فرّقتهما المسافة وجمعهما مَرسَم..علامة سعودية تعزّز الفن والثقافة من خلال تصاميم مُلهمة

من أطراف المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية الى المنطقة الوسطى، شاءت مواقع التواصل الاجتماعي ان تجمع بين أصيل وعبد العزيز ليوَحّدان إمكانياتهما الإبداعية ليبزُغ فجر مَرسَم.

خلفيات مختلفة..

أصيل خرّيج نُظم المعلومات لم يكتفي بدرجته العلمية وصمّم ان يتبع شغفه في صناعة الأزياء عن طريق تعليم نفسه ذاتيًا أبرز المهارات التي تخدم طموحه لمدة ثلاث سنوات، وما زال يتعلم حتى الان حتى أصبح يملك خبرة لا بأس بها في الخياطة والحياكة بالإضافة الى صناعة الأقمشة .

اما عن عبد العزيز فهو على مشارف إنهاء سنته الأخيرة في مشوار الطب، دائمًا ما كان يصنع لنفسه وبنفسه متنفسًّأ فنيًّا فأصبح يمارس التصميم الجرافيكي الى جانب الفن الذي يشغل حيّزاً كبيراً من رحلته كفنّان وهو الكتابة.

في هذا الحوار المُثري على الصعيدين الفني والثقافي قام عبد العزيز وأصيل برحلة الى كواليس ولادة مَرسَم، علامة تجارية سعودية تحمل في طيّاتها ثقافة، حِرفة، فن وإبداع .

بدايةً.. فكرة ذكية ان تجعلوا من الأشخاص أعمال فنية متحركة يحملون ابداعكم معهم في الحلّ والترحال ممّا يجعلنا كأننا نتجوّل في معرض فني متنقل،كيف بدأت فكرة مَرسَم؟

أصيل: لطالما كنت مهتماً بالفنون بلا حصر.. تصميم الأزياء، تصميم الاثاث، فنون بصرية، وكانت تراودني فكرة منذ وقتٍ ليس بالقليل حول تصميم منتجات تحمل فلسفة فنية وليست استهلاكية، وجاءت الصدفة بعد العزيز حين ابدى اعجابه برداء كنت أرتديه في صورةٍ ما، فتلاقت الأفكار واخذنا نتجاذب أطراف الحديث الى ان أفصحت لعبد العزيز عن نيّتي لأخذ رأيه فقط حيث أنى لمست جانباً في عبد العزيز لم أصادفه من قبل دون أي نيّة للتعاون .

وأردف عبد العزيز عن إعجابه بفِكر أصيل قائلاً: أصيل يمضي بشعوره حيث يمضي به إيمانه ،وهذا ما جعله لا يتردّد في هذا التعاون وليد الصُدفة.

" دورنا الأول في مَرسَم هو استخراج رغبة من داخل الناس لم يكونوا على علم بوجودها."

 ما هي أدواركم الفردية في مَرسَم؟

أجاب عبد العزيز قائلاً ان مرسَم ما زال يافعاً حتى الآن وما زلنا نتعلّم من بعضنا البعض، لذلك لا نقوم بتقسيم الأدوار ولا نطلق مسميّات، لكن بشكل أكثر تفصيلاً فإن أصيل يقوم على الإخراج الإبداعي ورسم التصاميم، أما أنا فأعمل على الإدارة التنفيذية والعمليات اليومية والّلوجستيات، ونتشارك العمل على التفاصيل المتبقية مثل الوقت المناسب للإطلاق والطريقة المناسبة للترويج للمنتجات الى ان نصل سوياً الى المنتج بصورته الأخيرة.

كما وصف أصيل آلية عملهم بالطبيعة جداً ممّا جعل تعاونهم سلس الى حد كبير .

ماهي القصة وراء ثلاثية زمهرير؟

أتى هذا المسمى توظيفاً لفكرة أصيل وعبد العزيز لجمع أعمالهم الثلاثية تحت مسمى واحد كالروايات او دواوين الشعر، وذلك تزامناً مع عملهم على مجموعة الشتاء فوقع الاختيار على "زمهرير" ليكون عنوان لثلاثية مرسم الأولى مؤكدين على اصرارهم على استخدام اللغة العربية بشكل كبير في مَرسَم.

