"كلمات لتمكين الأطفال" و"المنظمة العالمية للملكية الفكرية" تتعاونان لدعم كتب الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية
وقعت مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، المؤسسة الإنسانية المعرفية غير الربحية، التابعة لمجموعة كلمات، اتفاقية مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو"، إحدى وكالات الأمم المتحدة، بهدف ضمان وصول الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية إلى الكتب الميسّرة.
وتسعى مؤسسة كلمات من خلال هذه الاتفاقية إلى مساعدة هذه الفئة من الأطفال واليافعين، حيث تشير الاحصائيات إلى أن أعدادهم تتجاوز الـ 85 مليون شخص في الوطن العربي وجميعهم يعانون من مشاكل بصرية تمنعهم من قراءة الكتب المطبوعة، ويُشكل الأطفال الذين تعرضوا للإعاقات البصرية بسبب الحروب والنزاعات الإقليمية جزءاً كبيراً منهم.
ووقع الاتفاقية بمقر المنظمة في جنيف بسويسرا، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال، وسعادة فرانسيس جيري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو".
وتأتي الاتفاقية ضمن أنشطة "اتحاد الكتب الميسّرة"، وهو شراكة تجمع "ويبو" بمؤسسات في القطاعين العام والخاص، ومؤسسات أخرى معنية بخدمة ودعم الأشخاص المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية، حيث تنص على أن تقدم مؤسسة كلمات سلسلة من الدورات التدريبية والدعم الفني والتقني للجهات الإقليمية الملتزمة بتطبيق "معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات".
وتركز الاتفاقية في المرحلة الأولى على التعاون لإصدار 100 كتاب باللغة العربية للأطفال المكفوفين بنظام التنسيق الميسّر، مع خطوات مستقبلية لتوسيع الاتفاق بحيث تشمل مساعدة الكتّاب والناشرين على إصدار أعمال ميسّرة التنسيق يستفيد منها الأطفال المكفوفين وذو الإعاقة البصرية، بالإضافة إلى التعاون مع المكتبات لتعزيز محتوياتها من المنشورات والإصدارات والكتب الميسّرة.
وفي هذا الصدد قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: "تهدف الشراكة الاستراتيجية بين (مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال) والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (ويبو)، إلى توسيع نطاق أعمال المؤسسة الرامية إلى إتاحة وصول الأطفال المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية إلى الكتب الميسّرة باللغة العربية، إيماناً من المؤسسة بحق كافة الأطفال المعاقين بصرياً على المستوى الإقليمي والعالمي في الحصول على فرص متكافئة في التعليم والثقافة والمعارف اللازمة لضمان تحقيق نجاحهم في المستقبل".
وأضافت: "تستند الرؤية التي تتبناها مجموعة كلمات على القيم الإنسانية والأخلاقية، ويتمثل ذلك في إدراكنا بأن توفير الكتب الميسرة، وتسهيل الوصول إليها، يُشكل تحدياً حقيقياً لا يُمكن تخطيه دون العمل المشترك، الأمر الذي يجعل شراكتنا مع (ويبو) خطوة نحو تشجيع المنظمات والجهات المعنية بحقوق الأطفال على الانضمام إلينا، وتوحيد الجهود لضمان حقوق الأجيال الناشئة في الوصول إلى الكتب ومصادر المعرفة".
وقال سعادة فرانسيس جيري، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية: "تعاون إتحاد الكتب الميسّرة ومؤسسة كلمات لتمكين الأطفال في عمل جديد من شأنه أن يساعد على إيصال الكتب ونشر المعرفة بين أوساط الشباب الناطقين بالعربية، كما يعزز إمكاناتهم ويساهم في التقدم الثقافي والتعليمي العام". وأضاف: "هذا مثال آخر يدل على المساهمات الملموسة التي يقدمها اتحاد الكتب الميّسرة لتوفير الكتب بأنساق وصيغ جديدة يسهل الوصول إليها، انسجاماً مع معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات".
وقال جيري: "تشكل هذه الاتفاقية إطاراً للتعاون المبتكر توفر بموجبه المنظمة العالمية للملكية الفكرية التدريب والمساعدة الفنية للناشرين، والتي يمكن أن تسهم في إنتاج مجموعة من الكتب بصيغ وأنساق ميسرة يسهل الوصول إليها لصالح الأطفال المكفوفين أو ذوي الإعاقة البصرية. ونأمل استخدام هذه الطريقة في نشر الكتب الميسرة، حتى لا نصل إلى اليوم الذي يفتقر فيه ذوو الإعاقات إلى الكتب ومصادر المعرفة، الأمر الذي يدفعنا إلى تكثيف الجهود العالمية لزيادة عدد الكتب الميسرة أمام ذوي الإعاقات في قراءة المطبوعات".
وتسعى مؤسسة كلمات لتمكين الأطفال التي أطلقتها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في أبريل 2016، إلى ضمان الحق الأساسي لكل طفل بأن يقرأ، وبجعل الكتاب الوسيلة المُثلى لتطوير قدرات الأطفال الذهنية والاجتماعية بطرق إيجابية، إيماناً منها بقدرة الكتاب في التأثير المباشر على عملية تنشِئة أجيال المستقبل. وتعمل المؤسسة على تسهيل إمكانية وصول الكتب إلى المكتبات العامة، ومخيمات اللاجئين، وتمكين الأطفال في المناطق المحرومة من الحصول على المعرفة.