من هو الطفل السوداني الذي استضافه خادم الحرمين لأداء العمرة؟
شروق هشام
عُرفت المملكة العربية السعودية بأنها سباقة لفعل الخير ورعايتها للإسلام والمسلمين في جميع أنحاء العالم، كما أنها تدعم العلماء والمخترعين، وتستضيفهم في مختلف المناسبات وتحسن ضيافتهم على نفقتها، وفي بادرة إنسانية ليست بغريبة على المملكة، استضافت الطفل المخترع الأمريكي من أصل سوداني أحمد محمد الحسن لأداء مناسك العمرة برفقة عائلته.
قصة الطفل أحمد
كان الطفل المسلم أحمد (14 سنة) حديث وكالات الأنباء والإعلام العالمي خلال الفترة الأخيرة، حيث تم اعتقاله في ولاية تكساس عقب اختراعه ساعة إلكترونية، ظنت معلمته أنها قد تكون قنبلة، فقامت بإبلاغ الجهات الأمنية التي اعتقلته من المدرسة!
وأثارت هذه الحادثة البيت الأبيض، فأعلن الرئيس الأمريكي أوباما في تغريدة سعادته بالطفل السوداني "أحمد"، وقام بتوبيخ مبطن للجهات الأمنية التي اعتقلته، كما أبدت المرشحة الأمريكية هيلاري كلينتون سعادتها ووقوفها إلى جانب أحمد.
وأطلق الأمريكيون وسماً على "تويتر" للدفاع عن الطفل، وتحول الوسم " #IStandWithAhmed " الذي أطلقه الأمريكيون إلى موجة غضب تجاه السلطات الأمنية في تكساس ومدرسته التي استدعت السلطات لاعتقال الطفل لمجرد الشبهة، بدلاً من تشجيعه على تنمية موهبته وتقديم العون له.
كما عرضت عدد من الشركات العاملة في مجال التقنية في أمريكا عدداً من الوظائف على الطفل أحمد مع التكفل بدراسته حتى التخرج، وتوفير كل ما يحتاج إليه للإبداع في المجال التقني، إضافة إلى مبادرة بعض المحامين للدفاع عنه.
موقف المملكة العربية السعودية من الطفل
وجاء تجاوب السعودية بصورة سريعة من استقبال طلب الطفل لأداء مناسك العمرة من القنصل العام السعودي في نيويورك خالد محمد إسماعيل الشريف، لتكلل بالموافقة مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ليحلوا ضيوفاً على هذا البلد المعطاء بصحبة أفراد العائلة، وذلك تحقيقا لآمال الطفل أحمد وعائلته بأداء المناسك وزيارة بعض الأقارب في جدة.
واستقبل الطفل وعائلته منذ لحظة وصولهم إلى المملكة عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، بالحفاوة والتكريم من قبل المراسم الملكية، وذهبوا بهم إلى قصر الضيافة، حيث استشعروا الكرم والضيافة السعودية العريقة، وكان في استقبالهم عند المسجد الحرام عدد من المسؤولين في الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، وأدى الطفل مناسك العمرة برفقة عائلته بسهولة ويسر.
ورفع والد الطفل محمد الحسن محمد الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، على هذه المكرمة التي ليست بالغريبة عليه، فهو الراعي والمساند للمسلمين من مختلف بقاع الأرض، حيث أكمل الفرحة لابنه بمجيئه لبلاد الحرمين وأداء مناسك العمرة، داعياً المولى عز وجل أن يجعل ما يقدمه الملك سلمان من خير في موازين حسناته وأن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل قيادته الرشيدة.