امرأة Giorgio Armani في موسم ما قبل خريف 20/ 21 تتحول على هواها
قدّم المصمم الإيطالي الأسطوري "جورجيو ارماني" Giorgio Armani مجموعة أزيائه الجاهزة لموسم ما قبل خريف 2020 / 21 في مدينة ميلانو، ضمن سلسلة فعاليات اشتملت أيضًا على معرض للإكسسوارات التي صممها منذ السبعينيات حتى اليوم، وإطلاق أولى مجوهراته الراقية. مجموعة ما قبل خريف 21 / 20 الغنية بتنوعها والراقية بأناقتها والمتحررة بمزاجها حملت عنوان "التحول" Transformism ، فأخبر من خلالها السيد "ارماني" قصة امرأة ترغب في تحويل نفسها بحسب مزاجها وأحاسيسها، امرأة حرة ومختلفة كلما أرادت وأينما أرادت.
عالم "ارماني": إبداع لامحدود وهوية ثابتة
في ميلانو، عاصمة الموضة والإبداع والفنون والثقافة، إسم "جورجيو ارماني" أكبر بكثير من علامة أزياء، بل هو متجذر في هوية المدينة وتاريخها. فالمدينة الإيطالية القريبة من مدينة "بياتشينزا" مسقط رأس المصمم تغصّ بالمعالم والمباني المرتبطة بالدار، من متجرها الأساسي الضخم، إلى متحف "ارماني/سيلوس" وفندق "ارماني هوتيل"، ومسرح "تياترو ارماني" الذي عرض فيه مجموعته لموسم ما قبل خريف 21/20 . المسرح الذي كان سابقًا مصنع شوكولاته صار مع بداية الألفية الثانية أحد أشهر معالم ميلانو السياحية، وقد صمم هندسته المبدع الياباني الشهير "تاداو اندو" بطلب من السيد "ارماني" الذي تنعكس مقاربته البسيطة والنقية في الأزياء على ديكور المكان. قبل تقديمه مجموعة الأزياء في المسرح، أدخلنا "جورجيو ارماني" إلى عالم الرفاهية المتكاملة الذي يجسّد رؤيته المتماسكة في التصميم، حين افتتح أول معرض مكرس تمامًا لإكسسواراته تحت عنوان Accents of Style في متحف الفنون "ارماني/ سيلوس". يسلط المعرض المميز الضوء على تصاميم "ارماني" الجريئة والمتمردة أحيانًا في عالم الإكسسوارات من حقائب وأحذية وغيرها منذ تأسيس داره.
راقية من داره في فندق "ارماني هوتيل" في قلب ميلانو. يكتمل نمط العيش بأسلوب "ارماني" مع هذه المجموعة المؤلفة من أقراط وعقود وأساور وخواتم مصنوعة من الذهب الأبيض والوردي ومرصعة بالماس والأحجار. بجمالية أنيقة ومواد ممتازة الجودة وحرفية دقيقة، تستكشف تشكيلة مجوهراته الراقية الأولى ثلاثة مواضيع مرتبطة مباشرة بتاريخ الدار ورموزها: أولها رمز شعار الدار مع ماسات مرصوفة وأحجار باستيلية الدرجات وشراريب من الذهب الأبيض، وموضوعها الثاني عطر الدار النسائي الأيقوني "سي" الذي ألهم مجوهرات على شكل بتلات الأزهار، والثالث يحملك إلى سماء ليلية مرصعة بالنجوم مع حبات الماس. فتتكامل هذه المجوهرات البسيطة والفاخرة في الوقت نفسه، والعصرية والخالدة في آن، مع عالم "ارماني" في امتداد طبيعي له. بكل رقة ونعومة، تتلألأ لمسة بريق نفيسة في إطلالة "ارماني" الأيقونية الأنيقة والرصينة...
بذلة السروال الجديدة
حين أسس علامته الخاصة في منتصف السبعينيات، أطلق المبدع المعروف بلقب "الملك جورجيو" أنوثة جديدة، مع تلميحات إلى العالم الذكوري بشكل منعّم عبر الخطوط الأنيقة والأشكال النقية. ولموسم ما قبل خريف 20 / 21 ، حافظ "ارماني" على توقيعه الفريد المعروف والمتجسد في خطوط الخياطة النظيفة والمتقنة والأنيقة. هيمنت بذلة السروال بشكل كبير على المجموعة، في انسجام بسيط بين الدقة الصارمة والشاعرية الحسية، وفي ترجمة جديدة لبذلة العمل الرسمية التقليدية أو ما يعرف بإطلالة "السلطة". فاشتملت القطع الذكورية على لمسات أنثوية ناعمة، واستعارت القطع الأنثوية عناصر من عالم أزياء الرجال. تراوحت القصات العملية بين القصير والصندوقي والقاسي البنية وصولًا إلى الطويل المنساب والسلس. أراد "ارماني" المعروف بدوره الكبير في إعادة تحديد الديناميكية الذكورية الأنثوية في الموضة الحديثة أن يتلاعب مجددًا بالمزج والتمويه بين حدود أزياء الجنسين، فرأينا سترات البليزر الرجالية في أشكال ناعمة ومسترخية أو في سترات مخملية بقصة الطيار، أو مشدودة عند الخصر بطريقة منحوتة.
