الفنان السعودي عبد الله الحسين لـ "هي": أسلوبي مزيج من الخط العربي والمدرسة التفكيكية
نسلط الضوء على أحد فنانين العصر الحديث في المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت مركزاً للفنون وساحة تشجع الفنانين على عرض إبداعاتهم، الفنان عبد الله الحسين والذي تعد أعماله مزيجاً مبتكراً جمعت فيها عناصر عديدة وتقنيات مختلفة وذلك يعود إلى خلفية الفنان عبد الله الذي نشأ في بيئة مهيأة إلى حد ما، تتميز أعماله
وقد كان لنا معه هذا الحوار:
-متى بدأت رحلتك الفنية؟
بدأت رحلتي الفنية منذ الصغر حيث وجدت الدعم من عائلتي فوالدتي كانت تشجعني على العمل اليدوي بعيداً عن ألعاب الفيديو ومشاهدة التلفاز بالمقابل توفر لي كل ما يساعد على الرسم و الابتكار وذلك من أجل اكتشاف مهاراتي وذاتي، أما والدي والذي كان يعمل كمهندس معماري تعلمن منه أسس الرسم والتصميم، وكنت مهتماً كثيراً بحصة الأعمال الفنية في المدرسة، ثم تعلمت أسس الخط العربي على يد الأستاذ محمد الطاروطي والذي يعرف بأنه يملك مخطوطات عربية في مكتبة الحرم المدني، ثم تخصصت في الهندسة المعمارية التي ساعدتني في تأسيسي وتعرفي على كيفية تكوين المجسمات يدوياً وتعلمت برامج الأبعاد الثلاثية والأشكال الهندسية والرسم الحر ومبادئ النسبة والتناسب والظل والظلال.
-لكل فنان مصدر إلهام خاص فيه يبدع من خلاله في أعمال يعبر فيها فماهي بالنسبة لك؟
مصدر إلهامي هو عنصر الضوء والطبيعة، فتداخل أنماط الضوء مع الظل يشدني ويمكنني من خلال ذلك التعبير عما أراه كفنان يجد في الكون نبع خالص للإبداع.
-أعمالك تحاكي خطوط معينة ومفاهيم إبداعية هل يمكن أن تحدثنا عن ذلك؟
صحيح، بشكل عام أرى أن الطبيعة هي مصدر الإلهام الأساسي كونها تحتوي على الأشكال العضوية والتكوينات العشوائية التي تمثلت بالمخلوقات التي تتناسب وتنسجم مع الأرض والشمس والسماء فنحن نحاكي الخطوط الطبيعية في هذا الكون الجميل، بالنسبة للرسومات التجريدية في مجموعة الظل والظلال فترون خطوط عشوائية تبدأ من نواة ثم تنمو وتتجانس لتصبح شكل متكامل متداخل لها نسبتها وتناسبها وبُعدها لتكون إيقاع واحد لكل رسمة.
-الخط العربي له نصيب كبير في أعمالك الفنية فكيف ارتبطت به؟
عشقي للخط العربي يتجدد حيث تعلمت الخط العربي على يد الخطاط محمد الطاروطي، ثم مررت بعدة مراحل فنية نمت لدي أسلوب تفكيكي معين، كما أني حرصت على أن يكون أسلوبي مرتبط بموروثنا العربي، وبعد تأمل وبحث وجدت أن الخط العربي من أجمل الموروثات التي يمكن استخدامها وتشكيلها ومن ثم تطويرها، واعتمدت في أسلوبي مزيجاً بين الخط العربي والمدرسة التفكيكية في الهندسة المعمارية وهي مدرسة ظهرت 1980 حيث تعطي انطباع تجزيئي يتميز بغياب الانسجام أو الاستمرارية أو التناظر، فأصبح أسلوبي يقوم على تفكيك الحروف العربية وإعادة بنائها حسب طريقتي الخاصة.
-هل هناك خامات تأسر حسك الفني من اللحظة الأولى؟
الخشب والخامات الطبيعية.
-هل أعمال الفنان دائماً تعبر عن هويته ومشاعره؟
إذا كان صادقاً في عمله وليس مقلداً، فبالتأكيد تعبر عما بداخله نفسياً وعن مشاعره.
-هل ترى أن الفنان السعودي يحمل مقومات الفن المعاصر؟
نعم، فالفنانين السعوديين يجمعون في أعمالهم بين هويتهم والثقافة التي يكتسبونها من خبراتهم واستكشافاتهم الفنية.
-كفنان هل يمكن للناس تذوق الفن وفهم رموزه؟
نعم، فالعمل الفني عبارة عن روح ومشاعر يعبر عنها الفنان في عمله، وفهم العمل الفني سواء كان شكلاً أو رموزاً فإن المشاهد يلتقطه ويفهمه دون الحاجة لتفسير أو شرح.