مريم موصلي لـ"هي": قطاع الأزياء في السعودية مزدهر وناجح
مريم موصلي إحدى أكثر شخصيات الموضة السعودية تأثيرا، بحسب الموقع المرجعي "بيزنس أوف فاشن". وذلك بفضل عملها لترويج قطاع الأزياء السعودي في الخارج وعلامات الأزياء العالمية داخل البلاد، إضافة إلى مدونتها المثيرة للجدل التي حملت سابقا إسم "شوز اند دراما" Shoes&Drama قبل أن تصبح صفحاتها اليوم تحمل ببساطة إسم "مريم موصلي". النسخة الثانية من كتابها "تحت العباية" Under the Abaya التي كنا أول من أعلن عنها في ديسمبر الفائت، قد صدرت الآن. نتحدث إلى مريم الملهمة حول كتابها ورؤيتها للموضة وقطاع الأزياء.
تصدرين النسخة الثانية من كتاب "تحت العباءة" Under The Abaya . ما الذي تغير بين النسختين الأولى والثانية؟
في النسخة الأولى، كان هدفنا تسليط الضوء على أناقة المرأة السعودية وأسلوبها ضمن مشهدنا الإقليمي. في هذه النسخة، نركّز على إنجازاتها المتنوعة عبر مجالات وصناعات مختلفة. كما مع النسخة الأولى، رسالتي كانت وما زالت تمكين المرأة. من خلال كتابنا، نمكّن النساء السعوديات، وندعمهن في استعادة السيطرة على حكاياتهن الخاصة، وسرد قصصهن بأنفسهن.
ما الصيحة الجديدة فيما يتعلق بطرق ارتداء العباءات؟
التغييرات والتعديلات القانونية التي أجرتها المملكة كان لها دور جوهري في التأثير في حاجات نساء البلاد من حيث أزيائهن، فقد حثتهن بلا شك على اعتماد نمط عيش أكثر تنوعا، وقد لاحظت أن ذلك انعكس على خيارات ملابسهن. في السابق، كنا نملك تلك العباءات الفائقة الفخامة والثقيلة، ونرتديها كملابس خارجية، لأنها كانت تعكس نمط عيشنا آنذاك. فكنا نذهب إلى مناسبات العشاء، ونجلس مع صديقاتنا لتناول وجبات الغداء؛ لكن مع دخول المرأة سوق العمل، نرى أزياء ملائمة أكثر لإطار العمل. فنميل الآن نحو العباءات القصيرة والسهلة الارتداء، التي لا تعلق في عجلات كرسي المكتب أو باب السيارة، فنحن الآن نجلس وراء المقود.
توقفت إطلالات "ستريت ستايل" بسبب الجائحة، ومؤثرو الموضة حول العالم يواجهون صعوبات في الوصول إلى متابعيهم في غياب الفعاليات الجديدة. هل تعتقدين أن الاهتمام بالشخصيات المؤثرة في عالم الموضة قد تلاشى؟
لن أقول: إن الاهتمام بالشخصيات المؤثرة في عالم الموضة قد تلاشى بالضرورة، لكن البروز أصبح أصعب بكثير. ما يجب على المؤثرات فهمه هو التمركز والفردية. حين تنظرين إلى صفحات "إنستغرام" والعلامات التجارية التي يتعاونّ معها، والجماليات السائدة عموما، لا تستطيعين تحديد الهوية الفردية التي تميزهن. كل شخصية مؤثرة حصدت متابعة بارزة انطلقت من نقطة بداية جيدة، لكن هذا العالم يغص اليوم بالمحتوى الإعلاني على حساب آرائهن العضوية.
كيف تصفين إطلالتك خلال فترة الحجر؟
خزانة ملابسي الجاهزة اليوم ترتكز بشكل أساسي على مجموعات "كروز"، والبذلات الرياضية المتنوعة الألوان من "بانغايا" Pangaia ! أعيش الراحة إلى أقصى حد بشكل يومي، ولا أعتقد أنني سأعود إلى أي شيء آخر في وقت قريب!
