فتاة سعودية تبني دورات مياه لمتضرري زلزال نيبال
شروق هشام
تبرز ملامح ثقافة العمل التطوعي في المجتمع السعودي بشكل لافت ومميز من خلال الكثير من المبادرات التي يقوم بها الشباب والفتيات من آن لآخر والتي تتنوع في أفكارها وطرقها سواءً كانت هذه المبادرات داخل حدود الوطن أو خارجه.
وفي حين يبحث الكثير من الموظفين والموظفات عن قضاء عطلهم وإجازاتهم في الاسترخاء والاستجمام، اختارت فتاة سعودية قضاء إجازتها في بادرة تطوعية هادفة ومميزة لمساعدة متضرري زلزال نيبال المدمر الذي ضرب المنطقة وأدى لمقتل وتشريد آلاف الأسر.
البادرة التطوعية
الفتاة السعودية مروى عزالدين الشرور، والتي تعمل مدرسة رياض أطفال في روضة عالمية تابعة لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في كاوست التابعة لمدينة ثول بالقرب من جدة، اختارت قضاء إجازتها في بناء دورات مياه "حمامات" لسكان قرية تنببلي في جبال نيبال والذين تضرروا من الزلزال المدمر.
وعن ذلك أوضحت المعلمة الشرور لإحدى الصحف المحلية، إن ثقافة العمل التطوعي ترسخت في داخلها منذ الصغر عبر مشاركتها في كثير من الأعمال التطوعية داخل مدينتها جدة، ولكنها شعرت هذه المرة بأن هناك ما يدفعها لتساعد أناس من خارج منطقتها، فبحثت عبر الانترنت عن مجموعات تطوعية يمكن أن تساعدها في الوصول إلى مناطق لأناس بحاجة ماسة للمساعدة، فوجدت أولا مجموعة في منطقة هاييتي ورتبت الحجوزات للسفر لها، ولكن في آخر لحظة اتصلت بها المجموعة وأبلغتها بإلغاء الرحلة لوجود أحداث تهدد السلامة هناك، واقترحوا عليها الانضمام لمجموعة تطوعية أخرى تنظم بعثات إلى نيبال لمساعدة المناطق التي تضررت من الزلزال، وبالفعل تواصلت معها ودفعت بعض الرسوم، حيث سيتكفلون بالمأكل والسكن، وتحملت هي قيمة التذاكر.
طريقة عمل المجموعة التطوعية
وفقا للتفاصيل التي أشارت إليها مروى فلقد وصلت مع المجموعة التي يشارك فيها سيدة من إيطاليا واثنان من هونج كونج واثنان من أمريكا، لعاصمة نيبال كاتمندو قبل نحو ثلاثة أسابيع، وفي اليوم التالي لوصولهم أبلغوا بالمنطقة الجبلية التي سيعملون فيها والتي تقطنها نحو 200 أسرة دمرت أغلب منازلها بسبب الزلزال، وأكثر مشكلة يعانون منها انعدام دورات المياه تقريبا، مما اضطر أغلب السكان لقضاء حاجتهم في العراء، الأمر الذي يهدد القرية بانتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
ومنحتهم المجموعة المنظمة للعمل التطوعي الأدوات اللازمة والتي حصلت عليه من تبرعات جهات أخرى، ومنحت مروى ومجموعتها دورة عملية في كيفية بناء الحمامات، ثم انتقلوا للقرية الجبلية ومكثوا فيها مدة أسبوعين، وواجهتهم عدة عوائق في البناء والتي اتضح أنها أصعب بكثير مما تخيلوا، ولكنهم تمكنوا بنهاية الأسبوعين من بناء عدد منها بمساعدة أهل القرية الذين وعدوهم بإكمال بناء بقية دورات المياه.
وعبرت الشرور عن شعورها بالفخر لأنها تمكنت من تقديم المساعدة، خاصة وأن قدومهم قد شجع أهل القرية على العمل لإنهاء ما بدؤوه لاسيما بعد أن وعوا بالأضرار الناجمة عن عدم توفرها، وأكدت أنها ستنضم لمجموعات تطوعية أخرى رغم أن والدتها كانت قلقة جدا عليها وحاولت منعها لاسيما أنها قد ذهبت لوحدها تماما ولم تكن تعرف أحداً.