جلسة حوارية مع الفنانة "إلهام الدوسري" في مهرجان "جاكس للفنون"

ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان "جاكس للفنون" الذي تنظمه وزارة الثقافة، والذي لوّن حي جاكس بعروض فنية وتفاعلية، ووفر مساحة لتذوق الإبداعات الفنية المحلية والعالمية، شاركت الفنانة السعودية المبدعة "إلهام الدوسري" في جلسة حوارية شيقة وممتعة ضمن فعاليات المهرجان.

جلسة حوارية مع الفنانة "إلهام الدوسري" في مهرجان "جاكس للفنون"

شاركت الفنانة "إلهام الدوسري" في جلسة حوارية ضمن أنشطة وفعاليات مهرجان "جاكس للفنون" الذي أطلقته وزارة الثقافة بدعم من برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، والذي يستهدف جميع شرائح المجتمع، كرحلة إبداعية يقودها الفضول وتجربة تُشبع الحواس وتحاكي الذائقة الفنية.

وتضمنت مشاركة الفنانة "إلهام الدوسري" ضمن جدول اليوم الثالث لفعاليات منصة "جاكس" إحدى مناطق نافذة "عوالم الإبداع" في المهرجان، جلسة حوارية بعنوان "كيف نقرأ العمل الفني بكل حواسنا"، لتتضمن الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا لنفهم عمل فني، بحوار شيق وممتع، واستعرضت خلال مشاركتها عملها الفني الملهم "نفاه" والذي يمثل تأمل في العلاقة بين التصميم الحضري للمدن والسلوك البشري فيما يخص نساء الرياض في التسعينات والبحث الغريزي عن "النفاه" والمساحات المفتوحة.

علما بأن وزارة الثقافة تهدف من خلال مهرجان "جاكس للفنون" إلى خلق منصة ثقافية ملهمة من خلال استضافة الفنانين والشركات لتقديم مجموعة من العروض وورش العمل التي تعزز التبادلات الثقافية المساهمة في إنتاج أعمال مميزة، وخلق منصة ملهمة للأجيال الناشئة، وذلك في إطار الجهود الحثيثة التي تقودها الوزارة، لتعزيز التبادل الثقافي، وإثراء تجربة المجتمع بالفنون الإبداعية لتجعل من الثقافة نمط حياة، خاصة وأن المهرجان يوفر تجارب تفاعلية عبر نوافذ متعددة ذات أبعاد معرفية، ثقافية وفنية، ويتضمن أعمالاً وأنشطة وبرامج فنية متنوعة تهدف إلى تعزيز مكانة الدرعية بوصفها منصة فنية ملهمة وجاذبة لمتذوقي الفنون المتنوعة.

الفنانة "إلهام الدوسري"

"إلهام الدوسري" نحاتة وفنانة مفاهيمية (بحثية) مستقلة متعددة الممارسات الفنية وكاتبة، يرتكز عملها على أبحاث في مجالات التصميم الحضري والنساء والنظرية الاجتماعية بالإضافة إلى التمعن في الحياة في المملكة العربية السعودية ما قبل الإنترنت، ولقد ساهمت كل من حاجتها إلى تجربة أشكال مختلفة من التعبير الفني إلى جانب امتداد ممارساتها المهنية في قطاع الأعمال والتسويق والصحافة والكتابة الإبداعية والترجمة، في اتساع حيلة نهجها العملي والشامل في صناعة الفن كفنانة ممارسة مستقلة.

وكانت الفنانة "إلهام الدوسري" قد تخصصت في المحاسبة وإدارة الأعمال من جامعة الملك سعود، وعملت في الاستشارات المالية إلى جانب امتهان العمل الحر في المجال الإبداعي كرسامة ومصممة رسومات، ثم تشعبت في العمل الإبداعي لتعمل أيضاً ككاتبة إبداعية ومُعِدّة محتوى رقمي إعلامي ومديرة للعلامة التجارية ومستشارة إعلامية، حيث التحقت بدورات في الإخراج الفني والرسم السريع والتسويق الاستراتيجي من جامعة الفنون في لندن وإنسياد في باريس، وأكملت الدوسري إقامة فنية لدى "ماس ألس إيقولس" لمدة شهر في منطقة توريّس دي فوا، برشلونة، كتالونيا في إسبانيا في فبراير من عام 2020، متأثرة بتجربتها في الإقامة، وعزمت التفرغ لممارسة الفن، مبتدئة بتنفيذ عمل "نفاه"، وهو عمل فني تركيبي وخزفي تم عرضه لأول مرة في معرض شارة في جدة نوفمبر من عام 2020، ومن تنظيم المجلس الفني السعودي.

وتستكشف الفنانة الدوسري الحالة الإنسانية وآثار المدنية عليها بشكل عام، وحياة النساء في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في الرياض من الطبقات الاقتصادية المتوسطة والدنيا بشكل خاص، وكيف أثّرت التصنيفات الاقتصادية والاجتماعية على حياتهن وسلوكياتهن، والعلاقة بين التصميم الحضري والسلوك البشري الخاص بهؤلاء النساء، ومن خلال أبحاثها الشخصية وأعمالها الفنية، تشجع الدوسري على سد فجوة التوثيق البصري والنصي فيما يخص الحياة اليومية للمرأة السعودية، وعلى خلق مساحة آمنة لجيل من النساء السعوديات الأكبر سناً للمشاركة في الخطاب الحالي للسعودية كبلد يزدهر اجتماعياً وثقافياً بشكل متواتر، تكريماً وإجلالاً لأولئك النساء والفتيات من الماضي القريب شديد التباين مع المشهد السعودي الاجتماعي اليوم، ولقد لفتت الأنظار إليها بشكل خاص حين عملت على بحث اجتماعي مصور يعتبر الأول من نوعه عن مهنة شعبية بعيدة عن الأضواء، تحت عنوان "الصبَّابات: كرم الضيافة وتعاضد النساء".