خبيرات في إكسبو دبي 2020: ابتكار "إرثي" لمنسوجات من سعف النخيل يحقق الاستدامة في صناعة المنسوجات والأزياء
أكد مجلس "إرثي" للحرف المعاصرة، التابع لمؤسسة "نماء" للارتقاء بالمرأة، أهمية الاستثمار في الدراسات والبحث والابتكار في المواد الطبيعية المحلية لدورها في رسم ملامح مستقبل أسواق الحرف اليدوية والتراثية والتصميم على المستويين الإقليمي والعالمي، ودعا إلى ضرورة تعزيز الابتكار في الحرف التراثية، مستعرضاً تجربته في تطوير نموذج أولي مستدام لمنسوجات سعف النخيل بعد دراسة بحثية متخصصة أجراها مؤخراً، بدعم من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة.
دور الثقافة في تحقيق الإستدامة
جاء ذلك خلال حلقة نقاشية أقيمت في جناح المرأة ضمن فعاليات إكسبو دبي 2020 تحت عنوان: "دور الثقافة في تحقيق الاستدامة"، بالتعاون مع مؤسسة "نماء"، استضافت نخبة من الخبيرات في مجال البيئة والثقافة، أكدنّ خلالها قدرة نموذج "إرثي" لمنسوجات النخيل على دعم وتطوير صناعات الحرف والنسيج والتصميم في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة ضمن أجندة التنمية المستدامة لعام 2030.
وشارك في الندوة كلٌّ من الدكتورة ساندرا بيسيك، مهندسة معمارية حائزة على جوائز عالمية وكاتبة وباحثة ومؤلفة كتاب "عريش: العمارة بسعف النخيل"، والتي ترأست مشروع "إرثي" البحثي لتصميم نموذج أولي لنسيج النخيل، والدكتورة مالغورزاتا زيمنيوسك، الأستاذة المساعدة في معهد الألياف الطبيعية والنباتات الطبية في بولندا، وممثلاً عن "إرثي" شاركت غاية بن مسمار، مصممة الأزياء الإماراتية المتخصصة ببحوث وتطوير الحرف التراثية.
وأدارت شهد الحمادي، تنفيذي أول مشاريع التطوير والتصميم في مجلس "إرثي"، الندوة التي أقيمت على خلفية معرض للنماذج الأولية لنسيج النخيل، وهو نتاج مشروع بحثي جاء تحت إدارة وتمويل المجلس، وتضمن مجموعة صور بالأبيض والأسود توثق تفاصيل ألياف أربعة أنواع من النخيل تم تكبيرها مرات عدة تراوحت بين 40 إلى 3000 مرة بهدف استكشاف خصائصه ومميزاته.
وناقشت المتحدثات في الندوة قوة الثقافة وقدرتها على إحداث تحول جذري في مسار عملية التنمية المستدامة ومساهمتها الجوهرية في الاقتصاد، وسلطنّ الضوء على دور الابتكار في استخلاص ومعالجة ألياف سعف النخيل التي من شأنها توفير خيارات جديدة للجمهور العالمي، وأكدت المشاركات على أن البحث العلمي والعملي المكثف في هذه المواد الطبيعية الأصيلة يسهم باستدامة الاقتصاد الدائري في صناعة النسيج والأزياء.
وفي معرض حديثها عن الدور التاريخي لشجر النخيل في العمارة والبناء والحرف اليدوية، قالت الدكتورة ساندرا بيسيك: "إن شجرة النخيل جزء لا يتجزأ من حياتنا ووجودنا، خاصة مع تداعيات تغير المناخ في جميع أنحاء العالم، حيث تضاعفت أهميتها، وأصبح من الضروري أن نعيد التعامل مع هذا المكون الطبيعي".
وأكدت الدكتورة بيسيك على أهمية التعاون الدولي ودوره في بناء سلسلة إمداد قوية وتكييفها مع السياقات المعاصرة، حيث يزرع شجر النخيل في أكثر من 40 دولة حول العالم، وقالت: "إن تطوير الصناعات الصغيرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سيفضي إلى خلق فرص عمل جديدة، ويعزز المعارف المحلية المتجذرة في ثقافة دولة الإمارات".
بدورها، أوضحت غاية بن مسمار كيف شكل شجر النخيل مصدر إلهام لها في تصاميمها وأعمالها، مؤكدة أن استكشاف مجلس "إرثي" لطرق استخدام سعف النخيل المبتكرة ودمجها في حرفة السفيفة أسهم بتعزيز نطاق هذه الحرفة من حيث التصاميم والأنماط، مشيرة إلى جهود المجلس في استخدام مواد جديدة مثل جلود الإبل، واللباد، والصلصال، والزجاج في الحرف اليدوية التقليدية.
"إرثي" يطلق وثيقتين بحثيتين في إكسبو دبي 2020
وشهدت الندوة إطلاق كتيبين يضمان دراستين توثقان لبحوث المجلس حول ألياف سعف النخيل والصبغة المستخلصة من مواد طبيعية مخصصة لصباغته بألوان مختلفة، والنتائج الناجمة عن هاتين الدراستين البحثيتين.
ويتناول الكتيب الأول بحوث المجلس المتعلقة بشجر النخيل باستخدام العمليات التجريبية التي أجريت في إمارة الشارقة، وأمستردام، والمملكة المتحدة، والتي تمهد الطريق لإنتاج أقمشة من منسوجات طبيعية، وتوظف الابتكار للاستفادة من سعف النخيل كمادة خام مستدامة تستخدم في الحرف اليدوية المحلية، كما كشف المجلس عن أول نسيج صُنع من سعف النخيل خلال المرحلة الأولية من البحث، أما الكتيب الثاني الذي جاء بالتعاون مع منصة (The Alchemy of Dyeing) فيوثق الوصفات الطبيعية والمستدامة لصباغة سعف النخيل.