مبادرات شبابية سعودية للحفاظ على البيئة بإبداعات فنية
قدم الكثير من الشباب والشابات السعوديين مبادرات متنوعة تهدف إلى التنبيه إلى أهمية المحافظة على البيئة، بينما تميزت العديد من هذه المبادرات بدمج الفن بمفهوم الحفاظ على البيئة بإنتاج أعمال وقطع فنية متميزة وجاذبة من مخلفات مهملة ومواد معاد تدويرها، ومن ذلك اخترنا لكم 5 مبادرات شبابية سعودية للحفاظ على البيئة بإبداعات فنية.
أحمد الحربي
نجح الشاب السعودي "أحمد الحربي" في اثبات موهبته الفنية المتميزة والغير متداولة في المنطقة العربية، والمتمثلة بتحويل مخلفات الأشجار التي تخلفها المزارع إلى أعمال وتحف فنية جمالية بطريقة إبداعية، تخرج من ورشته الخاصة لتعبر عن موهبته ودقة عمله، لتكون علامة سعودية في فن صناعة الخشب بمحتوى محلي وبأيد سعودية.
ولقد بدأ الحربي تجربته الفنية بتحويل أغصان أشجار "الإثل" المرتفعة وإعادة تدويرها، ليصنع منها تحفا فنية ذات استخدامات مختلفة، لاسيما وأن شجرة "الإثل" الصلبة قد عُرفت بأنها أساس جميع المصنوعات الخشبية للأجداد، حيث بدأ العمل على ما يُقطع من هذه الأشجار وبقايا المحروق منها، ومن ثم بدأ بالتنوع بالعمل بأنواع خشب أخرى، وتطعيمها بأخشاب عالمية وأخشاب أشجار من مناطق أخرى، بينما يطمح الفنان الحربي لإنشاء مصنع محترف ومتطور في المملكة يحتوي على معهد تدريب مرافق له.
عبدالرحمن الغلث
ركز الحرفي السعودي "عبدالرحمن الغلث" مهاراته وقدراته الفنية الإبداعية في تحويل كرب النخيل (الجزء السفلي العريض من السعف) المهمل إلى قطع فنية متنوعة ورسومات جمالية مميزة من خلال النحت عليه والكتابة وصناعة الهدايا والصور، ولقد نشأت قصة الفنان الغلث مع هذه القطع المهملة بسبب قطع كرب النخيل الموجودة بالملايين في منطقة القصيم حيث الوفرة في أشجار النخيل والقاء السعف والجذوع عادة بلا اهتمام، ليأخذها ويحولها من مادة غير نافعة إلى تحف وأعمال فنية.
ولقد اكتسب الحرفي الغلث شهرة خاصة بهذه الحرفة حيث يتردد على ورشته الصغيرة بسوق في وسط عُنيزة -المعروفة بالتحف والأشغال اليدوية- السياح وجامعو وهواة المشغولات اليدوية، ويطلب منه بعضهم رسم صور معينة يعطونه إياها، بينما لا يقتصر ما يقوم به الغلث على إبداعاته في القطع فنية فحسب بل يحرص على أن ينقل خبرته ومهارته للأجيال الجديدة، ومن ذلك تنظيمه لدورة تأهيل وتدريب مجموعة من الشباب دون العشرين عاما على أعمال النحت وصناعة الدروع والهدايا التذكارية والأعمال الفنية من كرب النخيل.
هناء السلمي
اختارت الشابة السعودية "هناء السلمي" فن "إعادة تدوير المخلفات" بداية لتأصيل موهبتها الفنية، حيث توصلت من الرسومات البسيطة في لوحاتها الشخصية إلى فكرة تدوير أكواب القهوة الورقية لخفض مخلفات رميها والاستفادة منها في الأعمال الفنية، بعد أن قدمت أفكاراً عديدة لتدوير الأوراق والمخلفات المنزلية واستثمارها والاستفادة من كل الخامات والمخلفات، من خلال ممارسة هوايتها بالرسم على أكواب القهوة الورقية، وكذلك بالرسم على قاعدات الأكواب، والتي رسمت عليها رسوما تجريدية متنوعة.
