الأديبة السعودية كفاح بوعلي لـ "هي":وجدت طفلاً مختبئ في عمق روحي يمنحني الإحساس والكلمة
كفاح بوعلي كاتبة وناشرة سعودية و قبل كل ذلك أم شغوفة بتربية أطفالها، تعمل حالياً استشارية ومرشدة نفسية. تعالج كفاح المشاكل السلوكية والاضطرابات الانفعالية التي قد يعاني منها الأطفال عن طريق جلسات قرائية قصصية.
أصدرت الكاتبة كفاح عدد من قصص الأطفال وتشغل حاليا عدة مناصب فهي المدير التنفيذي لكل من مؤسسة دار راوي للنشر، ومؤسسة كاف الخضراء للفعاليات الترفيهية وهو مركز متخصص في رعاية الأطفال الرضع (٠-٣) سنوات، مركز يعتني بأدمغة الأطفال مثلما يعتني بأجسادهم الصغيرة.
فازت الأديبة كفاح بوعلي بجائزة الأدب في الدورة الثانية من مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية المنظمة من قبل وزارة الثقافة تقديراً لجهودها في الكتابة فهي تسعى دائماً إلى الارتقاء بالبشرية وتؤمن بأهمية أدب وثقافة الطفل.
في حوار حصري لـ ”هي“ تخوض الكاتبة كفاح بوعلي في تفاصيل عشقها للكتابة وأحلامها المتعلقة بمجال أدب وثقافة الأطفال، إليك تفاصيل الحوار ….
ما نوع القصص التي تكتبينها؟
انطلاقاً من مشروعي الذي آمنت به كل خلية من خلايا جسمي قررت أن أكتب للأطفال الصغار لأعبر بكل جوارحي عن أحاسيسهم واكشف عن مشاعرهم، أخبر عن احتياجاتهم واهتماماتهم وطريقة تفكيرهم التي لا تشبه الكبار.
لم أجد طريقاً أجمل من (فن الكتابة للطفل) لتحقيق رسالتي في الحياة وهي " أن أُساهم في الارتقاء بالعنصر البشري إلى ما دون الكمال وإضافة الصفاء، الحب ،السعادة ، الأمل والسلام إلى روح كل إنسان طفل وطفل إنسان.."
لماذا اخترتِ كتابة قصص للأطفال؟
أميل للكتابة عن الأطفال الخافتة أصواتهم، الذين لا يملكون القدرة الكافية للتعبير عن أنفسهم حيث أنهم لم يراكموا بعد مفرداتهم الخاصة، فما زالوا في طور جمع الكلمات واختبار نطقها مع أقرانهم .. ومع هذا ربما اتجه للكتابة مستقبلاً لفئة قد تكبرهم سناً ولكنها لا تلقى دوماً أذنا صاغية تُدرك ما تريد قوله (فئة اليافعين)..
ما الذي دفعك إلى كتابة قصص للأطفال تساعد في معالجة المشاكل النفسية؟
عشقي وإيماني بأدب وثقافة الطفل لم يتوقف عند حد الكتابة العشوائية، بل سعيتُ جاهدة لأصقل تلك الكتابة بدراسة أكاديمية تمنحني ثقة مواصلة المسير في هذا الطريق، فقضيت سنتين في مشوار دراسة الماجستير التي أنهيتها بتوفيق من الله بعد تحضير الرسالة في موضوع " فاعلية قراءة القصص في تشكيل الشخصية الإيجابية للطفل "
ولأكون جزءا فعلياً من عالم الطفولة كان لابد أن أمتلك جواز عبور يمنحني الحق للتجول في تفاصيله، فوجدت طفلاً مختبئ في عمق روحي يمنحني الإحساس والكلمة، فاخترت أن أكتب لأمنح هذا الطفل وكل طفل الراحة والمتعة والسعادة، أساعده على تخطي الصعوبات التي قد تقف حائلاً بينه وبين الاستقرار والهدوء. فالطفل كلما نما في بيئة نفسية مستقرة كلما زادت فرص النجاح في حياته الآنية والمستقبلية .
من أين تستلهمي حبكة القصة ؟
غالباً ما استلهمها من الانغماس العميق في مواقف قد يعتبرها البعض عابرة ولكنها بالنسبة لي عالم مليء بتفاصيل دقيقة تستحق التجسيد، وأحياناً تأتي من الحوارات التي استمتع بها مع الأطفال الصغار
أو تلك النمنمات الشيقة التي تدور بينهم ممزوجة بشيء من خبايا وبقايا أيام الطفولة.
ماذا شعرتِ عند فوزك بجائزة الأدب؟
كانت ليلة الفوز بالجائزة أشبه بـ ليلة ربيعية حالمة، تراقصت فيها كل مشاعر الفخر والحب والامتنان .. أن يُتوّج المرء بعد مسيرة كفاح طويلة لابد أن يشعر حينها بالاعتزاز والتقدير الذي منحته إياه تلك اليد المعطاءة.. لم يكن فوزا اعتيادياً بل كان احتفالاً استثنائياً سيبقى أثره منقوشاً في ذاكرة الجسد والروح.
ما الخطة المستقبلية لكفاح في عالم الأدب؟
أخطط أن أزيد من فرص الاختلاء مع القلم والورقة لغرض زيادة الإنتاج كما أطمح أن أرفع من جودة صناعة محتوى يمتد أثره عبر الزمن فلا يخفت بريقه مهما تغيرت وتبدلت الأحوال، أتوق إلى جذب كل من لديه القدرة على الكتابة أساعده بتهيئة الظرف والمكان لنحقق معاً الغزارة في العطاء..ما زال لديّ الكثير من الخطط والأحلام المتعلقة بمجال أدب وثقافة الطفل.