أسباب الفراغ العاطفي بين الزوجين
يحدث خلال مسيرة الحياة الزوجية أن يتيه الزوجان في متاهة الحياة وأن ينخرطا في مسؤوليات الحياة وضغوطاتها إنخراطا قويا يدفعهما إلى حالة من الملل والرتابة، وهذه هي البداية
نعم البداية، بداية البعد والجفاء، بداية الإستسلام واليأس وبداية اللامبالاة، فبعد أن يتمكن الملل من الزوجين وبعد أن تكبر الفجوة بينهما، ينعدم التواصل ويصبح كل طرف في حياة منعزلة عن شريكه، حياة يملؤها الفراغ العاطفي بين الزوجين
كيف يحدث الفراغ العاطفي
يحدث الفراغ العاطفي بين الزوجين نتيجة لإنفصالهما عن بعض وإنعزال كل منهما في عالمه الخاص به، فلا تواصل ولا مودة ولا رحمة، فكل ما يوجد بينهما عادات يومية ومسؤوليات روتينية تخص أطفالهما، وأحاديث محصورة عنهم وعن مشاكلهم وإحتياجاتهم، وهو أمر طبيعي ومن الذروري أن يحدث بعد أن أهمل الزوجان علاقتهما ببعضهما البعض
فالزوج يشعر بالملل من العلاقة التي طالما حلم بها وتمناها، ويبدأ في البحث عن إمرأة أخرى وعلاقة جديدة بأمل جديد وحب جديد للهروب من الرتابة والملل وللهروب من علاقة قد ذبلت أوراقها كما تذبل الزهور فوق الأغصان
والزوجة أيضا تنعزل بمخيلاتها عن زوجها في عالم آخر تحاول أن تجد فيه من يهتم بها ويرعاها حتى ولو كان في أحلامها تعويضا لما تشعر به من نقص وإهمال لروحها ومشاعرها ووجدانها، فبعد أن أهملها الزوج ولَم يفكر في إحتياجاتها كأنثى ليس لها إلا أن تنعزل في عالم بعيدا عنه حتى لا يُذكرها بما يفعلها بها الزوج وبحياتها العاطفية
ويحدث الفراغ العاطفي بين الزوجين بالابتعاد والعناد والإهمال ونسيان اللحظات الجميلة التي جمعت بينهما في البداية، ويتفاقم عندما لا يجد الزوجين ما يقولاه في المناسبات العائلية التي تجمعهما، وعندما تصبح الخيانة هي الحل الوحيد لعلاج الملل الزوجي
ويحدث الفراغ العاطفي بين الزوجين أيضا عندما تضيع الحقوق وتهمل الواجبات، عندما يسهل التضحية بحياة زوجية قائمة وكيان مستمر، فبدلا من أن يهتم الزوجين بحياتهما معا وبإحيائهما للعلاقة فيما بينهما وبدلا من الإجتهاد لإنقاذها، يوفر كل طرف طاقته في عالم آخر ليعجلا بهلاكها وتدميرها
والفراغ العاطفي واقع أكيد موجود في كثير من الزيجات وهو أمر خلقه طرفي الحياة الزوجية بأيديهما بالإهمال وسوء الظن وسوء التقدير واليأس والإستسلام للملل ولكل سلبيات باعدت بين روحيهما