وتقوم فكرة المبادرة على جمع الأكواب الورقية الخاصة بالمشروبات الساخنة، التي يستخدمها المستهلكون في شرب القهوة بالمقهى، ومن ثم إعادة تدويرها بالرسم عليها واستخدامها في الديكورات، بدلاً من استخدامها مرة واحدة فقط ومن ثم رميها في سلة المهملات، لتقلل من الهدر في رمي الأكواب الورقية باستخدامها وتحويلها من قطع معدومة القيمة إلى قطع فنية اقتصادية جاذبة، ولقد قدمت الشابة السلمي دورات عدة للفتيات لفن إعادة تدوير الورق والمخلفات المنزلية، كون المخلفات داعمة للبيئة، وتٌنتج عائداً اقتصادياً، وتحمل في جوانبها إبداعاً وتحفيزاً على الإبداع، وإعادة توظيفها في تنفيذ أعمال فنية للأطفال أو المجسمات الجمالية، أو في أي وظيفة أخرى بحيث تحقق فائدة للمنازل.
دنيا الشطيري
استطاعت الفنانة "دنيا الشطيري" أن تحول الأسلاك المعدنية الملفوفة بين يديها، إلى أعمال فنية رائعة، أبهرت كل من رأوها، حيث تقوم بطي الأسلاك المعدنية وتحويلها إلى مجسمات رائعة ولوحات فريدة، بأسلوب فني وتقني متطور.
ولقد أبدعت أنامل الفنانة الشطيري برسم المعادلات الحاسوبية، ونقل ما يدور من حولها في لوحات واقعية وجميلة، أثارت إعجاب كل من تمعن بها، خاصة وأن دراستها في تقنية المعلومات قد شكلت مصدر إلهام لها، من خلال استخدامها لمهارات التفكير والمعادلات الحاسوبية المختلفة، فخُلق لديها مزيجا إبداعيا مميزا في ممارستها للفنون البصرية، وإلمامها بشمولية تامة لهذا الفن بما تمتلكه من هواية ودراسة وتطبيق، حيث أنها تجسد نوتة فنية خاصة بها تعتمد فيها على حسابات ومعادلات محددة، وتوظف الأسلاك المعدنية والأنابيب البلاستيكية الشفافة الصغيرة لتكتب هذه النوتة.
رحاب خالد زكري
أبدعت الفنانة التشكيلية السعودية "رحاب خالد زكري" في مجال فن الرسم على قطع "البلاط والرخام" وتحوليه إلى قطع فنية متنوعة ذات تأثير عميق، حيث اعتمدت في هذا الفن المتميز على الرسم والتشكيل باستخدام الألوان الزيتية بتكنيك رطب، حتى بدأت باستخدام البلاط والخامات المختلفة، وحققت تميزا واضحا باستخدام الخامات الطبيعية وتفاصيلها المختلفة.
ولقد تعاملت الفنانة رحاب خالد زكري مع وزن البلاط الثقيل، وقامت بتكسيره بطريقة عشوائية للحصول على قطع صغيرة ومختلفة تمكنها من الرسم على هذه القطع والتي تحولت إلى أشكال مبتكرة، بينما تستقي افكارها من الطبيعة والبيئة من حولها، وتخطف من تجاربها الشخصية والمواقف البسيطة، الكثير من الأفكار، التي تتحول إلى شعور فني حتى تخرج بلوحة فيها أسلوب تأثيري، حيث أن الرسم هو موهبتها منذ الصغر حين كانت ترسم الشخصيات الكرتونية، ثم دخلت إلى عالم البورتريه الواقعي، ثم المدرسة التأثيرية، لتطور من موهبتها عبر الممارسة والتغذية البصرية.