اول مشروع من نوعه: مركز تجميل بكوافيرات من "الصم والبكم"
ان فكرة أي مشروع تعد كبادرة صغيرة تحتاج إلى رعاية واحتضان وتوفير بيئة مناسبة ومحفزة حتى تنمو وتثمر وتترجم إلى مشروع منتج يخدم الأفراد ويحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولا بد ان يهدف المشروع إلى تعزيز القدرات الإبداعية الكامنة لدى الافراد والمساهمة في تنميتها، وخاصة ان كان هؤلاء الافراد من ذوات الاحتياجات الخاصة الأشد حاجة الى الدعم والمساعدة، بالتأكيد على الدور والمسؤولية الاجتماعية لرجال وسيدات الاعمال.
وفي اطار ذلك أبدت سيدة الأعمال السعودية رانيا هاشم آل محمد، عن رغبتها في تبني فكرة انطلاق مشروع يهتم بذوات الاحتياجات الخاصة من الصم والبكم في المجتمع السعودي، ليكون بمثابة انطلاقة اجتماعية كبرى للعناية بهذه الفئة من النساء في المجتمع، وأوضحت في حديث خصت به "هي" عن نشأة الفكرة وأسباب تبنيها هذا المشروع، وعن آمالها وطموحاتها في السعي قدماً في تطوير هذا المشروع، بعد أن يستكمل كل خطوات تأسيسه بالشكل الذي يتفق مع أهدافه الأساسية.
فكرة مشروع المركز التجميلي
صرحت السيدة رانيا، بأنها تسعى من خلال مشروعها هذا الى ان تثبت للجميع، ان الاعاقة ليست اعاقة بصر أو حركة أو نطق أو عجز ما بالجسم ، بل هي اعاقة الفكر والعقل، وانها اختارت دعم فئة غالية على قلوب الجميع وهي فئة الصم والبكم، في ظل حاجتهم الى مشاركة افراد المجتمع لهم، وان يشعروا بحاجة المجتمع اليهم كما هم بحاجة ماسة إليه، وتساؤلات عن نصيبهم في المشاريع التي يقيمها افراد المجتمع الاصحاء، وحاجتهم الى ايجاد الدعم اللازم لتوظيفهم ليكونوا اعضاء صالحين في المجتمع، ومشاركين ايضا في تقدمه وازدهاره، ومن هنا قررت اطلاق مشروعها الخاص "مركز تجميلي" لخدمة هذه الفئة، بتوظيف سعوديات من فئة الصم والبكم، ليقم على اكتافهن هذا المشروع.
وبينت السيدة رانيا الملقبة بـ "ام يوسف" انها ستكون المساند الاول للسعوديات العاملات "كوافيرات" في المركز، وستكون هي الوسيط الدائم بينهن وبين زبونات المركز، خاصة وانها متقنة للغة الاشارة، لأن زوجها من هذه الفئة، وهذا ما جعلها مقربة باستمرار منهم، ومدركة لاحتياجاتهم.
اختيار العاملات في المركز التجميلي
وحول اختيار العاملات، اوضحت السيدة رانيا بأنها اختارت 3 فتيات سعوديات اعمارهن (18- 22- 30) يمتلكن فكرة مبدئية عن عمل الكوافيرات في صالونات التجميل، هذا على الرغم من تخوفهن من فكرة المشروع في البداية، وقلقهن من خوض هذه التجربة، إلا انهن قد تقبلن الفكرة بعد ان رأين اصرارها وحماسها وايمانها بقدراتهن.
واكدت بقولها: "ساحرص على الوقوف بجانبهن حتى يثبتن نجاحهن، خاصة واني امتلك خبرة جيدة في هذا المجال، وستساندني اختي ايضا في ذلك، حتى يتقن كافة الامور الخاصة بعملهن ككوافيرات محترفات".
تمويل مشروع المركز التجميلي
اما بخصوص تمويل المشروع، فقد قالت السيدة رانيا: "امتلك قطعة ارض ولقد قررت ان ارهنها لأبدأ بمشروعي الذي امتلك فكرته المبدئية منذ فترة طويلة، ولله الحمد انتهيت من كافة التجهيزات الخاصة بالصالون التجميلي، وتلقيت دعم لا محدود من المحيطين بي بعد الله، وخاصة من قبل خبيرة التجميل لينا حجاوي، وسيدة الاعمال سهير الصيداوي، وسنبدأ اولى خطوات العمل من يوم غد الثلاثاء باذن الله، بتخصيص جزء خاص من مشغل "بيوتي لولو" لعمل الفتيات التي تم اختيارهن فيه".
النظرة المستقبلية للمشروع
اكدت السيدة رانيا أن هذا المشروع هو الخطوة الاولى التي تسعى من خلالها الى دعم السعوديات من فئة الصم والبكم، وستتبعها خطوات اخرى باذن الله، ومنها انشاء خطوط انتاج للرسم على الخزف والكروشيه والذي تتقنه الكثيرات منهن، وكذلك التجهيزات الخاصة بتجهيز الولائم من الأكلات والاطباق الشعبية، خاصة وان الكثيرات منهن بحاجة الى الرعاية والدعم اللازم، فهن يعشن في صمت دائم، ويتطلعن إلى وجود من يقدم لهن يد المساعدة والعون في امورهن بهدف تأمين حياة كريمة لهن.