أصيل.. يجد ان إلهامه في تصميم الأزياء اتى من شرق آسيا، من أعمال المصمم الياباني يوجي ياما موتو المعروف بقصّاته الجريئة، والمصمم البلجيكي راف سايمنز ..

وأشاد بمحافظة المصممين الآسيويين على هويتهم في ظل معمعة العولمة، وهذه الفكرة لا ينفكّ اصيل عن محاولة نقلها الى مجتمع التصميم السعودي حيث انه يرى ان السعودية تملك جميع مقوّمات الهوية الخالدة، ويحاول جاهداً إيجاد ارض وسطى للحفاظ على الهوية في التصاميم بين تركها تندثر، وعدم المساس بها او إضافة أي تغيير، ويطمح الى المساهمة في ظهور حركة مهتمة بالتصميم تتبنّى هذا الفِكر.

سألنا عبد العزيز الذي يملك مدوّنة تتراقص بها كلماته النقيّة على أوتار وجدانه المشتعل فقال من وجهة نظره:

ان جميع الفنون بالنسبة له فانية ما عدا الكتابة، حيث كانت بمثابة الصاحب له منذ الصِغر

وعند التطرّق الى إمكانية توظيف كتاباته في مَرسم قال من وجهة نظره انه لا يرى جدوى من ذلك حيث انه ينظر ان الموضة والأزياء شأن بصري بحت بعكس الكتابة، ويفضّل ان يستثمر نصوصه في خلق مشاهد سينمائية.

ما يميّز مُخرَجات مَرسَم ان افكارها غالباً ما تكون " هواجيس الليل" وتحمل معاني عميقة من القلب.. الى الناس، بالإضافة الى خلق مشاهد ملئها المشاعر ليجد الناس أنفسهم فيها بحكم رؤيتهم للأزياء بأنها تمثيل نموذجي للمشاعر والحضارات.

عندما ينطفئ شغف الثنائي مؤقتاً، كيف تعيدون إشعاله؟

أصيل: أجد الشغف في المشاعر التي يمرّ بها الأشخاص المقرّبين مني، هذا بعد ما استنفذت جميع مصادر الإلهام منذ بدايتي في الرسم في السادسة عشرة من عمري

عبد العزيز: ترنّ في رأسي دائماً مقولة للكاتب ويليام فوكنر " الشيْ الوحيد الذي يستحق الكتابة عنه هو صراع الذات مع القلب" لذلك في كتاباتي تلهمني المشاعر العابرة في يومياتي

أين يقف مَرسَم حالياً؟

أشار الثنائي الى انهم مازالوا يمرّون بعقبات ويصلحون إخفاقات في رحلة إيصال مَرسَم الى استديو الأزياء الفعلي الذي يطمحون اليه مؤكدين انها منتجات مَرسَم الحالية ما هي الا البداية وأنهم قاموا بإطلاق هذه المنتجات للتعريف بالعلامة التجارية على وجه التحديد.

مَرسَم.. الى أين؟

وِفق خُطط أصيل وعبد العزيز المستقبلية، يخططون لوضع مَرسَم على خارطة أستوديوهات الأزياء المتكاملة التي توفّر جميع عناصر الابداع والفنون، لتضمّ المهتمين والموهوبين سواء مصممي أزياء او رسّامين او حتى على الصعيد الاداري .

اخيراً، عن جديد مَرسَم..

احتفاءاً بتراث شمال المملكة العربية السعودية العريق، قام الثنائي بالتعاون مع فنانة من قلب الشمال تُدعى عائشة لصنع قطعة صيفية عبارة عن قميص يحمل رقصة الدحّة التقليدية للمنطقة الشمالية برسم يدوي، بالإضافة الى وشاح سيرى النور في مجموعة ربيع 2022 يضاهي بتفاصيله دور الأزياء العالمية ويحمل لوحة لمستشرق قديم أُعيد ترميمها.

https://mrsmstudio.com/