المصمم السعودي عدنان أكبر ... ابداعات وصلت للعالمية وحاكت أذواق المشاهير
من أشهر المصممين العالمين في نهاية القرن العشرين، ومن أوئل المصممين السعوديين أخذته موهبة الرسم الى عالم التصميم لينطلق بعد خطوات ثابتة وتصميم كبير ودعم أكبر الى نجاح باهر عبر رسخ اسمه كأهم واول مصمم أزياء عربي وسعودي أزياء وصل الى العالمية وأقام معارض كثيرة عالمية خارج وداخل المملكة وكسب من خلالها جوائز عالمية على مستوى القارات الخمس.
بدأت الشرارة الأولى لعشق المهنة منذ سنوات الطفولة حيث تأثر عدنان سراج أكبر بالأجواء التي ترعرع فيها من متابعة الوالدة بإهتمام كبير لكل ما له علاقة بخطوط الموضة وعالم الأزياء كونها كانت سيدة مجتمع بارزة ،وبدأ هذا التأثر يترجم عنده بتصميم فساتين لدمى شقيقته وصولاً الى ان يحتل مكانة مميزة في عالم الموضة والأزياء في العالم.
اكتشف أكبر في بداية مشواره مجال التطريز بتفاصيله واستعان بالعاملات الافريقيات أنذاك في منزله في مكة مسقط رأسه لتنفيذ رسومات التطريز التي كان يعمل عليها قبل ان يسافر الى كراتشي لمتابعة تخصصه في العلوم السياسية وفي تصميم الأزياء في نفس الوقت.
لكنه عارض رغبة أهله الشديدة بدراسة العلوم السياسية،لأنه كان قد انغمس في عالم تصميم الأزياء وفي استكشاف الأقمشة والألوان، وتطبيق الأحجار الكبيرة والشك على تصميماته.
وفي العام 1968 توجه عدنان أكبر إلى بيروت ليدرس تصميم الأزياء بشكل احترافي في دار مدام سيلفيا التي كانت من أشهر مصممات الأزياء في ذلك الوقت.
ثم تابع تخصصه وانغماسه أكثر في عاصمة الموضة باريس،واكتشف الكثير والكثير في مكتبة Vogue المجلة الشهيرة المتخصصة بمجال الفن والأزياء التي قضى فيها الكثير من الوقت وتعرف على عالم الأزياء من منظار مختلف.
وقام أكبر بتنفيذ اول تصميم خاص به عام 1969، قبل ان يعود مجدداً الى جدة في العام 1970 ليفتتح اول متاجره في المملكة ، وليكون اول سعودي محلي يصمم فساتين هوت كوتور في ذلك الوقت. ومن هذا المتجر وصلت شهرته إلى الديوان الملكي السعودي والنخب التجارية.
وأطلق على عدنان أكبر لقب "مصمم" في العام 1979 اثناء تواجده في روما،حين التقى بالسنيور كتالدو وهو أحد مصممي الأزياء المعروفين في إيطاليا الذي اطلع على نماذج من تصاميم أكبر واعجب بها كثيرا وبذوقه وتفاصيل ودقة تنفيذها،ففتح كتالدو الطريق امام اكبر وقام بإجراء إتصالات فورية بالمهتمين بالأزياء... ليعرض أكبر أزيائه في ايطاليا كأول مصمم عربي يعرض أنذاك،لكنه كان في ذلك الوقت رائدا لفنون الأزياء في المنطقة لأكثر من عشرين عاما، لكن هذا اللقب الذي منح له اعتبر إعترافا وشهادة من بيوت الأزياء والموضة في العالم.
وشهد العام 1982 عرض اول مجموعة ازياء للمصمم عدنان أكبر في أسبوع الموضة في ميلانو ليحصد الكثير من الآراء الإيجابية، وليفتح باب العروض بعده على مصراعيه ولينتقل الى عدد من العواصم العالمية ويقدم إبداعاته في كان وامستردام والقاهرة بالاضافة الى جدة والرياض.
عام 1987 شارك للمرة الأولى في مهرجان الموضة العالمي في باريسInternational fashion Festival امام 200 ألف مشاهد، في عرض أزياء عالمي للقارات الخمس في باريس في ساحة التروكادير، قدمت فيه 25 عارضة مجموعته الذهبية "ألف ليلة وليلة" تحت انعكاس الألعاب النارية الذهبية، مع 40 جملاً تهيم في الخلفية وتعكس الطابع العربي، واختتم العرض بفستان شهرزاد المطرز بأحجار الكريستال. واطلقت الصحافة الفرنسية عليه من حينها لقب "إيف سان لوران" الشرق وكتبت صحيفة "نور ليتوال" الفرنسية عن العرض "تفرق الحضور وبقيت رائحة السعودية في باريس".
احدثت تصاميم عدنان اكبر في العام 1988 صرعة في عالم الهوت كوتور، واطلقت دار كريستيان لاكروا المرموقة عليه لقب مصمم العام، وتعاقد حصرياً مع دار بيانشيني فييرر ، وهي دار أقمشة فاخرة، مقرها ليون وتمد دور شانيل ولاكروا وارماني بالأقمشة الفاخرة الحصرية كأول عربي يحوز على تلك الريادة.
وبعد هذا العرض أصبح المصمم السعودي عدنان أكبر أول مصمم عربي يدخل السوق العالمية بهذا الزخم، وتعامل مع أهم الأسماء في عالم الموضة وأكثر دور الأزياء شهرة، ككريستيان ديور وكريستيان لاكروا.
كما ارتدت من تصاميمه الأميرات والمشاهير، ومنهم الأميرة الراحلة ديانا زوجة ولي عهد المملكة المتحدة بريطانيا التي ارتدت زياً من تصميمه اثناء زيارتها الة المملكة في العام 1984 برفقة زوجها وبناء على طلب الديوان الملكي.
وارتدت حرم الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك تصميم من التراث السعودي من تصميم عدنان أكبر في مهرجان «المملكة بين الأمس و اليوم»، وكذلك اختارت تصاميمه سوزان مبارك و ساجدة خير الله طلفاح وصولاً الى باريس هيلتون بالإضافة إلى الفنانات نبيلة عبيد وشريهان والأسطورة اللبنانية الراحلة صباح.
وتجدر الاشارة الى انه في العام 2020 عرضت الفنانة شريهان فستانها الحريري من تصميم عدنان أكبر والذي ارتدته في فوازير "ألف ليلة وليلة" في عام 1987، وذيلته بإمضائها للبيع في المزاد لتنضم لمجموعة النجوم الذين أعلنوا تبرعهم بمقتنيات استثنائية للمزاد الخيري لدعم ضحايا انفجار بيروت.
ونال عدنان أكبر الذي لمع نجمه في أواخر القرن العشرين وخاصة في الثمانينيات منه في نفس العام أول لقب له كأوّل مصمم سعودي وكرمه السفير السعودي في فرنسا جميل الحجيلان بعد تقديم زي تراثي لزوجات رؤساء الدول، كما حصل على جوائز عدة أهمها "الترايمس" من عاصمة الموضة باريس تسلّمها من السفير الفرنسي لدى المملكة بجدة. إلا أن لقب سان لوران الشرق الأوسط من أكثر الألقاب التي أسعدته.
ولا يزال دار عدنان أكبر يقدم أجمل التصاميم وخصوصاً فساتين الأعراس الملوكية التي تحاكي ذوقه الخاص بإشراف ابنته أضوى أكبر التي تتابع بتصاميمها مسيرة والدها الذي علمها تفاصيل المهنة منذ صغرها.