هيئة التراث توثق موقع "العُشيرة" ونقش "سلمة" في ينبع
في إطار الجهود الحثيثة التي تقودها هيئة التراث للوقوف على المواقع التاريخية وتوثيقها وتأريخِها، وتأكيد ما تحتويه المملكة من آثار ومعالم تاريخية تبرز المكانة التاريخية للمملكة بوصفها ملتقى للحضارات الإنسانية، وثقت هيئة التراث موقع "العُشيرة" ونقش "سلمة" في ينبع.
هيئة التراث توثق موقع "العُشيرة" ونقش "سلمة" في ينبع
كشفت هيئة التراث عن وقوف فريق علمي تابع لها على موقع "غزوة العُشيرة" بمحافظة ينبع غرب المملكة -وفقاً للمعلومات التي قدمَها فريق "إيرث للتصوير الجوي"-، كما زار الفريق مواقع أخرى في المنطقة الواقعة بين محافظتي ينبع والعيص مثل نقش "سلمة" الذي يُعد أقدم نقش صخري إسلامي مؤرخ وذلك في العام 23 للهجرة، إضافة إلى نقوش إسلامية تسجلُ للمرة الأولى بالموقع، إلى جانب بعض العيون والقنوات المائية القديمة.
وجاءت هذه الزيارة للفريق العلمي من منسوبي هيئة التراث في إطار الجهود الحثيثة التي تقودها الهيئة للوقوف على المواقع التاريخية وتوثيقِها وتأريخِها، وحصرِ مواقع التراث الوطني، وما تحويه من آثار ومعالم تاريخية، وتعزيزِ التعاون مع المنظمات والفرق والأفراد للإسهام في حصرها ونشرها.
ونوهت هيئة التراث إلى أن الفريق العلمي التابع لها زار موقع "غزوة العُشيرة" بمحافظة ينبع في منطقة المدينة المنورة ووثق إحداثيات أقدم نقش صخري إسلامي مؤرخ وصحح قراءته، وأن "ما بين ينبع والعيص" تحتفظ الصخور بأقدم نقش إسلامي مؤرخ يعود إلى العام 23 للهجرة.
ما بين ينبع والعيص؛ تحتفظ الصخور بأقدم نقش إسلامي مؤرخ يعود إلى العام 23 للهجرة. #هيئة_التراث pic.twitter.com/brLzmv7IvO
— هيئة التراث (@MOCHeritage) July 12, 2022
توثيق موقع "العُشيرة" ونقش "سلمة" في ينبع
تعد "العُشيرة" موضعاً في محافظة "ينبع" غزاه الرسول صلى الله عليه وسلم في الغزوة التي عرفت باسم "غزوة العُشيرة"، ووُصفت "العُشيرة" من بعض المؤرخين في القرن الرابع الهجري بأنها قرية صغيرة قبالة مدينة ينبع تحوي مجموعةً صغيرة من النخيل
وتضمنت المواقع المسجلة
- يتكون الموقع من مجموعة أساسات سكنية معمارية مؤلفة من الحجارة البركانية غير المنتظمة حول منطقة رملية شاسعة، وتُكَوِّن هذه الأساسات في مجملها بعض الوحدات والغرف ذات الشكل المستطيل المكون من مدماك واحد، بينما بقية الأساسات مطمورةٌ بشكل ملاحظ في منطقة من الرمال.
- وَثَّقَ الفريقُ مجموعةً من الأرحية والمدقات التي تعطي انطباعاً أن المكان كان منطقة زراعية خاصة، لوقوعها على ضفاف وادي ينبع مكوناً مصدراً رئيسياً من مصادر المياه.
- جملة من الكسر الفخارية من النوع العادي السميك الذي يستخدم عادةً كقلالٍ أو أوانٍ للتخزين، والاستخدامات اليومية الأخرى، ويمكن تأريخُها للقرن الثالث والرابع الهجري (التاسع والعاشر الميلادي) وفقاً لأسلوب صناعة ونوع عجينة الفخار.
وزار الفريق العلمي نقش "سلمة" الذي يقع شمال "ينبع" في حدود 120كم بالقرب من هجرة المثلَّث التابعة لمحافظة العيص، وأخذ صورة واضحة للنقش ومسح المنطقة المجاورة، إذْ نشر عنه في العام 2005م، حيث وَثَّق الفريق النقش وصحَّح قراءته ووثّق إحداثياته، إذْ جاء نصُّه كالتالي: "كتب سلمة، بثلث وعشرين"، كما اكتشف الفريق كشفا آخر كتبَه "سلمة" مجاوراً للنقش الأصلي ونقوش إسلامية أخرى، والتي جاءت نصوصُها: ربِ اغفر لسلمة ولمن قرأَها آمين، وتابَ اللهُ على محمد بن عبدالله.
يُذكر بأن ما يخص القنوات المائية والعيون القديمة في ينبع النخل، فقد ورد ذكر عيون ينبع التاريخية في المصادر القديمة ويظهر على منابعها القدم، وتعد هذه الينابيع والعيون مشابهة للأنظمة المائية القديمة في الأفلاج وفرزان في الخرج، وهي دليل مادي وملموس على النظام المائي القديم التي ما تزال تستخدمُ من قبل السكان المحليين في ريّ مزروعاتهم.
الصور من حساب "هيئة التراث" على "تويتر".