أمل الحامد لـ "هي": لولا "التأتأة" لما أصبحت "كاتبة".. وبسبب "القسوة" إخترت تخصص "علم النفس"
"لولا التأتأة لما أصبحت "كاتبة".. ولولا "القسوة"في حياتي لما إخترت تخصص "علم النفس"، بهذه العبارات وصفت الكاتبة والاخصائية النفسية "أمل الحامد" ملخص مسيرتها مع صعوبات عدة واجهتها، لتؤمن وتتيقن مع مرور الوقت بأنها كانت مراحل للنضج والتعلم والقوة، والتي التقتها "هي" في حوار خاص لإلقاء الضوء على مسيرتها المهنية المتنوعة والمميزة.
عرفينا عن نفسكِ.
"أمل الحامد" ولأن لاشيء في هذه الحياة عبثيا، ولأن كل أمر وحدث هو رسالة وله رسالة بحكمة الله سبحانه وتعالى، فالإنسان المتفائل دوما بالتأكيد لديه "أمل" وبالتالي يكون "حامدا" لله لكل النعم والعطايا منه سبحانه، فأنا "أمل الحامد" الروائية والأخصائية النفسية.
نجحتي في اقتحام عدة مجالات.. أيها الأقرب إلى قلبكِ؟
لاأعتبره "اقتحام" بل طريق يسره وسخره لي الله سبحانه، وكل ميسر لما خلق له، بينما المجال الأقرب لي هو "الكتابة".
والحقيقة أنني كنت اعاني بطفولتي المبكرة وحتى نهاية العشرينيات من عمري من "التأتأة" ولكِ أن تتخيلي مقدار الحجل الاجتماعي وقدر السخرية الذي واجهته، وكنت وقتها أدون تلك المعاناة بالورقة والقلم! وكنت أتخيل أنني فتاة سليمة ومعافاة من "التأتأة" وكاتبة! وظل هذا الحلم والطموح يروادني وملازما لي لسنوات طويلة، وكنت في كل مرة أشعر بالضيق أعود لأتخيل تلك الفتاة الناجحة وأتمنى أن أكون يوما ما "كاتبة " مشهورة ومعروفة، وأن أظهر في "التلفزيون" وأتحدث عن نجاحي، وهذا ما حدث ولله الحمد بعد سنوات "أمل" بالله سبحانه وكفاح وإرادة وحب واجتهاد.
وعلى الرغم من أنني عملت كمعلمة حاسب آلي، ودرست علم النفس وتدربت بعدة مستشفيات كـ"أخصائي نفسي إكلينكي"، وعملت أيضا كمعدة برامج بالتلفزيون، إلا أنني عدت لحبي الأول "الكتابة".
تعد مرحلة الطفولة هي المرحلة التي ترتكز عليها شخصية الانسان بالمستقبل.. هل تعتقدين بأن هذا الرأي ينطبق عليكي؟ وإلى أي مدى أثرت طفولتكِ على شخصيتكِ؟
نعم بالتأكيد، فعلم النفس يقول (أعطني إهتمام وعناية في "السنوات الخمس الأولى" من حياة الطفل، أعطك إنسانا ناضجا في المستقبل) وبالتالي فان السنوات الأولى من عمر الإنسان لها التأثير الأكبر في تكوينه، ولا يعني ذلك بأن الأعوام اللاحقة أقل أهمية، ولكن جوهر الأهمية يجب أن تعطى للسنوات الخمس الأولى كونها تلعب الدور الأساسي المحدد لشخصية الطفل.
والحقيقة أن طفولتي لم تكن مستقرة ولكنها شكلت شخصيتي، فلولا التأتأة لما أصبحت "كاتبة" تجري معي مجلة لها وزنها كـ "هي" هذا اللقاء.
كنت في طفولتي أردد دعوة سيدنا موسى عليه السلام (ربي أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي)، والذي كان هو أيضا مصابا بالتأتأة، ولولا الله ثم هذا الجرح بحياتي والذي سببه لي طلاق أبي وأمي وقسوة زوجة أبي لما كنت أيضا في يوم من الأيام ضيفة برنامج (صباح العربية) وكنت فيه "أمل الحامد" المعالجة النفسية، فلولا "القسوة"في حياتي لما إخترت دراسة تخصص "علم النفس" والذي تمكنت من خلاله من أن أفهم وأعي وأعرف أن أحل مامررت به ومايمر به الناس حولي.
رحم الله أبي الذي كان دوما صديقي وداعم لي وأخي عمر رحمه الله والذي كان أبي الثاني وأختي سلوى وعمتي نور أخت والدي رحمه الله.
حدثينا عن عملكِ بمجال اعداد البرامج.
كان برنامج "صباح السعودية" أول برنامج بدأت العمل به كمعدة برامج تلفزيونية في الرياض بعام 2011م، ولأن الحياة سلسلة من المفارقات العجيبة، كان هو أول برنامج ظهرت به كضيفة في أول ظهور تلفزيوني لي ككاتبة وتحدثت وقتها عن روايتي "رحلة شرف زيدون"، وإنتقلت بعدها إلى جدة وعملت بقناة أجيال السعودية للأطفال مابين عامي 2012-2013، ولن أنسى من آمن بي وهو الأستاذ "خالد البيتي" مدير تلفزيون جدة وقتها، وأيضا الأستاذة "ندى فران" مديرة قناة أجيال والتي كانت من أبرز الداعمين لي، ومن البرامج التي أعددتها على القناة (أصدقاء أجيال، عباقرة أجيال، اتحدى وإكسب الجزء الأول والثاني)، كما عملت مشرفة لقناة التواصل الإجتماعي "قوارير" يوتيوب عام 2016م.
حدثينا عن روايتكِ "رحلة شرف زيدون".
هي رواية كتبتها بـ 17 شهرا، ولقد صُنفت على أنها من أدب الرحلات، ولقد وقعتها ولله الحمد والمنة في معرض الشارقة الدولي للكتاب في نوفمبر 2016م، ومعرض جدة للكتاب في ديسمبر 2016م، ودشنتها في فيرجن في جدة بفبراير 2018م، وهي قصة شاب من العراق إسمه "شرف زيدون" كان مرتحلا كما هو واضح من إسم الرواية "مريدا" للسلام لكنه اكتشف عندما بلغ "الأربعين" عاما أن الإنسان يجد "السلام داخله! ورسمت الشخصية بمحاذاة "شمس التبريزي"، ولن أطيل أكثر فلابد للقارئ أن يقرأها.
لماذا مر عامان ولم تصدري رواية أخرى؟
لأنني مازلت أكتبها، والقادم أجمل بإذن الله، ولكنني أكتب مقالات بدار "مداد الإماراتية" للنشر وهي أفضل دار للنشر عام 2016م.
كلمة أخيرة..
سأقتبس من روايتي "رحلة شرف زيدون": (أنا هنا أحول تجاربي إلى كلمات، وأنت هنا لترى تجاربك في كلماتي! أحدنا يكمل الآخر كلنا متصلون وكلنا مريدون).. الحياة رحلات.. وتجارب.. ننضج من خلالها، ولابد من التكيف مع الصعوبات كتجارب للنضج تمنحنا القوة بإذن الله، وهذا هو تعريف الصحة النفسية.
وأخيرا.. أشكر أسرة مجلة "هي" لإتاحة هذه الفرصة الجميلة لي ليعرفني قرائها.