وسترات التكسيدو السوداء الكلاسيكية اجتمعت في إطلالات يومية مع سراويل بطول الكاحل. لم تتحول بذلة السروال فقط في قصاتها وتنسيقها، لكنها أيضًا ظهرت في أقمشة مخملية، ومع نقوش مربعات كبيرة، وتزخرفت أحيانًا بجدائل عند الأطراف. وتزينت المجموعة بتفاصيل- مثل القبات الصينية- مستوحاة من الشرق الذي يعتبره المصمم الإيطالي العريق مصدر إلهام لا ينضب. كما أضاف "ارماني" لمسات مستوحاة من منتصف عقد ثلاثينيات القرن العشرين مثل أحجام التصاميم والأكمام المنفوخة وحتى قصات شعر العارضات القصيرة. من هذا المزيج المنسجم بكل اتزان وتوازن، تنبعث إطلالة "غارسون" الصبيانية الأيقونية في مقاربة حرة وراقية ومعبّرة.
فترتدي امرأة "ارماني" في موسم ما قبل الخريف الآتي ما يحلو لمزاجها من بذلات السراويل، والفساتين القصيرة السوداء، وسترات البليزر الناعمة، والسراويل المخملية الفضفاضة، إلى المعاطف الدافئة المبطنة، والسترات القصيرة، والتنانير ذات ذيل السمكة، والكنزات المسترخية التي أَضافت مع السراويل الرياضية والعسكرية الطراز لمسة ديناميكية عصرية. وبالنسبة إلى ألوان المجموعة، لجأ "ارماني" إلى تشكيلة ألوان خافتة مثل الأسود والكحلي والفضي والبيجي، مع بروز قوي للأحمر كما في معطف جلدي أحمر أخاذ. وتنوعت الأنماط الزينية المتكررة، من الأزهار إلى الخطوط، مرورًا بالمربعات والرسوم الغرافيكية البارزة. تضمّن العرض أيضًا بعض إطلالات الأزياء الرجالية التي بدت كلاسيكية ومريحة في الوقت نفسه، مع سترات تكسيدو من المخمل، وبذلات صوفية نهارية. خياطة الملابس الرجالية كانت بمعظمها ناعمة ومرتاحة، وألوانها كانت بمعظمها داكنة، مع إطلالة باللون الأحمر.
شرارات الجرأة والتألق
انتظرنا بحماس الإطلالات المسائية من "المايسترو" الذي يعتبر رائدًا في إطلالات السجادة الحمراء. فسحرنا كالعادة بأزياء مسائية رائعة عبّرت عن جاذبية امرأة تكشف عن كافة جوانب شخصيتها، فيرى "ارماني" أن المرأة تستطيع في المساء أن تكون أكثر مرحًا وحرة الاختيار. تميزت الفساتين المسائية الاستثنائية بروح عصرية منعشة، وتزينت بزخرفات معقدة مشغولة بدقة وبتفاصيل متلألئة وترترة براقة وتطريزات غنية، لكن دومًا في قصات مصقولة وأنيقة بهدوء "ارماني" العالمي الصيت.
وظهرت البذلات المسائية المنفذة بالمخمل الأزرق الداكن أو الأحمر القرمزي، إضافة إلى فساتين السهرة القصيرة مع الجوارب شبه الشفافة. لا يتردد "جورجيو ارماني" عادة في استعمال الكثير من الإكسسوارات البارزة لتنسيق إطلالة امرأة "ارماني". وفي هذا العرض لم يغير هذه النزعة، حيث شاهدنا قبعات، وسلاسل وعقود بارزة، وأٌقراط كبيرة، وأحزمة، وأساور ضخمة، وأوشحة طويلة، وحقائب مختلفة، من حقائب "كلتش" غير المزودة بمقابض، إلى حقائب "كروس" الملتفّة حول الجسم، وحقيبة "لا بريما" الجديدة الأنيقة التي تحمل باليد أو على الكتف. واكتملت إطلالات العارضات مع ماكياج متضارب بشكل متناغم، بحيث ابتكرت مصممة الماكياج "ليندا كانتيلو" إطلالة بعيون قوية وجريئة وشفاه وخدود رقيقة وناعمة.