ما الذي سيشكّل أسلوب الأناقة الجديد حين نبدأ العودة إلى الحياة الطبيعية؟ هل سنعود إلى الحياة الطبيعية؟ من المصممون السعوديون الذين تتابعينهم حاليا؟
من أكثر الأمور التي أحبها في منبري القدرة على تسليط الضوء على هؤلاء المصممين. وهو شيء أفتخر به جدا. وجود محرري الموضة وصناع التيارات ومؤثري الذوق بين متابعيّ منحني فرصة التحدث عن المواهب الإقليمية إلى العاملين في القطاع حول العالم. أركز الآن على مصممي الأزياء المستدامة، مثل "أباديا" Abadia ، والمصممين المحليين مثل "غليدا" Glidâh ، و"دانة الزمان" Danah Alzaman و"لمى البلوي" Lama Al Bluwi ، و"فرح حماد" Farah Hammad. بالنيّة ذاتها، أسستُ مع مبدعين محليين آخرين "سعودي ستايل كاونسل"، لتنشيط قطاع الأزياء الناشئ في السعودية، عبر تكييف المواهب المحلية مع المعايير الدولية.
من أيقونات الموضة من الماضي والحاضر اللواتي يلهمن الشابات السعوديات؟
العالم العربي غني بالأيقونات الثقافية في قطاع الأزياء، مثل أم كلثوم. تلهمني أم كلثوم التي ارتدت النظارات الشمسية في كل مكان قبل أن تجعلها "أنا وينتور" رائجة! وأقدّر المبادرات التي يطلقها مصممون مثل "هنيده صيرفي" Honayda Serafi
وتُظهِر أيقونات ورموز الموضة في تحية إلى عظماء منطقتنا.
وتلهمني أيضا "مارلين ديتريش"، فلو كان بإمكاني أن أملك خزانة أحد بكاملها، أختار خزانتها.
هل سنرى صدور نسخة ثالثة من "تحت العباءة" في السنوات الآتية؟
نأمل أن نستمر في هذا المشروع طالما أن هناك حاجة إلى تمكين النساء! هدفنا إلحاق المزيد من الشابات بالتعليم العالي، عبر المنح الدراسية من مبيعات الكتاب. أطمح إلى الاستمرار في نشر نسخ إضافي من هذا الكتاب، وإلى تحويل “تحت العباءة” لاحقا إلى مؤسسة بالأهداف نفسها التي أطلقنا هذا المشروع من أجلها. إذا أردنا أن نتعلم شيئا من هذه الجائحة، فهو العطاء ومساعدة الناس، وبعد وجودي لأكثر من عقد في هذا القطاع، حان الوقت لأستمر في العطاء ودعم مجتمعي.
ما رأيك بمشهد الأزياء في المملكة العربية السعودية؟ وما الخطوات الصحيحة لتطويره؟
الهدف الحالي هو تطوير قطاع الأزياء المحلي إلى قطاع تجزئة مزدهر وناجح يلقى اهتماما واستثمارا دوليين. علينا تطوير بنية تحتية مستدامة، من الناحيتين الإبداعية والاقتصادية. وذلك يتجاوز تصميم المنتج وبيعه. فيجب العمل بمقاربة شاملة لكل نواحي نظام الأزياء، بما في ذلك التصنيع، والتصدير، والترخيص.
هلا أخبرتنا عن مشروعك الجديد وكيف ستدعمين المواهب السعودية الجديدة؟
مشروعي الأخير "سعودي ستايل كاونسل" Saudi Style Council مبادرة غير ربحية تعمل على تنشيط وتسيير قطاع الأزياء الناشئ في السعودية. أسعى إلى تحويل مشهد الأزياء في المملكة إلى نظام مترابط مستدام. نعمل على جعل المشروع مرجعا للمبدعين، حيث نقدّم برامج إرشاد في كل اختصاصات قطاع الأزياء، وننظم ورش عمل حول بناء الرصيد الإبداعي والحماية القانونية، ونساعد في إنشاء عقود عمل حر لتعليم شبابنا وحمايتهم. لدينا الكثير من المواهب في السعودية، والتنظيم الفعال هو المفتاح.
السؤال الأخير: ماذا في سلة تسوقك لموسم الشتاء الآتي؟
كتابي "تحت العباءة"، طبعا! اطلبوه الآن من موقع undertheabaya.com.