نورة بن سعيدان لـ "هي" : أعتبر نفسي سفيرة للفن في السعودية
تمكنت الفنانة التشكيلية السعودية المتميزة نورة بن سعيدان الحاصلة على ماجستير تربية فنية، من أن تصقل موهبتها مع الزمن لتحلق في فضاء الفن التشكيلي الواسع، لتحقيق جملة من الطموحات والآمال التي سيطرت عليها منذ الطفولة، ولم تكتفي بذلك بل أنها سعت إلى نثر الفن بين أرجاء مجتمعها، وحملت على عاتقها مهمة تعليم الشغوفين والشغوفات مباديء الرسم والفنون بأنواعها، حتى اعتبرت نفسها سفيرة للفن في السعودية.
التقت "هي" الفنانة التشكيلية نورة بن سعيدان، وكان لنا معها هذا الحوار الممتع..
كيف انطلقتِ في عالم الفن التشكيلي؟
عشقت الرسم والفنون منذ كنت طفلة صغيرة، وأكملت دراستي الجامعية وحصلت على ماجستير تربية فنية من جامعة الملك سعود، وشهادة مدرب فنون معتمد من أكاديمية SB البريطانية، واتجهت في البداية للعمل بالفاشن ديزاين، ولكنني وجدت نفسي أكثر ميلا إلى مجال الرسم، فعملت على تطوير نفسي وتنمية موهبتي، حتى وصلت لما أنا فيه الآن.
تطلقين الفيديوهات التعليمية الخاصة بالرسم و الفنون عبر قناة يوتيوب وعبر حسابك في الانستقرام والسناب شات، حدثينا عن بداية هذه الفيديوهات؟
كانت بداياتي في هذا الجانب من قبيل التجربة فقط، حين شاركت متابعيني عبر تويتر فيديو تعليمي عن أدوات الرسم، وتفاجئت بأن وصل عدد مشاهدي هذا الفيديو الى 70 ألف مشاهدة، فشعرت حينها بمدى حاجة الكثيرين لوجود من يدعمهم ويساعدهم، فقررت التوسع في هذا المجال، وأنشأت قناة خاصة على اليوتيوب و كذلك عبر حسابي بالانستجرام وسناب شات، وحرصت على انتهاج الطرق المبسطة والسهلة والتفصيلية التي نالت ولله الحمد اعجابا واقبالا كبيرا من قبل المهتمين والمحبين للفنون ليس من داخل السعودية فحسب، بل من قبل الكثير من دول الخليج أيضا، حتى أنني أقابل الكثير من متابعيني عبر المعارض وأسمع منهم الكثير من العبارات التشجيعية التي تدل على أن هذه الدروس قد غيرتهم حياتهم وثقافتهم الفنية.
هل يعني ذلك أنكِ تشعرين بمسؤولية في هذا الجانب نحو الآخرين؟
الحقيقة نعم أشعر بأن هذا واجبي، وخاصة أنني كنت في وقت من الأوقات بحاجة لمن يدعمني، وكنت أبحث عن فرصة، كما أنني استشعر بواجبي نحو الكثير من الموهوبين والموهوبات الذين يسكنون في المناطق النائية، ولا تتوفر لديهم فرصة التعلم على أرض الواقع، ولا يجدون وسيلة أخرى سوى مثل هذه الدروس التعليمية.
هل تعتقدين بأن السوشال ميديا قادرة بالفعل في التأثير على النجاح؟
لا يمكن أن ننكر أننا جيل مندفع نوعا ما نحو السوشال ميديا، ولن نستطيع أن ننكر أيضا بأن الكثيرين والكثيرات قد حققوا نجاحا متميزا من خلالها، هي ولا شك سلاح ذو حدين، وكل منا قادر على توجيه سلاحه بالطريقة التي يريدها.
تحرصين على المشاركة الدائمة في المعارض، هل تعتقدين أن مشاركة الفنانين في هذه المعارض شيء هام؟
نعم هي احدى التجارب الغنية بالمتعة والفائدة لجميع الفنانين والفنانات، ويجب أن يحرص الفنانون وخاصة المبتدئين على الحضور والمشاركة في المعارض لدعم التغذية البصرية لديهم واكتساب الثقافة والخبرة الفنية اللازمة، ولقد كانت ولله الحمد مشاركاتي السابقة في العديد من المعارض مشاركات ناجحة، مثل معرض فن التصميم الانشائي والداخلي، ومعرض الرداء العربي، وكذلك معرض "أتون" في مصر، وأنوي قريبا المشاركة في معرض الامارات باذن الله، وأعتقد بأن مشاركة الفنان بشكل عام في الفعاليات المتنوعة، شيء هام وممتع، فأنا أشارك حاليا في فعاليات مهرجان الشارع الثقافي في الرياض، وأعتقد بأنها تجربة مميزة بأن أرسم بالبخاخ أمام الحضور.
ما الذي يميز نورة بن سعيدان عن غيرها من الفنانات التشكيليات؟
أنا لا أسعى لأن أكون فنانة فقط، ولا أفكر في الربح المادي فحسب، بل أعتبر نفسي سفيرة للفن، وأسعى لأن أدرج نفسي كداعم للفن والفنانين والفنانات، وأن أتمكن من ايصال رسالة للمجتمع عن أهمية وجمال هذا الفن.
هل هناك كلمة تريدين توجيهها للفتيات السعوديات اللاتي يتمتعن بموهبة الرسم ويرغبن في تطوير موهبتهن؟
عندما ننظر إلى الفتاة السعودية حاليا، سنجد أنها قد أصبحت أقوى وأكثر قدرة على مواجهة التحديات بكل ثقة، خاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وتواكب ذلك مع التغير في الذوق والمفهوم العام من جميع شرائح المجتمع، وبدأ الكثير من الناس يتفهمون المدارس الفنية وينظرون اليها بوعي وادراك متميز، وهذا مايبشر بمستقبل مضيء أمام التشكيليات السعوديات، ولكن عليهن أن يطورن أنفسهن وينمين موهبتهن بطريقة صحيحة، من خلال تعلم أساسيات الرسم، واختيار الطريقة المناسبة لهن ولميولهن، وأنصحهن بالابتعاد عن الفن التجريدي في البداية فهي مرحلة متقدمة وصعبة بالنسبة للمبتدئات، وليتذكرن أن الفنانة السعودية الواثقة من نفسها قادرة على الابداع والتميز، طالما هي محافظة على عاداتها وتقاليدها.