السعودية : ثمانينية كفيفة تحفظ القرآن كاملا رغم أميتها!
يعتقد البعض أن من الصعب بل من المستحيل أن يتمكن كبار السن من حفظ القرآن ، و لا شك أن وجود عائق بصري أيضا سيسهم في هذه الاستحالة ، و خاصة ان كان كبير أو كبيرة السن " أميَ" أي لا يعرف القراءة و الكتابة ، إلا أن مسنة ثمانينية كفيفة كسرت هذه القاعدة المستحيلة و تمكنت من حفظ القرآن كاملا رغم أميتها!
ثمانينية كفيفة تحفظ القرآن كاملا رغم أميتها
استطاعت مسنة أمية كفيفة تجاوز عمرها الــ 85 عاماً، من حفظ القرآن كاملا، بامتلاكها لسلاحا يتكون من أربع كلمات: "الهمّة، و الإرادة، و العزيمة، وَ البِدار"، بعد توفيق الله و اعانته لها في حفظ القرآن الكريم، و الذي كان يمثل حلم حياتها الذي تتمنى تحقيقه يوما ما.
وفي التفاصيل التي اوضحتها احدى الصحف المحلية، فإن الثمانينية الكفيفة حافظة القرآن الكريم " نورة خالد عبدالله الحنابجة " و التي تفضل دعوتها بــ " أم خلف " تقطن في محافظة وادي الدواسر، قد عاشت حياة قاسية و صعبة، حيث أن المسنة السعودية " أم خلف " قد فقدت بصرها أثر مرض الجدري الذي أصيبت به و عمرها أربع سنوات، لتسلم نفسها حينها مجبرة لقسوة الحياة التي عاشتها لتساعد أهلها رغم فقدها بصرها في الزراعة بحثاً عن لقمة العيش الصعبة، حتى تزوجت و كان القدر أسرع حيث فقدت زوجها بعد أربع سنوات، لتتحمل تربية أبنائها في ظروف قاسية جداً، بينما أسهم والدها كثيراً في مساعدتها على تجاوز محنتها، حتى جاء الفرج و كبر الأبناء، و تبدل الحال بحمد الله إلى الأفضل.
علما بأن ابنها البكر " خلف " قد سعى إلى تأمين كل ما تحتاجه والدته لتحقيق حلمها فأحضر لها مختلف الأجهزة الصوتية، و المواد التي يمكن أن تحفظ القرآن من خلالها، حتى استطاعت أن تحفظ كثيراً من قصار السور، و في فترة حماسها و تشجعها و إقبالها فُتحت في الحي الذي تقطنه عام 1428هـ، و هي " دار أم المؤمنين خديجة بنت خويلد" النسائية لتحفيظ القرآن الكريم، لتلتحق بها، فاستطاعت خلال 11 عاماً بفضل الله من حفظ القرآن الكريم كاملاً.
حفل تكريم الثمانينية الكفيفة " أم خلف "
أشارت مديرة القسم النسائي بجمعية بصائر الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، خديجة عبدالله العُمري، التي تبنت حفل تكريم للوالدة " أم خلف " من قبل القسم النسائي وبحضور مديرة و منسوبات الدار و زميلاتها، أن تلك المسنة الطموحة قد وضعت لها هدفاً و هو حفظ كتاب الله، و سعت لهذا الهدف و حققت ما سعت إليه بعزيمة و إصرار و رغبة فضربت أروع الأمثلة في سعيها و تحقيق هدفها.
ومن جانبها أوضحت مديرة دار أم المؤمنين خديجة بنت خويلد النسائية لتحفيظ القرآن الكريم، نورة سعيد الدوسري، إن تلك الحافظة كانت تبعث في معلماتها و زميلاتها الحماس رغم ما بها من تعب كبر السن و فقد البصر، و كانت مثالاً للمرأة الطموحة التي لا تقف الحواجز أمام طموحها حتى أتمت حفظ القرآن الكريم الذي كان هو حلمها.