طبيب يتبرع بدمه لإنقاذ حياة سيدة أثناء الولادة
شروق هشام
مهنة الطب مهنة شريفة ونبيلة، وهي مهنة إنسانية في المقام الأول أساسها الرحمة ورُسلها الأطباء الذين يمارسون دورهم بكل إتقان، ولا يعني ذلك أن دور الأطباء ينحصر في الجانب العلمي والمهني فحسب، بل يتعدى ذلك الدور ليجمع الطبيب الحق ما بين العلم والأخلاق الفاضلة والرحمة.
ولقد ضرب طبيب مقيم في السعودية نموذجاً يحتذى به في ذلك الدور، حين تبرَّع بدمه لإنقاذ حياة سيدة، أجرت عملية ولادة قيصرية من خلال التخدير الكامل، وتعرضت لشلل تنفسي، لتعود للحياة من جديد بعد فشل كل المحاولات المعتادة.
حالة السيدة
جرت أحداث هذه الواقعة في مستشفى البكيرية العام، أثناء إجراء سيدة لعملية ولادة قيصرية من خلال التخدير الكامل، والتي تعرضت لشلل تنفسي، بينما كانت تعاني من تسمم الحمل أيضاً، وارتفاعاً شديداً في ضغط الدم، والتي تُعدُّ حالة نادرة الحدوث طبياً كما وصفها الأطباء المختصون في علم التخدير.
أكد ذلك مدير مستشفى البكيرية العام الدكتور خالد البجيدي، موضحاً أن السيدة وصلت إلى المستشفى كحالة إسعافية، وواجه فريق التخدير بالمستشفى أثناء إجراء جراحة الولادة القيصرية، بعد تخدير المريضة كاملاً، ارتخاء تاماً وكاملاً في كل عضلات الجسم، بما فيها التنفسية، إضافة إلى أن المريضة عانت من مشكلة أخرى، هي تسمم الحمل وارتفاع شديد في ضغط الدم.
وبيّن الدكتور البجيدي، إلى أنه قد تم التعامل مع الحالة باستبعاد كل الأسباب الأخرى للشلل التنفسي بعد التخدير الكلي من مرخيات العضلات أو المسكنات المخدرة التي قد تثبط التنفس في بعض الأحيان النادرة، كما تم استبعاد كل الأسباب المتوقعة وغير المتوقعة، وإجراء فحوصات شاملة، وتم التعامل بسرعة وكفاءة مع الضغط المرتفع حتى عاد للمعدلات الطبيعية، وكذلك إعطاء المريضة كل المضادات لكل العقارات المخدرة أو المسكنة أو مرخيات العضلات، ومراقبة المريضة لمدة طويلة بعد الجراحة، حيث تم الانتظار لأكثر من ساعتين لرجوع كفاءة التنفس دون جدوى.
وبعد أن قام الأطباء بمراجعة الأسباب والحلول في حينه خلص الرأي الطبي إلى إعطائها دماً، وكان هو الحل الأوحد الناجح لهذه المشكلة الطبية، ولم يتردد أحد الأطباء في المستشفى من التبرع بدمه للمريضة في حينه، حتى عادت العلامات الحيوية والتنفس والحركة إلى وضعها الطبيعي، حيث بدأت المريضة بعدها بدقائق في التحرك والتنفس بشكل مُرضٍ، ثم نُقلت لقسم العناية المركزة لاستكمال علاجها ومراقبتها حتى تمام شفائها.