعت تلبيتها لها؟
- هل تشعر بالملل من علاقتها بي؟
- هل حقا اعطيها حقوقها التي فرضت عليه كزوج لها كما يجب ام ان هناك تقصير من جانبي؟
وبعد سؤال الرجل لنفسه كل هذه الأسئلة عليه ان يحاول إجابتها بصدق وحيادية ليقيم نفسه مع زوجته، لانها ستبعده عن أنانيته وستجعله يفكر في الطرف الاخر الذي قلما اشتكى، وسيرى حقائق كثيرة ومهمة غائبة عنه، اهمها ان الزوجة والمرأة لها حقوق مثله تماما وتحتاج لما يحتاج اليه وأكثر ، لذا لا يجب ان تطغى الانانية على الحياة الزوجية لانها ستدمر كل جميل فيها.